الفلسطينيون يرفضون خطة أمريكا للسلام وكوشنر يلتزم الصمت بشأن الشق السياسي

الفلسطينيون يرفضون خطة أمريكا للسلام وكوشنر يلتزم الصمت بشأن الشق السياسي
فلسطينيون يحتجون رفضا لخطة السلام الأمريكي للشرق الأوسط في غزة يوم الأربعاء. تصوير: محمد سالم -رويترز Copyright (Reuters)
بقلم:  Reuters
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

من مات سبيتالنك

المنامة (رويترز) - عبر الفلسطينيون عن رفضهم الشديد لخطة إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام بين الفلسطينيين وإسرائيل يوم الأربعاء، قائلين إن إطارها القائم على تعزيز التجارة والاستثمار يتجاهل تطلعاتهم السياسية لإقامة دولة.

وأبدت دول الخليج التي حضرت الاجتماع الدولي في البحرين، بقيادة مهندس الخطة جاريد كوشنر، صهر ترامب، دعما محدودا للخطة.

لكنها شددت على أن أي تسوية سلمية ينبغي أن تستند إلى حل الدولتين.

وأبلغ كوشنر الصحفيين بأن فريقه سينشر التفاصيل السياسية للخطة، التي لا تزال سرية، "عندما نكون مستعدين... وسنرى ما سيحدث".

وقال إن اتفاق السلام سيحدث عندما يكون الطرفان مستعدين لقول "نعم" لكنه أقر بأن ذلك قد لا يحدث.

ولم تحضر أي من الحكومتين الإسرائيلية والفلسطينية الاجتماع الذي يعقد في ظل جمود أصاب كل المساعي الدولية الأخرى لحل الصراع المستمر منذ أكثر من سبعين عاما.

وقالت حنان عشراوي وهي مسؤولة كبيرة في منظمة التحرير الفلسطينية خلال مؤتمر صحفي بمدينة رام الله في الضفة الغربية المحتلة اليوم الأربعاء "ورشة العمل في المنامة ماكرة للغاية. إنها منفصلة تماما عن الواقع. الاحتلال (الإسرائيلي) نفسه هو الأمر الواضح وضوح الشمس".

وتظاهر آلاف الفلسطينيين في قطاع غزة وأحرقوا ملصقات لترامب ونتنياهو وكتبت على إحدى اللافتات عبارة "لا لمؤتمر الخيانة.. لا لمؤتمر العار".

وانتقد إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) الخطة بوصفها "محاولات خادعة وتلاعب بالألفاظ على حساب الحقوق التاريخية الثابتة للشعب الفلسطيني".

وقال "يجب ألا يكون هذا المال على حساب ثوابتنا ولا على حساب القدس ولا على حساب حق العودة ولا على حساب السيادة ولا على حساب المقاومة".

وقال وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة إن خطة كوشنر "فرصة لا تعوض".

وكرر الوزير الحاجة إلى حل الدولتين الذي تقوم عليه كل خطط السلام منذ عقود في حين يرفض فريق ترامب الالتزام به.

وأضاف بالإنجليزية لمحطة كان الإسرائيلية "أعتقد أننا إذا أخذنا هذا الموضوع بجدية فقد يكون عاملا مهما لتغيير قواعد اللعبة".

وكان نتنياهو قد قال إن إسرائيل منفتحة على المقترحات الاقتصادية.

لكن الكثير من الدول العربية، وبينها لبنان، نأت بنفسها عن الاجتماع بينما أرسلت كل من مصر والأردن، البلدان العربيان اللذان وقعا معاهدات سلام مع إسرائيل، نائب وزير المالية.

وقال رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري يوم الأربعاء إن كلا من الحكومة والبرلمان في بلاده يعارضان الخطة الأمريكية.

اعلان

* صفقة صعبة

وتأمل واشنطن في أن تمول دول خليجية عربية الخطة التي تتوقع من دول مانحة ومستثمرين المساهمة بمبلغ 50 مليار دولار للفلسطينيين ودول عربية مجاورة.

وقال وزير المالية السعودي محمد الجدعان إن المملكة ستدعم أي شيء يحقق الازدهار في المنطقة لكن من المهم أن "يقود القطاع الاقتصادي هذا".

