السودان.. بدأت بـ "لحس الكوع" وانتهت بـ "سقطت وانتصرنا"

احتجاجات شعبية حاشدة تشهدها شوارع العاصمة السودانية آذار مارس 2019
احتجاجات شعبية حاشدة تشهدها شوارع العاصمة السودانية آذار مارس 2019 Copyright رويترز
Copyright رويترز
بقلم:  Euronews
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

السودان.. بدأت بـ "لحس الكوع" وانتهت بـ "سقطت وانتصرنا"

اعلان

تشهد السودان في الوقت الراهن مجموعة تعد الأوسع من الاحتجاجات التي يواجهها الرئيس عمر حسن البشير الجالس على كرسي الحكم منذ توليه السلطة في انقلاب عسكري في يونيو - حزيران 1989.

بحسب منظمات حقوقية أكثر من 50 شخصا حتى الآن سقطوا ضحايا خلال الاحتجاجات التي اندلعت في 19 ديسمبر - كانون الأول عام 2018 جراء تدهور الوضع الاقتصادي، وهو أحد أهم الأسباب التي دفعت بالسودانيين إلى الاحتجاج على سياسات الحكومة بعد ارتفاع سعر الخبز من جنيه واحد إلى ثلاثة، متبوعا بسعر الوقود والمواد الاستهلاكية الأساسية، بالإضافة إلى ندرة الدقيق والسيولة النقدية حيث قلصت البنوك عمليات سحب الأموال، وهو ما دفع بالشعب يتقدمه الطلاب إلى الخروج في مظاهرات احتجاجا على سوء الوضع الاقتصادي وتدهور مستوى المعيشة.

  • بعد الإعلان عن بيان للقوات المسلحة..تنحى البشير أم يعزل ومن يخلفه؟

وأدلى وزير الدفاع السوداني ببيان على التلفزيون الرسمي اليوم أعلن فيه "اقتلاع النظام" والتحفظ على رئيس البلاد عمر البشير "في مكان آمن".

كما أعلن الوزير عوض محمد أحمد بن عوف تعطيل الدستور وإعلان حالة الطوارئ لمدة ثلاثة شهور وتشكيل مجلس عسكري لإدارة شؤون البلاد لفترة انتقالية مدتها عامان تجرى في نهايتها انتخابات.

اسقاط النظام وجمعة "لحس الكوع"

تعرضت موجة الاحتجاجات التي بدأت أواخر عام 2011 إلى رد فعل عنيف من قبل قوات الأمن السودانية حيث اعتقلت الكثير من المتظاهرين وأعضاء المعارضة وصحفيين وضربت المحتجزين واستخدمت الرصاص المطاطي والذخيرة الحية في تفريق المظاهرات بحسب هيومن رايتس ووتش.

ولأسابيع متوالية خرج محتجون وأغلبهم من الطلاب في مظاهرات حملت بعضها شعارات طالبت بإسقاط النظام، لكن البشير قلل من شأنها وأهميتها ووصفها بأنها مدعومة "من الخارج"، وتعهد رئيس الشرطة السوداني آنذاك بقمعها، بينما شبه مساعد البشير استحالة اسقاط النظام بأنه أشبه بـ "لحس الكوع" وهو ما دفع المحتجين لإطلاق اسم "جمعة لحس الكوع" على احتجاجات يوم الجمعة 29 يونيو - حزيران 2012، والتي قوبلت برد عنيف من قبل قوات الأمن السوداني باستخدام الرصاص المطاطي وقنابل مسيلة للدموع.

وبعد فترة قصيرة من الهدوء النسبي وفي سبتمبر - أيلول عام 2013 تعرضت معظم شوارع البلاد مجددا لموجة احتجاجات جديدة واشتباكات عنيفة مع قوات الأمن وقوات موالية للبشير وشهدت مقتل 200 شخص على الأقل بحسب منظمة العفو الدولية ومنظمات حقوقية أخرى. بينما قالت مصادر حكومية آنذاك إن العدد هو 85 فقط.

رويترز
متظاهرون يرفعون لافتة خلال احتجاجات أمام مبنى وزارة الدفاع بالخرطوم 2019رويترز

"تسقط بس" و"صوت المرأة .. ثورة"

الشعارات التي حملتها المظاهرات الشعبية الأخيرة والتي بدأت في 19 ديسمبر - كانون الأول من العام الماضي تحدت الرئيس وحزبه المؤتمر الوطني وطالبت بتنحيه عن السلطة بشكل واضح وصريح، وكان أشهرها "حرية، سلام وعدالة" و "الحرية خيار الشعب" بالإضافة إلى شعار "تسقط بس" (تسقط فقط) والذي رفعه آلاف المحتجون وتداوله الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي.

رويترز
مشاركة نسائية مكثفة خلال احتجاجات 2019 للمطالبة بتنحي الرئيس السودانيرويترز

وتميزت المظاهرات الأخير أيضا بمشاركة نسائية مكثفة ومفاجئة في مجتمع محافظ كالسودان وأظهرت مقاطع تداولها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي وقوف نساء في مواجهة عناصر الأمن السوداني. كما انتشر مقطع مصورا للفتاة السودانية آلاء صالح، وهي تغني وتهتف بأبيات شعرية ثورية باللهجة السودانية ويردد وراءها المتظاهرون بعد كل بيت كلمة "ثورة" لتتحول بين ليلة وضحاها إلى أيقونة للثورة السودانية بردائها الأبيض وصوتها الصداح يهتف: حبوبتي كنداكة.

ويواصل حتى هذه اللحظة آلاف السودانيين احتجاجاتهم أمام المجمع الموجود بوسط الخرطوم والذي يضم وزارة الدفاع ومقر إقامة البشير والأجهزة الأمنية،بها البلاد. بينما نقل شاهد عيان من رويترز عن متظاهرين أنهم يرددون هتاف "سقطت سقطت.. انتصرنا" تترافق مع انتشار مركبات الجيش السوداني على الطرق والجسور الرئيسية في العاصمة.

للمزيد على يورونيوز:

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

الشرطة السودانية: مقتل 11 شخصا يوم الثلاثاء بينهم 6 من القوات الحكومية

"صوت المرأة .. ثورة" .. النساء يُلهبْن ميادين السودان والجزائر

الأمن الغذائي هاجس السودانيين الأول بعد مرور عام على اندلاع النزاع المسلح في البلاد