بعد 4 سنوات ... ماذا بقي من الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران مع القوى الكبرى؟

بعد 4 سنوات ... ماذا بقي من الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران مع القوى الكبرى؟
Copyright  FABRICE COFFRINI / AFP
بقلم:  يورونيوز مع أ ف ب
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

4 سنوات مضت ... ماذا بقي من الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران مع القوى الكبرى؟

اعلان

أعلنت ايران اليوم الخميس عن خفض جديد لالتزاماتها الواردة في الاتفاق النووي الذي أبرمته مع القوى الكبرى في فيينا في العام 2015، مع استئناف أنشطة تخصيب اليورانيوم في منشأة فوردو تحت الأرض.

ماذا بقي من هذا الاتفاق؟

هذا الاتفاق أبرم في 14 تموز/يوليو 2015 في عاصمة النمسا بين الجمهورية الإسلامية ومجموعة 5+1 (الصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا وألمانيا).

تمت المصادقة عليه بموجب القرار رقم 2231 الصادر عن مجلس الأمن الدولي في 20 تموز/يوليو 2015، وأغلق هذا النص 12 عاما من الأزمة المتعلقة بالنووي الإيراني.

تشير مقدمة النص إلى أن إيران "تؤكد مجددا أنها لن تسعى أبدا وفي أي حال إلى تطوير او امتلاك أسلحة نووية". وافقت إيران على تقديم ضمانات تهدف إلى إثبات الطبيعة المحض سلمية لبرنامجها عبر خفض أنشطتها في هذا المجال إلى حد كبير.

ووافقت إيران أيضا على الخضوع لنظام تفتيش يعتبر من الأشد الذي تفرضه الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

في المقابل، حصلت إيران على رفع قسم من العقوبات الدولية التي تخنق اقتصادها.

انسحاب وعقوبات أمريكية

في 8 أيار/مايو 2018 أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحاب بلاده من اتفاق فيينا الذي أبرمه سلفه باراك اوباما.

وأعادت واشنطن اعتبارا من آب/اغسطس 2018 فرض عقوبات كانت رفعتها بموجب الاتفاق. ويجري توسيع نطاق هذه العقوبات أو تشديدها بانتظام من أجل إرغام إيران على التفاوض على اتفاق جديد تريد واشنطن أن يتضمن "ضمانات أقوى".

وإعادة فرض العقوبات تحرم طهران من المنافع الإقتصادية التي كانت تأملها، وقد دخل اقتصادها في مرحلة انكماش.

في 8 أيار/مايو 2019، أعلنت إيران أنها بدأت خفضا تدريجيا لالتزاماتها التي قطعتها في فيينا لإرغام الأوروبيين والصينيين والروس على احترام وعودهم بمساعدة طهران في الالتفاف على العقوبات الأمريكية.

وأعلنت الجمهورية الإسلامية أنه في حال عدم تلبية مطالبها، فانها ستمتنع عن الالتزام ببنود جديدة في الاتفاق كل 60 يوما. والمرحلة الرابعة من خطة "خفض الالتزامات" بدأت يوم الثلاثاء 5 نوفمبر/تشرين الثاني.

لم تعد إيران تحترم حاليا الحد الذي يفرضه الاتفاق على مخزونها من اليورانيوم المخصب (300 كلغ). فقد تجاوزت أيضا السقف الذي يحظر عليها تخصيب اليورانيوم بالنظائر المشعة 235 بنسبة تفوق 3.67%.

JOE KLAMAR / POOL / AFP

ومنذ أيلول/سبتمبر، تنتج الجمهورية الإسلامية اليورانيوم المخصب في مفاعل نطنز النووي بوسط البلاد مع أجهزة طرد مركزي يحظرها الاتفاق.

ويسمح الاتفاق بعدد محدد من أجهزة الطرد المركزي من الجيل الأول (اي-ار-1) لكن إيران باتت تستخدم حاليا آلات أكثر تطورا.

في تنصل أيضا من بنود الاتفاق المتعلقة بالأبحاث والتطوير، بدأت إيران أيضا صنع وتجربة أجهزة طرد مركزي متطورة.

والخميس استأنفت إيران أنشطتها لتخصيب اليورانيوم في منشأة فوردو تحت الأرض (وسط) وهو ما يحظره الاتفاق.

وقد أعلنت إيران أيضا في أيار/مايو أنها لم تعد ملتزمة بالحد الوارد في الاتفاق لاحتياطها من المياه الثقيلة (1.3 طن) لكنها لم تعلن أنها تجاوزت هذه العتبة.

تؤكد الولايات المتحدة أن إيران تنتهك الاتفاق لكن طهران تنفي ذلك. تأخذ الجمهورية الإسلامية على شركائها الآخرين عدم بذل "كل الجهود الممكنة" (كما تنص عليه المادة 28) لإفساح المجال أمام تطبيق كامل للاتفاق.

اعلان

تقول إيران أنها تتصرف في إطار البندين 26 و 36 اللذين يتيحان لها تعليق التزاماتها "كليا او جزئيا" في حال أخلت الأطراف الأخرى بالتزاماتها.

واعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم أمس الأربعاء أن إيران "قررت الخروج من إطار" الاتفاق.

يبقى هناك عنصر مهم ساريا: نظام التفتيش الذي تقوم به الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

كما لا تزال تطبق البنود المتعلقة بمفاعل أراك (240 كلم جنوب غرب طهران) الذي يفترض أن يتحول بمساعدة خبراء أجانب إلى مفاعل أبحاث غير قادر على انتاج البلوتونيوم للاستخدام العسكري.

بالإضافة إلى ذلك، تبدي الدول الخمس التي لا تزال موقعة على الاتفاق تمسكها به وتنوي إنقاذه رغم أن الجميع يتفقون على أن هذا الامر يصبح أكثر صعوبة.

اعلان

أخيرا، فإن إيران لا تزال بعيدة عن العودة إلى الوضع الذي كان سائدا قبل الاتفاق. فقد حدت نسبة تخصيب اليورانيوم ب 4.5% وهي لا تزال دون نسبة ال20% التي اعتمدتها في أحد الاوقات، وبعيدة جدا عن نسبة ال90% اللازمة للاستخدام العسكري.

والقدرة الكاملة لنشاط أجهزة الطرد المركزي الإيرانية تبقى رسميا أقل مما كانت عليه قبل إبرام الاتفاق.

للمزيد على يورونيوز:

ما أبرز القيود التي يفرضها الاتفاق النووي على إيران؟ تعرف عليها

ما هي عواقب خرق إيران للاتفاق النووي؟

ماهو الوقت اللازم كي تصنّع إيران قنبلة نووية بعد إعلانها تجاوز حد تخصيب اليورانيوم ؟

اعلان
شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

لقاء مرتقب بين بومبيو ونظيريه الكوري الجنوبي والياباني بسبب كوريا الشمالية

وزير الخارجية الأمريكي يصف تعامل طهران مع مفتشة من الوكالة الذرية بأنه "ترهيب شائن"

شاهد: المناورات البحرية المشتركة بين إيران والصين وروسيا تستمر لليوم الثالث