شاهد: "القناديل الحمراء" في هارتفوردشير وتداعيات "بريكست" على الزراعة في بريطانيا

شاهد: "القناديل الحمراء" في هارتفوردشير وتداعيات "بريكست" على الزراعة في بريطانيا
Copyright 
بقلم:  Hassan Refaei
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

في مثل هذه الأيام، من كل عام، تكتظ مقاطعة هارتفوردشير بالعمّال الموسميين القادمين من أوروبا الشرقية، غير أن عدداً قليلاً منهم عاد هذا العام لاستئناف العمل في المزارع المنتشرة في سهول وهضاب هارتفوردشير، ما يعني أن خطر التعفّن يتهدد ثمار التوت والفريز التي باتت تتدلّى من على أمّها كأنها قناديل حمراء.

اعلان

في مقاطعة هارتفوردشير، غربي المملكة المتحدة، ومن بداية فصل الصيف، يبدأ جني الفراولة (الفريز) والتوت في هذه المنطقة التي تبعد نحو ستة أميال من الحدود مع مقاطعة ويلز.

في مثل هذه الأيام، من كل عام، تكتظ مقاطعة هارتفوردشير بالعمّال الموسميين القادمين من أوروبا الشرقية، غير أن عدداً قليلاً منهم عاد هذا العام لاستئناف العمل في المزارع المنتشرة في سهول وهضاب هارتفوردشير، ما يعني أن خطر التعفّن يتهدد ثمار التوت والفريز التي باتت تتدلّى من على أمّها كأنها قناديل حمراء.

أنثوني سنيل، أحد مّلاك المزارع في المنطقة، يقول لـ"يورونيوز": "لقد ارتفعت الأجور بنسبة 19 بالمائة في غضون عامين، منها 9 بالمائة العام الماضي، و10 بالمائة العام الذي سبقه، فيما أعداد العمّال تراجعت بنسبة 10 بالمائة، ما يعني أن وضعاً صعباً للغاية سيلحق بالشركات الزراعية، والحال سينسحب أيضاً على الاقتصاد البريطاني برمته".

 "تقول إنك أدليت بصوتك لصالح خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، هل أنت نادم على هذا القرار"، سؤال وجهته "يورونيوز"، لسنيل فأجاب: "لا،(لست نادماً)، لأن من الصواب خروج بريطانيا من التكتّل، لكن يجب أن يكون الخروج خروجاً منظماً، غير أن المعطيات لا تشير إلى أن هذا ما سيتم"، مستطرداً بالقول: "يجب أن يبقى هناك حرية لحركة الأشخاص من أجل الحفاظ على اقتصادنا ودوام تطوره".

منذ ثلاث سنوات، كان هناك أربعة عمال مقابل كل وظيفة، لكن هذه الأرقام قد اختلفت الآن، ووفقًا لأحد أهم مكاتب العمل في المنطقة، فإنه في الوقت الراهن ثمة شخصاً واحداً لكل أربع وظائف، وعليه أن يختار إحداها".

في إحدى مزارع الفراولة في منطقة "كنت" التي تعرف باسم "حديقة إنجلترا"، يكسب العمّال في المتوسط 17 جنيهاً في الساعة، لكن في ظل احتدام المنافسة في سوق العمل الزراعي بين دول الاتحاد الأوربي، انخفض عدد الأشخاص القادمين للعمل في المملكة المتحدة بنسبة 20 بالمائة.

تقول ستيفاني موريل المسؤولة في أحد مكاتب العمل بالمنطقة: "إن من أبرز المنافسين للملكة المتحدة من ناحية استقطاب عمّال الزراعة هي ألمانيا وهولندا، حيث يوجد دعم حكومي للعمال، كالإعفاءات الضريبية، وقد قام المزارعون بتكثيف استثماراتهم الزراعية في ألمانيا وكذلك في هولندا، حيث تتتطور وتتوسع المزارع".

المقدمات تشي بأن هذا الصيف سيشهد تدافعاً في أوساط أصحاب مزارع الفاكهة في المملكة المتحدة، هذا التدافع متعدد المحرّكات، فمن ناحية هناك ندرة في اليد العاملة يصاحبه ارتفاع في الأجور، ومن ناحية أخرى هناك تراجع في قيمة الجنيه.

الجنيه الاسترليني الذي كان يتمتّع بقيمة عالية قبل انطلاق قاطرة "بريكست" في العام 2016، أخذ تلك القيمة بالتراجع على نحو دراماتيكي، وفق تعبير الكثير من العاملين في القطاع المالي.

السوق عرض وطلب، واليد العاملة، كما أرباب العمل، يسعون لتعزيز مصالحهم، وربما أن مثل هذه المعادلة ومن أجل أن تصبّ في صالح البلاد، تملي على الحكومة التدخّل، ولكن يبدو أن حكومة المملكة المتحدة لم تستطع بعد حّل أزماتها الداخلية، حتى تنتقل لحل تداعيات تلك الأزمات التي ألقت بظلالها الثقيلة على عديد من الأصعدة في البلاد، ولعلّ في مقدمها الصعيد الاقتصادي.

للمزيد في "يورونيوز":

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

مزارعون فرنسيون يقطعون الطريق إلى باريس بالجرارات احتجاجا على سياسة ماكرون

البريطانيون يعاقبون "العمّال" والمحافظين" بالانتخابات المحلية بسبب "بريكست"

جدّة بريطانية تحيك مجسمات من الصوف لمعالم شهيرة