هل تغير المناخ يعرض الأوروبيين للمزيد من الأمراض؟

هل تغير المناخ يعرض الأوروبيين للمزيد من الأمراض؟
Copyright euronews
بقلم:  Jeremy Wilks
شارك هذا المقال
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

مع استمرار المخاوف من أزمة كوونا الصحية التي أقامت العالم ولم تقعده بعد، أثار البعض تساؤلات حول مشكلة التغير المناخي والاحتباس الحراري ودورهما في انتشار المزيد من الأمراض في أوروبا.

اعلان

في الموعد الشهري من برنامج المناخ تتطلع يورونيوز إلى كل ما يحدث على كوكبنا حيث سيتم التطرق إلى مسألة تغير المناخ وهل ستعرض هذه المسألة الأوروبيين أكثر لخطر الإصابة بالأمراض؟

يورونيوز التقت بالسيد يان سيمينزا، وهو أخصائي علم الأوبئة والأمراض المعدية بالمركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها، والذي أكد أن "المناخ يتعرض للاحترار، والمياه تزداد حرارة، ونرى المزيد والمزيد من البكتيريا، والناس يصابون بالمرض".

تشير المعطيات التي قدمتها خدمة كوبرنيكوس لتغير المناخ إلى أن الجو كان دافئا وجافا في معظم أنحاء أوروبا الشهر الماضي.

ومن خلال المسح البياني يمكننا رؤية أن الرقم الرسمي بلغ 1.3 درجة مئوية، أي أعلى من متوسط ​​ما قبل الصناعة، مما يجعل شهر أبريل-نيسان الأكثر حرارة مع أبريل-نيسان لعام 2016.

وخلال شهر كان الملايين منا في منازلهم على خلفية سياسة الحجر الصحي التي اعتمدتها الحكومات في مختلف الدول الأوروبية، وبالكاد أمطرت في بعض الأماكن.

من خلال البيانات دائما، يمكن رؤية خريطة لهطول الأمطار في أوروبا. اللون الوردي يشير إلى الأماكن الأكثر جفافا من المتوسط ​​الشهر الماضي، وهو ما يظهر رطوبة التربة، اللون الأحمر يشير إلى أن الطبقة العليا من التربة كانت أكثر جفافا من المتوسط ​​الشهر الماضي.

وحسب البيانات، فالأمر ليس كذلك في كل مكان. يمكن رؤية اللون الأزرق على شبه الجزيرة الأيبيرية التي كانت أكثر رطوبة من المتوسط ​​في أبريل-نيسان.

يورونيوز

كان شهر أبريل-نيسان أيضا شهرا قياسيا لأشعة الشمس في العديد من البلدان في أوروبا، بما في ذلك المملكة المتحدة وألماني، يؤكد جيريمي ويلكس من يورونيوز.

لنلقي نظرة على الوضع الاستثنائي في جميع أنحاء أوروبا. اللونان الوردي والأحمر يشيران إلى الأماكن الأكثر إشراقا للشمس. بعض الأماكن شهدت ضعف الكمية المعتادة لأشعة الشمس. حتى في اسكتلندا، كانت أشعة الشمس أكثر من المتوسط بنسبة 60 في المائة.

يشير التقرير إلى انشغال الكثير منا بالصحة في الوقت الحالي، شرعنا في التحقيق فيما إذا كان تغير المناخ يزيد من خطر الإصابة الأوروبيين بأنواع معينة من الأمراض. مراسل يورونيوز بير بيرغفورز نيبرغ التقى بخبير في العاصمة السويدية ستوكهولم.

هناك مرض واحد فقط في أذهاننا هذه الأيام، إنه كوفيد-19، والجميع يتساءل هل سيتلاشى هذا الصيف، تماما مثل الأنفلونزا الموسمية؟"

سألنا الأستاذ يان سيمينزا من المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها عن الأمر فأجاب: "لا أحد يعرف حقا، أليس كذلك؟ لأن هذا فيروس جديد ولم يكن موجودا هنا من قبل، لذلك لا نعرف كيف سيكون سلوكه في مناخ مختلف وفي موسم مختلف. ما نعرفه هو أن ذروة الفيروسات التاجية الأخرى التي عادة ما تصيب البشر، تصل خلال فصل الشتاء وتتراجع أو تختفي في الصيف. نأمل أن يكون الأمر كذلك، لكننا نشك فيما إذا كان هذا سيحدث أم لا".

يورونيوز

في الأثناء نتساءل: هل تغير المناخ ليس مسؤولا عن ظهور وباء كوفيد-19؟ ومع ذلك، فإن الاحتباس الحراري يزيد من خطر الإصابة بأمراض أخرى في أوروبا، على غرار بكتيريا "فيبريو"، التي تزدهر عند احترار مياه بحر البلطيق.

يان سيمينزا قال في هذا الشأن: "عندما يذهب الناس بعد ذلك إلى الماء، قد يصابون بعدوى الجروح، إذا كانت بهم جروح. أو قد يصابون بالإسهال من التهاب المعدة والأمعاء أو مشاكل أخرى مثل التهابات الأذن من هذا النوع من البكتيريا. وتبين أن هذه البكتيريا خطيرة للغاية، لأنه إذا كان لديك عدوى بالجرح، يمكن أن يسبب ذلك تسمم الدم، وتسمم الدم له نفس معدل الوفيات التي يسببها إيبولا. لذلك فهو خطير للغاية، وقد يموت الناس بسبب ذلك".

ساعد يان سيمينزا في تطوير نظام إنذار مبكر لتنبيه دول البلطيق عندما تكون مخاطر البكتيريا عالية جدا. وفي مكان آخر، يختلف التهديد الصحي الناشئ تماما حيث يبدو أن بعوض النمر الآسيوي الذي غزا مؤخرا جنوب أوروبا يحمل الأمراض الاستوائية.

يورونيوز

يان سيمينزا قال عن هذا الأمر: "الضنك والشيكونغونيا والزيكا، وهي أمراض استوائية لم تكن موجودة من قبل في أوروبا، ونرى المزيد من هذه الأنواع من الأمراض تنتشر في أوروبا بسبب الملاءمة البيئية والمناخية المتزايدة للبعوض الذي ينقل المرض".

البعوض النمر موجود الآن على مدار السنة في المناطق الساحلية والنهرية باللون الأحمر على الخريطة الموجودة في بيانات موقع يورونيوز. فكيف علينا التكيف مع هذه الأنواع الجديدة من المخاطر؟

يقول يان سيمينزا: "أنت لا تريد أن تتعرض للبعوض الذي قد يعضك وينقل لك أمراضا استوائية. قد ترغب في تجنب الاستحمام في المياه التي تحتوي على نسبة عالية من البكتيريا، والتي قد تشكل خطرا على صحتك. لذلك هناك الكثير من الأشياء التي يمكن للمرء القيام بها لتقليل تأثير تغير المناخ من منظور فردي".

اعلان

في النهاية يقول جيرمي ويلكس من يورونيوز: "يمكنكم معرفة المزيد حول تغير المناخ والأمراض ورؤية جميع البيانات المقدمة في هذا البرنامج على موقعنا على الإنترنت".

اسم الصحفي • Adel Dellal

شارك هذا المقال

مواضيع إضافية

شاهد: الجفاف يهدد المحاصيل في البرتغال ومزارعون يستعينون بالتكنولوجيا لمجابهة الوضع

شاهد: نُشطاءُ حركة "تمرد الانقراض" يغلقون أحد الشوارع الرئيسية في وارسو

ترامب يهدد بتعليق دائم للتمويل الأمريكي لمنظمة الصحة العالمية