دراسة: تلوث الهواء زاد من الإصابات والوفيات جراء فيروس كورونا

تلوث الهواء زاد من تفشي فيروس كورونا
تلوث الهواء زاد من تفشي فيروس كورونا Copyright SERGEI SUPINSKY/AFP or licensors
بقلم:  يورونيوز مع theguardian
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

دراسة جديدة حول وباء كوفيد 19، أعدها باحثون من جامعة برمنغهام، أكدت أن تلوث الهواء زاد بشكل كبير من تفشي العدوى، وبالتالي أعداد المحتاجين لرعاية صحية في المستشفيات، وحتى الوفيات، نتيجة فيروس كورونا.

اعلان

دراسة جديدة حول وباء كوفيد 19، أعدها باحثون من جامعة برمنغهام ونقلت تفاصيلها الغارديان البريطانية، أكدت أن تلوث الهواء زاد بشكل كبير من تفشي العدوى، وبالتالي أعداد المحتاجين لرعاية صحية في المستشفيات، وحتى الوفيات، نتيجة فيروس كورونا.

وأكدت الدراسة، بأن تعرض الناس للتلوث زاد من حالات العدوى ودخول المستشفيات بنسبة 10%، والوفيات بنسبة 15%، وقد أخذت الدراسة بعين الاعتبار 20 عاملاً آخر، بما في ذلك متوسط الكثافة السكانية والعمر وحجم الأسرة، والوظيفة، والسمنة.

وتشير أدلة من أوروبا والولايات المتحدة والصين إلى أن الهواء الملوث زاد من تأثير فيروس كورونا، وكان لتطبيق الدراسة على هولندا نتائج استثنائية، لأن المناطق الريفية أكثر تلوثاً من المدن، بسبب تربية المواشي بشكل كبير.

هذه النتيجة أدت إلى استبعاد فكرة "تأثير المدن الكبيرة"، والتي تعتبر أن زيادة التلوث في الهواء يزداد في المدن، وهو ما قد يجعلهم بالإضافة إلى الكثافة السكانية، أكثر عرضة للإصابة بالفيروس، بحسب ما جاء في المقال الذي نشرته الغارديان.

وأكد العلماء أنهم لم يثبتوا وجود علاقة سببية بين التلوث وتفشي الفيروس، وأن الأدلة القاطعة تحتاج إلى عدد هائل من البيانات حول الأشخاص، وهي ليست متوفرة في الوقت الحالي، وما هو متوفر الآن معلومات حول المناطق.

ولهذا فقد نوه العلماء إلى أنه من الضروري إجراء البحث بما هو متاح، لفهم الرابط بين التلوث وتفشي الفيروس، وهو ما قد يتيح معرفة مسبقة للأماكن التي قد ينتشر فيها مستقبلاً.

ويجمع الكثير من العلماء على أن تلوث الهواء قد يساهم في زيادة أعداد المصابين، وحتى في شدة الالتهابات الناتجة عن فيروس كورونا، فالهواء الملوث يسبب أمراضاً تنفسية وقلبية ويزيد من عرضة الناس للخطر، إلا أن العلماء لم يجمعوا على كفاية الأدلة التي تثبت هذا التأثير.

البروفيسبور ماتيو كول المشرف على فريق البحث المكون من سيرين أوزغن وإيريك ستوبل، من جامعة بيرمينغهام في بريطانيا، قال:"ما أذهلني هو أن الرابط قوي فعلاً"، وهو ما يخالف معظم الدراسات حتى الآن، وقد أخضع علماء مستقلين الدراسة للمراجعة، وتم قبولها للنشر في مجلة Enviromental and Resource Economics.

ويقول الفريق:"باستخدام البيانات التفصيلية، فإن الأدلة تثبت وجود علاقة وثيقة بين تلوث الهواء، وخاصة تركيز الجسيمات الدقيقة، والإصابة بفيروس كورونا والوفيات".

وسبق وأجرت جامعة هارفارد دراسة توصلت إلى أن زيادة بنسبة 8% في الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا، بسبب ارتفاع وحدة واحدة في تلوث الجسيمات الدقيقة.

وقال:"استخدمنا بيانات أكثر دقة، حيث بلغ متوسط مساحة البلديات الهولندية البالغ عددها 344 بلدية، نحو 95 كيلو متر مربع، مقارنة بـ 3130 كيلومتر مربع للمقاطعة الأمريكية، وهو ما يعني على حد تعبيره، أن فريقه تمكن من دراسة خصائص كل منطقة بشكل دقيق، بما في ذلك التعرض للتلوث، كما أن هذه الدراسة اعتمدت على البيانات بخصوص الإصابات والوفيات بالفيروس حتى يونيو 2020، أي أنها شملت موجة الوباء كاملة تقريباً.

كما أخذت الدراسة بعين الاعتبار الكرنفالات التي تجري في أواخر فبراير في هولندا، خاصة في مناطق تربية الماشية، جنوب شرق البلاد، حيث تكون حالات الفيروس في أعلى مستوياتها، بسبب الأمونيا المنبعثة من مزارع الماشية، والتي تزيد من تلوث الجسيمات، واعتمد فريق البحث أساليب إحصائية لتقدير تأثير هذه التجمعات.

ومن العوامل الأخرى التي اعتمدتها الدراسة مستوى الدخل، والقرب من الحدود الدولية.

البروفيسبور فرانك كيلي من كلية "إمبريال" في بريطانيا قال:"مع ظهور تحليلات حول رابط محتمل بين التلوث وزيادة تفشي الوباء، صرنا نرى دراسات أكثر حول هذه الفكرة، هذه الدراسة تبدو الأفضل حتى الآن".

وأكد أن البحث اعتمد على بيانات جيدة، وخضع لعوامل ومعطيات مختلفة، وقال:"يجب اجراء المزيد من الأبحاث في أماكن أخرى لتأكيد نتيجة هذه الدراسة.

البروفيسورة فرانشيسكا دومينيتشي، المشرفة على الدراسة التي أجرتها جامعة هارفرد أشادت بالبحث، وقالت إنه جيد جداً، وأنه أضاف إلى البحث الذي أعده فريقها، وأضافت:"من المهم دراسة العلاقة بين التلوث وتفشي فيروس كورونا، في العديد من البلدان، فبيانات كل بلد ستكون لها نقاط قوتها ونقاط ضعفها، لم يحصل تلوث الهواء على اهتمام كاف، نأمل مع نشر هذه الدراسة وغيرها، أن يحظى الموضوع بمزيد من الاهتمام".

viber
شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

فقدان حاستي التذوق والشم من أعراض كورونا ونزلات البرد الحادة .. لكن يبقى الفرق شاسعا

أكثر من 600 ألف وفاة جراء فيروس كورونا حتى الآن.. إليكم التفاصيل

بريطانيا تُعالج نقص العمالة في مجال الرعاية الصحية من خلال فتح أبوابها للعاملين الأفارقة