مؤيدو تركيا يلجأون للتضليل في حربهم الإعلامية أثناء عملية "نبع السلام"

مؤيدو تركيا يلجأون للتضليل في حربهم الإعلامية أثناء عملية "نبع السلام"
Copyright 
بقلم:  يورونيوز
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

الدعاية تكاد تكون الجزء الأهم من أي معركة، هذا ما يدركه العالم اليوم جيداً وتعمل حكومات العالم على أساسه.

اعلان

الدعاية تكاد تكون الجزء الأهم من أي معركة، هذا ما يدركه العالم اليوم جيداً وتعمل حكومات العالم على أساسه.

من أحدث الأمثلة الحملة الدعائية الإلكترونية المدافعة عن الغزو التركي الأخير على سوريا أو ما أطلق عليه عملية "نبع السلام".

انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي عشرات الصور التي تزعم أنها تصور جنوداً أتراك يحتضنون أطفالاً، ويطعمون الجياع ويحملون النساء المسنات، صور تم مشاهدتها وإعادة نشرها آلاف المرات على تويتر وفيسبوك وإنستغرام بفضل الوسوم الشائعة كذلك.

المشكلة أن هذه الحملة مشبعة بالتضليل، فعدا عن أن بعض الصور لا تعود أصلاً لجنود أتراك، فإن هذه الصور ليست حديثة وبعضها التقط في سوريا في أوقات سابقة وفي مناطق أخرى غير المنطقة التي شهدت العملية الأخيرة، وبعضها ينتمي لأجزاء أخرى من العالم.

على سبيل المثال، انتشرت صورة يفترض أنها مصورة حديثة تظهر جنديًا تركيًا يعطي فتاة سورية الماء، ليتضح أن الصورة التقطت من قبل مصور وكالة أسوشيتيد برس في عام 2015. صورة أخرى انتشرت كثيراً على تويتر، زعم أنها تظهر امرأة سورية يحملها جنود أتراك، تبين أنها صورة التقطت من قبل وكالة أسوشييتد برس عام 2010، أثناء عمليات الإجلاء التي اجتاحت الفيضانات في باكستان.

الطرف المؤيد للعملية التركية لم يكن الوحيد الذي فعل ذلك، فالجانب الآخر كذلك المتعاطف مع الأكراد ربط تركيا بصور مرعبة لهجمات عسكرية أو لضحايا الحرب. من بين هذه التغريدات مثلاً صورة لفتاة مصابة بحروق شديدة على وجهها قيل إنها أصيبت عندما استخدمت تركيا فسفوراً أبيض ضد الأكراد. ليتضح أن الصورة التقطت في أبريل 2015 من قبل مصور رويترز في اليمن.

للمزيد على يورونيوز:

تقرير: أخبار مضللة وخطابات الكراهية تغزو "فيسبوك" قبيل الانتخابات الأوروبية

بوتين يريد إنشاء موسوعة إلكترونية روسية بديلة لويكيبيديا

تركيا تستدعي القائم بالأعمال الأمريكي احتجاجا على "إعجاب" عبر تويتر والسفارة تعتذر

ولكن على عكس صور الحملة المؤيدة للأكراد، يبدو أن المنشورات المضللة التي تروج لتركيا مدعومة من شبكة منسقة من حسابات تويتر التي تضاعف من أثر المحتوى من خلال الوسوم وإعادة النشر.

تتبع الحملة عبر الإنترنت نمطًا من الدعاية الإعلامية والاجتماعية التي تسعى إلى التأثير على الرأي العام العالمي عندما تندلع أحداث دولية مثيرة للجدل. في آب/ أغسطس، على سبيل المثال، أعلنت تويتر عن تعليق أكثر من 200 ألف حساب يعتقد أن بكين تديرها لاستهداف الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية في هونغ كونغ. وسرعان ما اتخذ موقع يوتيوب خطوة مشابهة، حيث تم تعطيل أكثر من 200 مقطع فيديو يُعتقد أنه جزء من هجوم مضلل ومنسق على المظاهرات.

في أوائل شهر أكتوبر، نشر حساب رئيس بلدية أنقرة السابق وحسابات أخرى على تويتر لقطات لما قيل إنه هجوم تركي على الأكراد في سوريا. تمت مشاركة الفيديو وعرضه آلاف المرات، حتى بثته قناة أي بي سي نيوز الأمريكية. تبين لاحقاً أن المقطع تم التقاطه في عرض عسكري للأسلحة النارية في كنتاكي، واعتذرت الشبكة لاحقًا عن بث اللقطات.

وبسؤالها عن الصور والوسم المستخدم في نشر الصور، قالت المتحدثة باسم تويتر ليز كيلي لوكالة أسوشيتد برس إن الشركة لم تر أي دليل على وجود حملات منسقة لتبادل المعلومات المضللة حول الهجوم التركي على موقعها.

لكن تحليلاً مستقلاً أجرته شركة فاين سايت، المتخصصة بتتبع التضليل الإلكتروني، للعديد من الحسابات التي روجت لهذه الصور وغيرها من الصور المضللة المؤيدة لتركيا على تويتر في الأيام الأولى للغزو لم يعثر على علامات الأتمتة فحسب، بل أشار أيضًا إلى أن الغالبية العظمى من حسابات المتابعين موقعها باكستان.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

رئيسة وزراء نيوزيلندا تشارك في اجتماع باريس بشأن مكافحة التطرف على الإنترنت

إردوغان يصف نتنياهو بـ"هتلر العصر" ويتوعد بمحاسبته

أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة