رجل أعمال يتخلى عن الترشح للانتخابات الرئاسية الجزائرية لصالح "ميكانيكي"

رشيد نكاز مشهراً هويته الجزائرية لدى وصوله أمس إلى مقر المجلس الدستوري
رشيد نكاز مشهراً هويته الجزائرية لدى وصوله أمس إلى مقر المجلس الدستوري Copyright RYAD KRAMDI / AFP
Copyright RYAD KRAMDI / AFP
بقلم:  Samir Youssef
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

قام رشيد نكاز، رجل الأعمال الفرنسي-الجزائري، لأسباب تبدو قانونية، باستبدال ملف ترشحه إلى الانتخابات بملف آخر باسم رشيد نكاز...آخر.

اعلان

"سوريالي"، "ضرب من الكوميديا"، "بماذا كان يفكر؟"، "ضربة مخرج مسرحي رهيبة"، "فيلم"، هكذا جاءت تعليقات الصحف الجزائرية صبيحة اليوم، الإثنين، بعد تسجيل اسم، رشيد نكاز، في لائحة المرشّحين إلى الانتخابات الرئاسية.

حصل ذلك يوم أمس بطريقة أقرب منها إلى أفلام السينما، بحسب صحف محلية وأجنبية.

والواقع أن رشيد نكاز، رجل الأعمال الفرنسي-الجزائري (47 عاماً) تقدم شخصياً لتسجيل ترشّحه إلى الانتخابات الرئاسية أمام المجلس الدستوري يوم أمس، الأحد.

لا شيء "غير عادي" حتى الآن. 

ولكن أمراً ما، حدث، لأسباب من الأرجح أن لها علاقة بالجنسية التي يحملها رجل الأعمال وكذلك والإقامة، والزوجة الفرنسية.

إذ يبدو أن نكاز يتخوف من رفض ترشحه للأسباب المذكورة أعلاه، أو كان يعرف مسبقاً بعدم إمكانية ترشّحه من وجهة نظر قانونية، ولذا، قام رجل آخر، يحمل نفس الاسم ويعمل ميكانيكياً، بتسجيل ترشّحه بدلاً عنه. 

فهل قام ناكز بذلك عمداً؟

ماذا حصل بالضبط؟

بحسب مراسل "وكالة الصحافة الفرنسية"، إن رشيد نكاز، رجل الأعمال الجزائري-الفرنسي، الذي يعرفه كل الشباب الجزائري تقريباً، والذي يتبعه على صفحته الشخصية على "فيسبوك" نحو 1.5 مليون شخص، ظهر يوم أمس، الأحد، أمام مقر المجلس الدستوري، في الخامسة بعد الظهر، ودخل ليتقدّم بترشّحه إلى الانتخابات الرئاسية تحت عدسات الصحافة، التي انتظرته خارجاً.

وكان نكاز، الحقيقي طبعاً، قد نجح باستقطاب انتباه الجزائريين في الأسابيع الأخيرة خلال التحركات التي قام بها في الجزائر، للحصول على تواقيع 60.000 شخص، وهو عدد التوقيعات المذكور ليتمكن من الترشح إلى الانتخابات الرئاسية.

غير أن ثمة "نكازاً" آخر، مجهولاً بطبيعة الحال، خرج بعد ساعتين من دخوله إلى مقر المجلس الدستوري، الأحد، وتحدث إلى الصحافة، فيما توارى نكاز "الأصلي" عن الأنظار. 

وتبيّن سريعاً أن الرجل الذي تقدم إلى الصحافة ليس رشيد نكاز، رجل الأعمال على الإطلاق، إنما شخص مجهول، كان يشعر بحرج أمام الصحافة، بحسب تعبير وكالة الصحافة الفرنسية.