وقال وزير الدولة الإماراتي للشؤون المالية عبيد حميد الطاير "يجب أن نعطي هذه المبادرة فرصة".

اعلان

وتقول الرياض إن أي اتفاق سلام يجب أن يستند إلى مبادرة السلام العربية التي تقودها وتدعو إلى إقامة دولة فلسطينية على الحدود التي تسبق احتلال إسرائيل للأراضي العربية في حرب عام 1967، وكذلك إلى أن تكون القدس الشرقية عاصمة للفلسطينيين وإلى حق العودة للاجئين، وهي نقاط ترفضها إسرائيل.

ولم يتضح ما إذا كان فريق ترامب يعتزم التخلي عن حل الدولتين الذي تدعمه الأمم المتحدة ومعظم الدول. ويقول كوشنر إن الخطة لن تلتزم بالمبادرة العربية.

ويتعين أن يسوي أي حل قضايا معلقة منذ فترة طويلة مثل وضع القدس وحدود يتفق عليها الجانبان ومخاوف إسرائيل الأمنية ومطالب الفلسطينيين بإقامة دولة ومصير المستوطنات الإسرائيلية والوجود العسكري في الأراضي التي يريد الفلسطينيون إقامة دولتهم عليها.

ويرفض القادة الفلسطينيون التعامل مع البيت الأبيض، متهمين إياه بالانحياز لإسرائيل. وخرج ترمب عن الإجماع الدولي في 2017 باعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل، مما أغضب الفلسطينيين والعرب.

اعلان

* سياسة منطقية

شدد رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير على الحاجة إلى حل الدولتين وقال إن السلام يحتاج للمسارين السياسي والاقتصادي.

وقال للتجمع "من الحماقة الاعتقاد بأن بوسعك طرح المسائل الاقتصادية دون وجود سياسة منطقية. لكن من العبث أيضا الاعتقاد أن السياسة ستنجح من دون دعم الاقتصاد".

وقالت كريستين لاجارد مديرة صندوق النقد الدولي أمام اجتماع المنامة إن تجربة الصندوق في الدول المنكوبة بالصراعات تظهر أن تحقيق نمو اقتصادي في مثل هذا المناخ ينطوي على صعاب.

ويقول صندوق النقد الدولي إن نسبة البطالة 30 في المئة في الضفة الغربية و50 في المئة في قطاع غزة، الذي يرزح تحت سنوات من الحصار الإسرائيلي والمصري وخفض المعونات الأجنبية في الآونة الأخيرة والعقوبات التي فرضتها السلطة الفلسطينية التي تحكم الضفة الغربية.

اعلان

وقال كوشنر "غزة الآن تتألم بسبب القيادة السيئة والعقوبات المفروضة عليها بسبب ذلك".

وأضاف "لذا فإن السؤال الذي يتعين على قادة (حماس) أن يطرحوه على أنفسهم هو.. هل يكرهون جيرانهم في إسرائيل أكثر مما يحبون مواطنيهم وشعبهم؟".

وتشمل المشاريع المقترحة للبنية التحتية والأعمال في الخطة وعددها 179، مشروعا قيمته خمسة مليارات دولار لإقامة ممر لوسائل النقل يربط بين غزة والضفة الغربية. وسبق أن طرحت الفكرة لكنها عُلقت بسبب عدم وجود اتفاقات سياسية وأمنية.

وقال رجل الأعمال الفلسطيني أشرف الجعبري، رئيس شبكة الأعمال الفلسطينية للاجتماع إن من الصعب بناء اقتصاد في ظل الحصار ووضع غير مستقر.

وأضاف أن الفلسطينيين يريدون دولة مستقلة على الأراضي التي احتلتها إسرائيل في عام 1967. والجعبري رجل أعمال من الخليل شارك في تأسيس مجموعة تجارية لتعزيز النشاط التجاري بين الفلسطينيين والمستوطنين الإسرائيليين.

اعلان

(رويترز)

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

انتخاب جراح فلسطيني كرئيس لجامعة غلاسكو الإسكتلندية

لليوم الرابع على التوالي..مظاهرة حاشدة بالقرب من السفارة الإسرائيلية في عمان

هل يعود الإسرائيليون الذين فروا من مستعمرات غلاف غزة إليها؟