الوضع معقد ليس من ناحية المفقودين فقط، إذ نشرت وزارة الصحة اللبنانية عبر حسابها في فيسبوك قائمة بأسماء عدد من المتوفين الموجودين في المستشفيات الحكومية، وبعضها مجهول الهوية..
لا يزال هناك العديد من اللبنانيين، وربما مواطنين من جنسيات أخرى، في تعداد المفقودين جرّاء الانفجار القوي الذي وقع في العنبر رقم 12 في ميناء بيروت الثلاثاء، وأدى إلى مقتل 149 شخصاً، في حصيلة ليست نهائية.
وحتى الساعة لم تعلن الجهات اللبنانية الرسمية عن حصيلة رسمية بعدد المفقودين، وسط أرقام متضاربة في هذا الشأن، وكما أنشئت صفحات كثيرة في وسائل التواصل الاجتماعي في محاولة للبحث عن مفقودين.
والوضع معقد ليس من ناحية المفقودين فقط، إذ نشرت وزارة الصحة اللبنانية عبر حسابها في فيسبوك قائمة بأسماء عدد من المتوفين الموجودين في المستشفيات الحكومية، وبعضها مجهول الهوية كما نرى في الصورة أدناه.
وهذا يعني أن مجهولي الهوية قد يكونوا لا يزالون في حساب المفقودين أيضاً.
وقالت صحيفة المدن الإلكترونية اللبنانية إن عدد المفقودين جرّاء انفجار "القنبلة التي زرعتها السلطة" يرتفع مضيفة أن هناك "ضياعاً كاملاً" في هذا الملف.
ويقدّر عدد المفقودين حتى الساعة بسبب الانفجار الذي خلف نحو 5000 جريح (بحسب ما نقلته الوكالة الوطنية للإعلام عن وزير الصحة)، بأكثر من مئة غير أن الرقم ليس رسمياً.
وكان متحدث باسم وزارة الصحة اللبنانية قد قال لوكالة فرانس برس الخميس إن "هناك عشرات المفقودين" مضيفاً أن عمليات البحث تحت الأنقاض "لا تزال مستمرة".
طاقم فرنسي للدعم في عمليات البحث
وصل إلى بيروت منذ الخميس طاقم فرنسي مؤلف من نحو 50 عنصراً للمساعدة في عمليات البحث والإنقاذ، وخلال زيارة الرئيس الفرنسي ماكرون إلى لبنان قال له أحد الضباط الفرنسيين "إن هناك أملاً بالعثور على مفقودين".
وتقول صحيفة المدن إن هذا كان "التصريح الإيجابي الوحيد" الذي صدر عن مسؤول في عمليات البحث وسط غياب "تطمينات وتأكيدات المسؤولين اللبنانيين" بشكل تام.
أكثر من 500 مفقود؟
نشرت صحيفة الغارديان البريطانية في صفحة رأي مقالة لكيم غطاس من مركز كارنيغي للشرق الأوسط وجاء فيها أن عدد المفقودين في الواقع يفوق الـ 500.
وتقول غطاس في العنوان إن "الكوارث ليست غريبة على لبنان ولكن اللبنانيين لم يروا شيئاً مثل هذا من قبل" قاصدة بذلك الانفجار. ووصفت غطاس الانفجار بـ"إعلان حرب" على الشعب اللبناني مشيرة إلى أن أحداً من الطبقة السياسية لم يتحمل مسؤولية ما حدث.
بحث متوازٍ في الفضاء الافتراضي
بالتوازي مع عمليات البحث التي تقوم بها طواقم لبنانية وأخرى دولية، انتشرت صور في مواقع التواصل الاجتماعي لأشخاص لا يزالون في عداد المفقودين في محاولة للعثور عليهم.
وبعد ساعات على الانفجار أنشئت صفحة في موقع "إنستغرام" اسمها "لوكايت فيكتمز بيروت" (تحديد مكان ضحايا بيروت) وينشر القيمين عليها صوراً لمفقودين أو آخرين عُثر عليهم.
وأسهمت الصفحة في العثور على عشرات المفقودين كما نرى في الصورة أدناه.
استجواب روسي في قبرص
أعلنت الشرطة القبرصية أمس استجواب روسيّ أفادت معلومات أنه مرتبط بالسفينة التي أقلت شحنة نترات الأمونيوم إلى مرفأ بيروت وكانت خلف الانفجار الكبير.
وأكد متحدث باسم الشرطة القبرصية لفرانس برس "طلبت منّا السلطات اللبنانية تحديد مكان هذا الشخص وطرح الأسئلة عليه، وهذا ما قمنا به".
وأضاف أن "تلك الأجوبة أرسلت إلى لبنان"، مشيراً إلى أنه لم يتم توقيف الرجل الذي يدعى إيغور غريتشوشكين بل خضع فقط للاستجواب بشأن حمولة السفينة بطلب من مكتب الشرطة الدولية (الإنتربول) في لبنان.
وفي العام 2013، توقّفت الباخرة "روسوس" في مرفأ بيروت آتية من جورجيا في طريقها إلى الموزمبيق. وكانت محمّلة بمادة نترات الأمونيوم الكيميائية، وفق ما قال مصدر أمني لوكالة فرانس برس.
وتزامنا مه هذا أعلن القضاء اللبناني توقيف 16 موظفاً في مرفأ بيروت على ذمة التحقيق بعد الانفجار بينهم مسؤولون بحسب ما ذكرته فرانس برس أيضاً.