حين تولد الصداقة من رحم المعاناة.. أمريكيان جمعتهما عملية زرع قلب وكبد وكلية

Access to the comments محادثة
بقلم:  Euronews
دارو وسارة  في أروقة المستشفى الجامعي في شيكاغو
دارو وسارة في أروقة المستشفى الجامعي في شيكاغو   -  حقوق النشر  أسوشياتد برس

في أحيان كثيرة قد تكون متاعب الحياة سببا في نسج صداقات لم تكن لتخطر على بال أحد.

فقد جمعت الظروف الصحية بين سيدة أمريكية من ضواحي ولاية ميشيغان ورجل من شيكاغو حيث قرّب المرض بين الاثنين وهما في المستشفى الجامعي في شيكاغو حيث خضع كل من دارو سميث وسارة ماك فارلين في التاسع عشر من الشهر الماضي لعملية زرع قلب وكلية وكبد ولم تفصل بين العمليتين إلا 30 ساعة فقط.      

الحالة الصحية ليس الشيء الوحيد الذي يشترك فيها المريضان إذ أن كليهما في نفس السن حيث يبلغان من العمر 29 عاما. ويقول الأطباء المشرفون على العملية إنهم بمجرد انتهائهم من عملية زرع الكبد لدى السيد دارو سميث، تلقوا اتصالا يفيد بأن الأعضاء التي كان من المفروض أن تُزرع لدى سارة ماكفارلين جاهزة أيضا للزرع.

ولا يزال الاثنان يتماثلان للشفاء في غرفتين تقعان على نفس الطابق في المستشفى.

وقد قال الفريق الطبي إنه لم يسبق لأي مستشفى آخر القيام بعملية نادرة مثل هذه على مريضين في فترة زمنية محدودة بهذه الشكل.  

أما المريضة سارة فقد خططت للقيام بمجموعة من الأمور حال خروجها من المستشفى. أمور قد تبدو بديهية بأعين الأصحاء لكنها بالنسبة لمن مرّ بظروفها، تصبح إنجازا بحد ذاته. 

وقال سارة في هذه الصدد: أولى الأشياء التي أريد أن أقوم بها هي أن أستحم و إن بدا الأمر لكم بسيطا ومُسلَّما به. أريد قضاء بعض الوقت مع عائلتي وأريد السفر أيضا. كما أنني ودارو قد خططنا للخروج للعشاء أيضا حالما تسمح لنا ظروفنا الصحية بذلك.

دارو سميث قال بدوره: إنه أمر مثير. أن أرى شخصا مر بنفس المسار منحني مزيدا من الإصرار. أعتقد أنه ساعدني على الشفاء.

وإلى أن تتحقق أحلام سارة على بساطتها، لا يسعنا إلا أن نتمنى لها ولرفيق دربها في العلاج كل الصحة والعافية. وعسى أن تدوم صداقة ولدت من رحم المعاناة وتستمر لتعيش أياما أكثر صفاء وطمأنينة.