اسمه أيضاً رشيد نكاز

يقول أحد مصوري الوكالة الفرنسية إن الرجل عرّف عن نفسه قائلاً إنه "رشيد نكاز"، وهذا ما أكد عليه أحد المسؤولين في المجلس الدستوري عندما توجه للصحافيين قائلاً "إن اسم الشخص الذي أمامكم هو فعلاً رشيد نكاز، وتقدم إلى المجلس بملف يحمل ترشيحه".

نكاز الحقيقي؟ لم يرَه أحد خارجاً من مقر المجلس، ولكنه ذكر على صفحته على "فيسبوك"، أمس الأحد، أنه "تم اختطافه من قبل الشرطة... إلى جهة مجهولة".

وتوضحت الصورة صباح اليوم، الإثنين، إذ أفاد رشيد نكاز، الرسمي، أنه قد تم استبداله "بابن عمّ متجانس" كما جاء بالنص في الفرنسية، بعد رفض المجلس الدستوري ملفّ ترشحه للانتخابات الرئاسية.

RYAD KRAMDI / AFP
رشيد نكاز، الميكانيكي، الذي تقدّم بطلب ترشحه إلى الانتخابات الرئاسيةRYAD KRAMDI / AFP

ومن الواضح أن قول نكاز إنه تخلى عن جنسيته الفرنسية لم يساعده في عملية الترشح، حيث أن نكاز فرنسي-جزائري، والقانون الجزائري يمنع ترشح حاملي أي فرد حائز أو حاز سابقاً على جنسية غير الجنسية الجزائرية.

وأضاف نكاز على "فيسبوك" قائلاً: "إذا فاز ابن عمّي بالانتخابات، سنشكّل فوراً منصب نائب الرئيس... وسأشغله. ومن ثم سيستقيل ابن عمّي وأصبح، أوتوماتيكياً، في منصب الرئاسة".

غير أن نكاز ربما يكون قد استعجل قليلاً. بالنسبة إليه ليس هناك من سبب قانوني يمنع المجلس الدستوري من المصادقة على ترشح "ابن عمّه" فيما سيعطي المجلس جوابه النهائي قبل 13 مارس / آذار الحالي.

في الحقيقة إن فرضية رفض ترشح نكاز، ابن العم، واردة أيضاً لأسباب قانونية. 

اعلان

بطبيعة الحال، انهالت التعليقات على ما ورد في" المنشور الفيسبوكي"، ولم تهدأ على وسائل التواصل الاجتماعي على الإطلاق. ويبدو أن البعض فهم من هو رشيد نكاز، فيما البعض الآخر شبه ما يجري بأحد أفلام المخرج البريطاني الشهير هيتشكوك.

كأننا في أحد أفلام ألفريد هيتشكوك، كلّ شيء ممكن في الجزائر

سوابق في فرنسا والجزائر

كان رشيد نكاز قد ترشح للانتخابات الرئاسية في فرنسا في العام 2007 ولكنه لم يتمكن من توفير المطلوب أي، 500 داعم للحملة، (لم يتمكن إلا من توفير 13) فتمت الانتخابات من دون ترشحه.

كذلك قام بالتقدم إلى الانتخابات الرئاسية الجزائرية عام 2014 وأكد حصوله على 62.000 توقيعاً مضيفاً أن كل تلك التوقيعات سرقت منها في المجلس الدستوري. 

في فرنسا أيضاً التزم الرجل دفع الغرامات التي تفرض على النساء اللواتي يلبسن البرقع من دون أن يتابع أحدهم إذا ما وفى حقاً بوعده، كما أنه ترشح في العام 2013 إلى انتخابات نيابية جزئية ولكن أحداً لم يصوّت له، أي أنه حصد 0 أصوات.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

بوتفليقة يسعى لكسب الوقت وتصدعات في أوساط النخبة الحاكمة

رافضة كل الطعون.. محكمة نيجيرية تتبنى فوز تينوبو في الانتخابات الرئاسية

قادة الانقلاب يعلنون احترام الغابون لكافة التزاماتها الداخلية والخارجية