ي
تنتهي اليوم الخميس رئاسة جون بيركو لمجلس العموم البريطاني، بعد نحو عشر سنوات من جلوسه على المقعد الأخضر الفخم في صدر المجلس، حيث بين الفينة والفينة يتردد في الأرجاء صدى صوته الجهوري حين يقول "أوردر.. أوردر".. (إنضباط.. انضباط).
وجون بيركو الذي هو في منتصف عقده السادس، وبصفته رئيساً لمجلس العموم، فقد كان هو المسؤول عن كل ما يجري داخل قاعات البرلمان، ممتثلاً لقواعد وتقاليد المحفل بموضوعية تجرّده من الحسابات السياسية للأحزاب المنضوية تحت قبّة البرلمان، لذا فإنه عندما ينتخب النائب لرئاسة البرلمان فهو بالتالي يغادر صفوف حزبه.
وقبل أن يتولّى بيركو منصبه كرئيس لمجلس العموم، كان نائباً من حزب المحافظين، غير أنّه بعد أن جلس على كرسي رئاسة البرلمان ما برح يؤكد عدم انحيازه لحزب سياسي بعينه أو لكتلة بعينها.
والجدير ذكره أن توماس هانغرفورد هو أول بريطاني تولّى منصب رئيس مجلس العموم، وكان ذلك في العام 1377، حينها كانت هذه المهمة محفوفة بالخطر، ذلك أن أكثر من سبعة من رؤساء المجلس قد قضوا بقطع رؤوسهم، وكان ذلك في القرنين الرابع عشر والخامس عشر وحتى الثلث الأول من القرن السادس عشر.
عُرف عن بيركو خلال توليه رئاسة البرلمان حياده السياسي، وهو بحكم موقعه ممنوع من الإدلاء بصوته في عمليات التصويت، كما يحظى بيركو باحترام جميع النوّاب الذين اختبروا ذكائه الحاد وقدرته البارعة على إدارة دفة الأمور في المجلس.
الجدير ذكره أن بريطانيا ستشهد في شهر كانون الأول/ديسمبر القادم انتخابات عامّة بعد حصول رئيس الوزراء بوريس جونسون على موافقة النوّاب في مجلس العموم على إجراء انتخابات مبكرة في مسعىً للخروج من مأزق "بريكست".
للمزيد في "يورونيوز"