مفكر تونسي: الممارسة الدينية الفردية بسبب كورونا تساعد على التخلص من إيمان القطيع الذي يقوده الزعيم

الفيلسوف وعالم الأنثروبولوجيا التونسي، يوسف صديق في شرفة منزله بالعاصمة تونس خلال الإغلاق المفروض بسبب وباء كورونا 23/05/2020
الفيلسوف وعالم الأنثروبولوجيا التونسي، يوسف صديق في شرفة منزله بالعاصمة تونس خلال الإغلاق المفروض بسبب وباء كورونا 23/05/2020 Copyright FETHI BELAID/AFP
Copyright FETHI BELAID/AFP
بقلم:  يورونيوز مع أ ف ب
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

قدم الفيلسوف وعالم الأنثروبولوجيا التونسي، يوسف صديق لفرانس برس رؤية روحانية وقراءة لتحولات فردية واجتماعية قد تتبلور خلال فترة انتشار وباء كوفيد-19 والحجر الصحي الذي يخضع معظم سكان العالم له.

اعلان

قدم الفيلسوف وعالم الأنثروبولوجيا التونسي، يوسف الصدّيق لفرانس برس رؤية روحانية وقراءة لتحولات فردية واجتماعية قد تتبلور خلال فترة انتشار وباء كوفيد-19 والحجر الصحي الذي يخضع معظم سكان العالم له.

وقال الفيلسوف الصدّيق بأن الوباء يجب أن يدفعنا كبشر إلى تغيير طريقة تفكيرنا" وجوهر التعليم، إذ لا يجب تعلم "قراءة الحروف والنصوص، بل طريقة قراءة العالم" وكذلك استجابتنا التلقائية للغة وإجبارنا على التفكير مليًا، حتى لا نثق ثقة عمياء بالصيغ الواضحة والجاهزة.

وأضاف: "لقد سئمنا الحقبة التي أدت إلى حربين. حتى اليوم، نعيش على بقايا ذلك الزمن الذي قسّم العالم إلى دول غنيّة وأخرى في طور النمو ودول مستعمرة سابقا. رسم ذلك صورة سلبية للإنسانية. لقد حان الوقت، لمناسبة هذه الجائحة، لأن نغيّر طريقة تفكيرنا برمتها."

ما الذي تغير؟

يلاحظ الفيلسوف الصدّيق أن البشر أعادوا التفكير بعلاقتهم بالموت حتى عند الفئات الشبابية والأطفال، أصبح الناس أكثر شجاعة في النظر إلى الموت.

أما بخصوص الممارسات الدينية وخصوصا بالنسبة للإسلام يضيف الصدّيق أن الأركان الأربعة (الصوم والحج والزكاة والصلاة) أصبحت أكثر فردية خلال الوباء وتقتصر على الشخص نفسه مخالفة بذلك للبعد الجماعي الذي انتشر لفترة طويلة في الدول المسلمة.

وقال: "وإن استمرار البعد الفردي للممارسات الدينية سيساعد المجتمعات الإسلامية على التخلص من كل ما هو جماعي، أو ما أسميه بإيمان القطيع، الذي يقوده بسهولة أي زعيم أو شيخ أو أيديولوجية."

توصيات لعالم مابعد كورونا

يفسر الصدّيق أنه لا بد من رفض فكرة جمع الأموال والكماليات التي لا تخدم إلا عددا قليلا من الناس ويضيف: "يجب علينا تثقيف الناس، وتعليم أطفالنا من رياض الأطفال على مبدأ وحقيقة أن المتعة الفردية ليست الهدف وتتضاعف المتعة الفردية عندما يتم تقاسمها مع الآخرين.. يجب أن يتغير التعليم بالكامل ويجب إعادة النظر في التربية التربوية للعيش المشترك والمؤانسة."

في حال أردنا أن يتطور الإنسان إيجابا في المستقبل، يجب تغيير التعليم بالكامل. لا يجب أن نعلم الناس قراءة الحروف والنصوص، بل طريقة قراءة العالم. عندما نقرأ العالم، نفهم أن الأبجدية الأكثر تطورا هي الإنسانية في حد ذاتها.

viber
شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

استطلاع: أكثر من 60 بالمئة من الأمريكيين يرون في كوفيد-19 رسالة إلهية

استطلاع: 40 في المائة من أفراد مجتمع الميم الأوروبي يعانون من المضايقات

كيف ينظر مواطنو الدول العربية لحقوق المرأة وأدوارها في المجتمع؟