هل يمثّل فريق المفوضية الأوروبية الجديد التنّوع العرقي في الاتحاد الأوروبي؟

هل يمثّل فريق المفوضية الأوروبية الجديد التنّوع العرقي في الاتحاد الأوروبي؟
Copyright يورونيوز
بقلم:  Hassan Refaei
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

ما يتعلقّ بالمفوضية الأوروبية، ينسحب جزئياً على البرلمان الأوروبي، الذي يشكّل فيه الأعضاء من ذوي البشرة السمراء نحو 5 بالمائة فقط، بواقع 36 نائباً من بين 751 نائباً.

اعلان

"هذا الفريق متنوعٌ مثل أوروبا، ويعكس قوة أوروبا، إنّهم رجالٌ ونساء مخلصون، وأنا أتطلع إلى العمل مع هذا الفريق من أجل أوروبا"، هذا ما قالته رئيسة المفوضية الأوروبية الجديدة أورسولا فون دير لين هذا الأسبوع عندما أعلنت أسماء الفريق التنفيذي الذي سيرافقها في عملها خلال السنوات الخمس القادمة.

لكنّ الملاحظ أن فريق فون دير لاين، الذي يضمّ 13 امرأة (بمن فيهم أرسولا ذاتها)، و14 رجلاً، جميعهم من ذوي البشرة البيضاء، وهذا أمرٌ يثير تساؤلات حول ما إذا كان الفريقٌ "متنوعاً (حقّاً) مثل أوروبا".

تشكل الأقليات العرقية والإثنية نحو 10 بالمائة من مواطني الاتحاد الأوروبي، وفقاً للشبكة الأوروبية لمناهضة العنصرية، التي تمثّل أكثر من 160 منظمة ضد العنصرية في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي.

وما يتعلقّ بالمفوضية الأوروبية، ينسحب جزئياً على البرلمان الأوروبي، الذي يشكّل فيه الأعضاء من ذوي البشرة السمراء نحو 5 بالمائة فقط، بواقع 36 نائباً من بين 751 نائباً، وفق ما جاء في دراسة للشبكة المذكورة.

ومن المتوقع أن تنخفض نسبة ​​تمثيل الأقليات العرقية في البرلمان الأوروبي إلى 4 بالمائة بعد "بريكست" الذي يملي على الأعضاء البريطانيون مغادرة البرلمان الأوروبي.

المساواة العرقية

تقول المسؤولةُ في الشبكة الأوروبية لمناهضة العنصرية، سارة تشاندر: إن المملكة المتحدة جلبت "المعرفة والتفهم لتعزيز المساواة العرقية"، مضيفة: "لقد استقدمت بروكسل الخبرة المتعلقة بتعزيز المساواة العرقية من خلال الأعضاء البريطانيين في البرلمان الأوروبي، إن هذه الخبرة لا شك أننا سنفتقدها (عقب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي)".

وتبرزُ كثير من المنشورات الافتقارَ إلى التنوع العرقي في مقرَّي البرلمان الأوروبي ببروكسل وستراسبورغ، حيث تشير تلك المنشورات إلى أن عمّال الخدمة والنظافة يتحدّرون من خلفيات متنوعة، لكنّ هذا الأمر لا ينسحب على البرلمانيين والمسؤولين في المقرين المذكورين.

تقولُ عضو البرلمان الأوروبي السويدية أليس باه كونكيه لـ "يورونيوز": إنها اعتادت أن تكون "الشخص الوحيد ذي البشرة السمراء في الغرفة"، وتضيف: "بالنسبة لي، فقد كنت دائماً الشخص الوحيد ذي البشرة السمراء في الغرفة، لقد كان الأمر هكذا طوال حياتي لأنني أعيش في السويد، بالنسبة لي، إنها تجربة ليست بالجديدة".

