قريباً في الأجواء... خليفة "كونكورد"

في كل صباح، كان هديرٌ مدوٍ يتردد في جنبات مطار هيثرو البريطاني، بُعيد إعلان مغادرة الرحلة رقم BA001 المتجهة إلى مدينة نيويورك الأمريكية، كان الهدير يفصح عن قوة هائلة للمحركات الأربعة التي سترتفع بها الطائرة في السماء لتعبر المحيط الأطلسي بسرعة تفوق بضعفين سرعة الصوت، لتصل إلى مطار جون كنيدي في مدة لا تتجاوز الثلاث ساعات ونصف الساعة، كان اسم هذه الطائرة "كونكورد".
هذا كان زمن أمجاد "كونكورد"، إذ أحدث تصنيعها ثورة في مجال النقل الجوي. ودخلت الطائرة مجال الخدمة رسميا عام 1976، وتم تصنيعها باتفاق مشترك بين بريطانيا وفرنسا.
وتوقفت "كونكورد" عن التحليق في العام 2003، بعد أن تبيّن وجود عديد من العيوب في التصميم، وارتفاع في أسعار بطاقاتها ووجود مشكلات تقنية ظهرت مع مرور الوقت إذ تحطمت واحدة منها عام 2000 في العاصمة الفرنسية باريس بعد مغادرتها مطار "شارل دو غول" متجهة إلى نيويورك ما أدى إلى مقتل ركابها وطاقمها.
لكن الآن، ومع التقدم العلمي المتسارع، ومع إمكانية إيجاد مواد أخفّ وأقوى، وفي ظل التقدم الهائل في فهم الديناميكيات الهوائية والفيزيائية للأجسام، فقد أصبح إنتاج طائرة تفوق سرعة الضوء وتمتلك معايير الأمن والسلامة مع أسعار مخفضة لبطاقاتها، مسألة واقعية، بل أصبحت على مرمى حجر.
وتعمل شركتان أميركيتان على مشروع لإنتاج طائرة نقل لرجال الأعمال، من نوع آي. أس. تو.
الطائرة الجديدة ستكون قادرة على نقل 50 راكباً على الأكثر، وهذا العدد هو نصف عدد ركاب الكونكورد البالغ 100 راكب، ومن المحتمل أن يستهل المهندسون مشروعهم الواعد بإنتاج طائرات مخصصة لرجال الأعمال تحمل على متنها نحو عشرة ركاب.
ولعل مبعث التفاؤل في نجاح هذا المشروع هو التعاون الذي سيجمع شركة "جنرال إلكتريك"، والتي هي احدة من أكبر شركات تصنيع المحركات النفاثة في العالم، مع إحدى مجموعات المهندسين في شر كة "إيريون" وهي شركة مقرها في نيفادا وذلك لتصنيع محرك يسمى "إيفنتي" وتأمل الشركتان أن تكون أول طائرة نفاثة من النوع المدني الأسرع من الصوت قيد الخدمة بحلول العام 2023، لكنها ستكون طائرة أكثر هدوءاً وأقل تعطشاً للوقود، كما يؤكد القائمون على هذا المشروع الواعد.
للمزيد في يورونيوز: