من هم المرتزقة الروس الذين يحاربون إلى جانب قوات حفتر في ليبيا؟

من هم المرتزقة الروس الذين يحاربون إلى جانب قوات حفتر في ليبيا؟
Copyright أ بMOHAMED BEN KHALIFA
Copyright أ ب
بقلم:  يورونيوز
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

من هم المرتزقة الروس الذين يحاربون إلى جانب قوات حفتر في ليبيا؟

اعلان

بعد التدخل الروسي العسكري في سوريا والدور الذي لعبته موسكو في تثبيت أركان حكم الرئيس السوري بشار الأسد، تتجه الأنظار مؤخراً لاستشفاف أدوار أخرى تلعبها روسيا في المنطقة، هذه المرة في الخفاء، قدر المستطاع، في محاولات لتوسيع نفوذها في مناطق أخرى على شواطئ المتوسط، وبالتحديد الحديث عن ليبيا.

مؤخراً وجهت حكومة الوفاق الوطني الليبي المعترف بها دولياً سهام الاتهام لمرتزقة روس تقول إنهم يشاركون في القتال في البلاد، منددة بهذا التدخل.

يقول المسؤولون الليبيون والأمريكيون إن هؤلاء المقاتلين المتعاقدين ينتمون إلى منظمة شبه عسكرية تدعى "مجموعة فاغنر" وترتبط بمقربين من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وتحدثت تقارير إعلامية غربية كثيرة، وتحديداً أمريكية، عن هذه المشاركة.

أفاد تقرير لأسوشيتد برس بأن متعهدي مجموعة فاغنر متهمون بالقتال إلى جانب الجنرال خليفة حفتر، الذي يقوم، إلى جانب دعم الإمارات العربية المتحدة ومصر، بفرض حصار على الحكومة المؤقتة المعترف بها دوليًا في طرابلس.

نفت موسكو مرارًا وتكرارًا أي تورط مباشر في الصراع ، لكن هؤلاء المرتزقة "يعملون تحت سيطرة الأجهزة الأمنية والعسكرية الروسية، وبدون ضوء أخضر من الكرملين، لا تتحرك"، هذا ما قاله بافيل فيليجنهاور، المحلل والمحرّر في نوفيا غازيتا ليورونيوز

ما هي مجموعة فاغنر وما علاقتها ببوتين والعقوبات الأمريكية؟

هي واحدة من عدة مجموعات عسكرية خاصة روسية، ظهرت لأول مرة في ساحات القتال في شرق أوكرانيا، عندما ثارت القوات الموالية لروسيا ضد الحكومة الأوكرانية. وتنشط في الأماكن التي لا تستطيع موسكو التدخل فيها رسمياً أو تفضل أن لا تكون في الواجهة.

سبق للأشخاص الذين تربطهم صلات بمجموعة فاغنر بحسب وكالة رويترز بالقيام بمهام قتالية سرية نيابة عن الكرملين في أوكرانيا وسوريا بحسب شهادات لأشخاص تربطهم صلات بالمجموعة أدلوا بها لرويترز، الكرملين لم يعترف أبداً بنشاطها.

ونفى يفغيني بريغوزين، وهو رجل أعمال له علاقات مع بوتين ويعتبر رئيس المجموعة، مراراً وتكراراً أي صلة له بها.

كانت الولايات المتحدة قد فرضت عقوبات عليه بعد أن اتهمته بمحاولة التدخل في الانتخابات الرئاسية لعام 2016 وانتخابات الكونغرس 2018.

في حين أعلن ديفيد شينكر، مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى، أن الولايات المتحدة تعمل مع شركاء أوروبيين لفرض عقوبات متعلقة بهذا الملف، مشيرًا إلى "شبهة عمليات قتل المدنيين على نطاق واسع" على أيدي مجموعة فاغنر.

وإضافة إلى نفيه علاقته بفاغنر، رفض بريغوزين التعليق على مزاعم الولايات المتحدة، واصفاً إياها بأنها "مسألة خاصة" بالنسبة لوزارة الخزانة الأمريكية.

كيف تختلف هذه المجموعة عن المجموعات القتالية الأمريكية الخاصة؟

يقول بافل فيلغنهاور، كاتب عمود ومحلل في صحيفة نوفيا غازيتا الروسية المستقلة ليورونيوز إن المرتزقة الروس من فاغنر ليسوا مثل نظرائهم الأمريكيين: "إنهم يشاركون في المعارك، ويستخدمون في وحدات النخبة"، عكس نظرائهم الأمريكيين الذين تتمثل مهمتهم الرئيسية في الحراسة.

ويضيف: "في روسيا أعداد كبيرة من المقاتلين الذين لا يقاتلون حالياً ولا يحصلون على رواتب جيدة، لهذا السبب يبحثون عن مكان لكسب المال لأنه من الصعب عليهم أن يكسبوا بطريقة أخرى "

كما يستطرد فيلغنهاور: "في روسيا الارتزاق يعتبر جريمة جنائية، وليس هناك أي شركات عسكرية خاصة. لكن، بالطبع، هم يعملون تحت سيطرة الأجهزة الأمنية والعسكرية الروسية. بدون ضوء أخضر من الكرملين، لا يذهبون إلى الحرب ، حتى لو كان الكرملين ينكر ذلك".

ما الذي تحققه هذه المجموعات لروسيا؟

بحسب فيلغنهاور فإن استخدام هؤلاء المرتزقة يحقق عددًا من الأهداف للحكومة الروسية، أولها تخليص روسيا من خطرهم حيث قد يشكلون تهديداً أمنياً وسياسياً يوماً بسبب تدريبهم العالي، والسماح للكرملين بمتابعة أهداف سياسته الخارجية في الخفاء، حيث روسيا لن تتدخل رسميًا في ليبيا، لعدم المخاطرة بمصالحها مع شركاء استراتيجيين كتركيا التي يدعم زعيمها حكومة الوفاق الوطني في الوقت الذي تتدخل فيه روسيا لصالح المشير خليفة حفتر قائد قوات شرق ليبيا أو ما يعرف بالجيش الوطني اللليبي، رغم علاقاتها مع كلا طرفي الصراع الليبي.

في ليبيا ، وفقًا لما ذكره لورنزو كريموني، المراسل في صحيفة كورييري، فإن الروس يبتعدون عن الخطوط الأمامية ، بدلاً من ذلك يعملون كقناصة أو مدربين لجنود حفتر أو يسيرون طائرات دون طيار.

بحسب تقرير للفورين بوليسي فإن المجموعة، تحاول مؤخرًا، بعد سوريا، العثور على عمل في إفريقيا في تدريب الميليشيات المحلية وتأمين عقود للأمن الخاص. قُتل ثلاثة صحفيين روس كانوا يحققون في وجود فاغنر في جمهورية أفريقيا الوسطى في صيف عام 2018. وتعرض آخرون للتهديد.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

إعلام: مصر تستخدم مساعدة استخبارية فرنسية في غير مكانها

رئيس البرلمان الليبي يدعو المجتمع الدولي لسحب الاعتراف بحكومة الوفاق

منظمة العفو الدولية تحذر من احتمال وقوع جرائم حرب في ليبيا