للمزيد في "يورونيوز":

تمثيلٌ لا يعكسُ واقع الحال

كونكيه التي تنتمي لحزب البيئة في بلادها السويد، تتابع حديثها إلى "يورونيوز" قائلة: "أعتقد أن ذلك يمثل مشكلة كبيرة، ومن المحزن أن التمثيل السياسي لمؤسسات الاتحاد الأوروبي وموظفيها لا يعكس واقع الحال في الاتحاد الأوروبي".

وتقول "إننا نعيش في زمن تتراجع فيه ثقة الجمهور بالسياسة والسياسيين، نحن بحاجة إلى مدّ مزيد من جسور الثقة، ولعلّ من أهم تلك الجسور أن يتأكد الناخبون الذين صوّتوا لصالحنا بأننا نمثلهم أفضل تمثيل".

وحسب الحقوقية تشاندر، فإن المشكلة تكمن في أن البرلمان الأوروبية وكذلك المفوضيبة ليس لديهم بيانات عن الأقليات العرقية في الاتحاد الأوروبي، وقالت: خلال الانتخابات البرلمانية العامّة الأخيرة "ضمّت قوائم العديد من الأحزاب الوطنية مرشحين من الأقليات العرقية في قوائهم، لكن أعداد أولئك ضمن القوائم كانت قليلة للغاية".

منسق مجموعة التنوع ومكافحة العنصرية التابعة للبرلمان الأوروبي، الفياز فاييا، كان أعرب لصحيفة "الغارديان" البريطانية قبل الانتخابات الأوروبية عن قلقه كون الأحزاب المشاركة في تلك الانتخابات تضع مرشحي الأقليات في أسفل قوائمها، ذلك لأن قضية الهجرة كانت قضية خلافية خلال الانتخابات.

استراتيجية التنوع

الزعماء الأوروبيون في العام 2017 أكدوا التزامهم بالتنوع، قائلين إنهم يريدون الحصول على 40 بالمائة من النساء على الأقل في إدارة الاتحاد الأوروبي، لكن لم يرد أي ذكر لاستراتيجية ممن شأنها أن تعزيز حضور الأشخاص المتحدّين من الأقليات العرقية داخل مؤسسات التكتّل.

المفوضية الأوروبية قالت في بيان صدر عام 2017: "تركز استراتيجية التنوع والشمول على أربع مجموعات رئيسة مستهدفة: النساء، الموظفون ذوو الإعاقة، المثليون والموظفون الأكبر سناً".

وتوضح الحقوقية شاندر أنه من أجل حصول شخص ما على فرصة عمل في بروكسل، يتوجّب عليه النجاح في اختبارات الآهلية والجدارة، وتقول: "نشك في أن الأشخاص من الأقليات العرقية لا يؤدون تلك الاختبارات بشكل جيد، لكن ليس لدينا دليل على ذلك، بسبب نقص البيانات"، لافتة الانتباه إلى أنهم في الشبكة قدّموا ​​توصيات تطالب بجمع بيانات تتعلق بتلك الاختبارات للكشف عن مكمن المشكلة في قلّة عدد الناجحين من بين أولئك المتحدرين من الأقليات العرقية.

وفي استطلاع للرأي مجهول المصدر موجه إلى موظفي المفوضية الأوروبية في شهر تشرين الأول/أكتوبر 2018 سُئل فيه المستطلعون عن التمييز على أساس الجنس أو الميل الجنسي أو السن أو الإعاقة، قال متحدث باسم المفوضية لـ"يورونيوز": إن 60 بالمائة من المشاركين قالوا إنهم يعتقدون أن اللجنة تسعى جاهدة لتشجيع الاندماج، وفق ما أكدت الشبكة الأوروبية لمناهضة العنصرية، مع الإشارة إلى أن "يورونيوز": لم يتسنّ لها الاطلاع على الاستطلاع المذكور.

للمزيد في"يورونيوز":

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

تعرف على أبرز المفوضين الأوروبيين الجدد الذي منحهم البرلمان الثقة

الألمانية فون دير لين تٌنتخب كأول امرأة ترأس المفوضية الأوروبية

في بريطانيا الاقليات العرقية هل ستغير في المعادلة السياسية؟