تم نقل بيوت النحل من الكاتدرائية المنكوبة إلى جنوب باريس، فيما النحال نفسه لم يكن يتوقع نجاة النحل.
ليست كاتدرائية نوتردام الباريسية معلماً أثرياً وتاريخياً فقط، إذ شكل مبناها على مدار السنوات الأخيرة مكاناً لحياة خفية، ربما لا يعرفها كثيرون. ذلك أن برج نوتردام الذي سقط بعد ظهر الخامس عشر من نيسان – أبريل، عشعش فيه زوج من الطيور الجارحة، التي تنتمي إلى فصيلة الصقور، كما أن أحد جوانب سطح الكاتدرائية (الذي انهار جزئياً أيضاً) كان يستقبل ثلاثة بيوت للنحل منذ العام 2013.
وقال نيكولا جيان، النحال الذي يشرف على أكثر من 200.000 نحلة، لوكالة الصحافة الفرنسية، اليوم، الثلاثاء، إن النحل لا يزال بحالة ممتازة، وهو نجا من الحريق الهائل.
ويعتقد النحال أن الحظ حالف بيوت النحل لأنها كان بعيدة نحو 30 متراً عن الجمر، مضيفاً أنه "خلال ساعات الحرق، احتمى النحل في داخل بيوته بعد أن استشعر النار والدخان".
ويشير جيان إلى أن النحل نجا لأن الحرارة، حيث كانت بيوته موضوعة، لم تتخط عتبة 63 درجة مئوية. فلو حدث ذلك، لكانت الحرارة أذابت الشمع وقتلت كل شيء.
أما عن الدخان، فيشرح جيان الأمر قائلاً "يتميز النحل بردة فعل غرائزية كبيرة، فهو عندما اصطدم بالدخان الأسود فوق سطح الكنيسة، دخل إلى بيوته وأكل العسل "حتى التخمة" ما جعله يهدأ".
وتمّ نقل النحل، الذي تكن له المؤسسات البيئة في أوروبا اهتماماً خاصاً، إلى الجنوب، تحديداً إلى منطقة ريفية تبعد أربعين كيلومتراً عن باريس، بعيد الحريق.
ويقول السيد جيان إن هاتفه لم يتوقف عن الرنين، ويضيف أن أشخاصاً من أفريقيا والولايات المتحدة وأوروبا اتصلوا به ليطمئنوا على حالة النحل، عارضين عليه المساعدة.
حتى جيان نفسه لم يكن يعتقد أن النحل سينجو من حريق كهذا.
أما أزواج الصقور، فهي كانت تعشعش في الكاتدرائية منذ 1840 بحسب ما تقوله جمعية حماية العصافير الفرنسية. وعبرت الجمعية عبر تغريدة نشرتها على حسابها على تويتر عن خشيتها من عدم عودة تلك الطيور إلى المبنى، فيما يقترب موعد تعشيشها من أجل وضع البيوض.
أيضاً على يورونيوز: