يجد آلاف المهاجرين أنفسهم محاصرين بين الفصائل المتحاربة، في بلد تعمه الفوضى بسبب الحرب، إذ يوجد 6 آلاف مهاجر على الأقل محتجزين في مراكز تديرها مجموعات شبه عسكرية، متهمة بانتهاكات لحقوق الانسان وبالتعذيب.
في صحراء غرب ليبيا يوجد مئات المهاجرين الأفارقة غير النظاميين في مركز احتجاز مكتظ، تحيط بهم النفايات ومياه الصرف المستعملة من كل جانب، وهم يتقاسمون مياه الشرب من سطل أو اثنين، ويعيشون يوميا على وجبة أكل واحدة.
أكثر من 20 مهاجرا من هؤلاء ماتوا جوعا وبسبب المرض، بينما منظمات المساعدات الإنسانية التي يمولها الاتحاد الأوروبي ليس لها اطلاع كامل على الوضع بحسب مهاجرين.
ومنذ حوالي السنة تقول وكالة غوث اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إنها تواجه قيودا بشأن الوصول إلى ذلك المركز، الذي سقط بين أيدي العاملين في جهاز مكافحة الهجرة غير النظامية في ليبيا. ويوجد المركز في مدينة الزنتان وتدير مجموعات شبه عسكرية مراكز أخرى تحت أنظار خجولة من الأجهزة الحكومية الليبية.
وتعكس معاناة المهاجرين هذه أثر سياسة الاتحاد الأوروبي، القاضية بمنع المهاجرين الأفارقة من الوصول إلى الشواطئ الأوروبية بحرا، والإبقاء عليهم في ليبيا.
ويجد آلاف المهاجرين أنفسهم محاصرين بين الفصائل المتحاربة، في بلد تعمه الفوضى بسبب الحرب، إذ يوجد 6 آلاف مهاجر على الأقل محتجزين في مراكز حجز تديرها مجموعات شبه عسكرية متهمة بانتهاكات لحقوق الانسان وبالتعذيب.
كما يوجد مهاجرون آخرون في زنزانات يواجهون التعذيب والاغتصاب، ويعيشون تحت رحمة المهربين الذين ينتزعون منهم الفدية من عائلاتهم، بحسب تقرير لمنظمات حقوقية لدى الأمم المتحدة.
ويقول الاتحاد الأوروبي إن قوة مشتركة مع الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة تسعى لبدائل أكثر أمانا خارج ليبيا، بما في ذلك تسريع عمليات الاجلاء وإعادة التوطين القانوني، ولكن لم يتغير الكثير في الزنتان.
ويقول مهاجرون محتجزون معظمهم من إريتريا إن وكالة غوث اللاجئين خذلتهم، ويوجد 100 مهاجر أصابتهم العدوى والمرض خاصة السل وهم من أصل 700 آخرين.
وقد ساهم الدعم الأوروبي إلى حرس سواحل ليبيا في الحد من نسبة عبور زوارق الموت نحو الضفة الشمالية للمتوسط، إذ تقلص العدد من 180 ألف شخص سنة 2016 إلى 23 ألفا تقريبا سنة 2018.
للمزيد على يورونيوز:
"أسطولُ نابولي" يكشفُ عن وجهٍ إنسانيٍ بهي للمدينة الإيطالية تجاه المهاجرين