شهادات صادمة لطواقم طبية فرنسية تواجه فيروس كورونا: "هل سنصمد طويلا؟"

الطواقم الطبية في فرنسا في مواجهة فيروس كورونا
الطواقم الطبية في فرنسا في مواجهة فيروس كورونا Copyright أ ف ب
بقلم:  يورونيوز
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

روت ممرضة آخرى "ابنتي التي لم تتجاوز عامها السابع قالت لي: أمي، إذا كنت مريضة لا تعودي إلى المنزل".

اعلان

تقوم الطواقم الطبية التي تواجه فيروس كورونا في فرنسا بعملها بعزم وشجاعة على وقع تدفق المرضى إلى المستشفيات، وتستعين بمعالجين نفسيين اذا دعت الحاجة، "فالمطلوب أن نصمد رغم كل ذلك"، كما يقول عامل في قسم للانعاش في باريس.

يقول البروفسور ايلي ازولاي الذي يدير قسم الانعاش في مستشفى سان لوي في باريس إن "الفرق تخشى المجهول الذي سنواجهه هذا الأسبوع وطوال شهر أبريل/ نيسان". اضطر قسم الانعاش إلى مضاعفة قدرته الاستيعابية ثلاث مرات عبر الاستعانة بخمسين سريرا إضافيا سرعان ما امتلأت لاستقبال المصابين بفيروس كورونا.

ويضيف أن المعالجين "يخشون على أنفسهم وعلى عائلاتهم ومحبيهم، يخشون الفشل والهزيمة. لكنهم يتسمون بالصلابة، إنهم فعلا جديرون بالإحترام، وخصوصا الممرضات". ويتابع "هذا الصباح، استيقظت وأنا ابكي. تناولت الفطور وأنا ابكي، هيأت نفسي وأنا ابكي (...) هنا، في حجرة تغيير الملابس في المستشفى كنت أجفف دموعي. أشهق وأزفر. الناس على الأسرة يبكون أيضا وعلي أنا تقع مسؤولية تجفيف دموعهم".

هذه الكلمات خطتها إيليز، الممرضة في مركز بيزانسون الاستشفائي الجامعي، على فيسبوك، تتنازعها مشاعر المعالج الذي يهتم بالمرضى من جهة والإنسان الذي يكاد ينهار مع عودته إلى منزله من جهة آخرى.

موجة تسونامي في الأيام المقبلة

ويقول الطبيب بنجامين دافيدو المدير الطبي للأزمات في مستشفى ريمون بوانكاريه في غارش والذي يضم قسم الانعاش فيه 26 سريرا، "يتحدثون عن موجة، عن تسونامي. قد يعني هذا أننا لن نستطيع شيئا حيال عدد المصابين الكبير، والقلق الأكبر هو أن نضطر في يوم إلى القول لثلاثة مرضى وصلوا إلينا على نقالات: لم يعد لدينا عدد كاف من الأسرة".

يضيف أن ثمة خشية آخرى بين الطواقم الطبية: "أن نصادف معالجين على الأسرة، جراء إصابتهم بالفيروس. ناقشنا هذا الأمر (...) الجميع بات يدرك ذلك ويتعامل معه كأمر ممكن الحصول".

هذا الوضع غير المسبوق دفع المعالج النفسي في المؤسسة إلى الإهتمام بالطاقم الطبي بعد أن كان يعتني بالمرضى.

في مركز كليرمون-فيران الاستشفائي الجامعي في وسط البلاد، نظمت الطبيبة النفسية جولي جينيست آلية المواكبة النفسية قبل تدفق العدد الكبير من المصابين. وإضافة إلى الخوف من "الفشل"، توضح جينيست أن المؤشرات الأولى تنبىء بـ "الاحساس بانعدام الأمان وصعوبة التعامل مع قلق المقربين والخشية من إصابة المحيط بالعدوى". تشدد على أن هذه المشاعر تسيطر على الجميع وتضيف "لا أحد يمكنه الادعاء أنه في منأى. إنه أمر جديد لم يسبق أن شهده جيلنا على هذا النطاق الواسع".

"نفتقر إلى التجهيزات والقلق ينتابنا"

ويورد إتيان، الطبيب الشاب في منطقة باريس "لم نكن مستعدين لذلك. نخشى جميعا ما نراه يحصل أمام أعيننا. نفتقر إلى التجهيزات والقلق ينتابنا. ألاحظ حالات صدمة لدى بعض الزملاء. هناك أناس توقفوا عن العمل بناء على طلب أسرهم".

يلاحظ نيكولا دوبوي، المعالج النفسي لدى مجموعة "برو-كونسالت" لدعم الطواقم المعالجة، أن هناك طلبات مساعدة من كل أنحاء فرنسا "وخصوصا من المراكز الاستشفائية الصغيرة" لأن "شبابا كثيرين يجهلون كيف يتصرفون".

ويشير في هذا السياق إلى "ضغط مزدوج: الأول من العائلات والثاني من طبيعة العمل نفسه". ويروي أن "زوج إحدى الممرضات يجبرها على خلع زيها الأبيض ما إن تصل إلى المنزل ويوبخها طوال إجازتها حين تلمس وجهها، علما بأنها تحرص على نظافة يديها في بيتها".

يواجه آخرون مشكلة مع أبنائهم. وروت ممرضة آخرى لدوبوي "ابنتي التي لم تتجاوز عامها السابع قالت لي: أمي، إذا كنت مريضة لا تعودي
إلى المنزل".

معدل طلبات المساعدة التي كانت تتلقاها المجموعة كان قبل الأزمة 1100 شهريا، لكنه تجاوز الأسبوع الفائت مئتين يوميا.

من جانبها، تتوقع المعالجة النفسية فاني ويتنز دعما طويل الأمد وتقول "ما نخشاه أكثر هو نوبات التوتر في مرحلة ما بعد الصدمات فضلا عن تصاعد كبير في ما نسميه متلازمة الإرهاق". وتعلق ايليز في مركز بيزانسون "أفكر في مدى قدرتي على الصمود بهذه الوتيرة. لا يسعني سوى أن أتنفس عميقا وأتمسك بالأمل".

المصادر الإضافية • أ ف ب

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

شاهد: "جزيرة النساء" في كينو الإستونية.. المرأة محرك الحياة اليومية والثقافية

السجن حتى خمس سنوات لمن ينشر "أخبارا كاذبة" حول كورونا في روسيا

شاهد: هكذا بدت كاتدرائية نوتردام في باريس بعد خمس سنوات على الحريق الذي نشب فيها