بعد رحيل الصليب الأحمر.. مهاجرون تركوا لمصيرهم في مدينة فنتيميليا الإيطالية

مخيّم سابق في مدينة فنتيميليا الإيطالية
مخيّم سابق في مدينة فنتيميليا الإيطالية Copyright أ ف ب
Copyright أ ف ب
بقلم:  يورونيوز مع أ ف ب
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

بين بداية كانون الثاني/يناير ونهاية تموز/يوليو، ارتفعت محاولات العبور من ليبيا نحو إيطاليا بـ91%، مقارنة بالفترة نفسها من 2019، حسب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين

اعلان

منشآت مسبقة الصنع هي كل ما تبقى من مخيّم كان الصليب الأحمر يديره منذ أربع سنوات في مدينة فنتيميليا الإيطالية، على بعد كيلومترات قليلة من الحدود الفرنسية التي لا يزال مهاجرون يتدفقون منها ونحوها.

فبعدما أغلق المخيّم أمام وافدين جدد خلال أزمة تفشي فيروس كورونا الجديد، لم يرخّص له إعادة فتح أبوابه. وسيتم تفكيك كل شيء، من المرافق الصحية إلى مرافق المبيت، بحلول نهاية آب/أغسطس.

وقال الصليب الأحمر الإيطالي "إنّ القرار صادر عن السلطات المحلية، ونحن نستجيب"، في وقت فيه عشرات الأشخاص الوافدين من دول مأزومة مشتتون في أنحاء فنتيميليا، تحت جسور، عند الشواطئ أو على ضفاف نهر رويا، منفذ المياه الوحيد المتاح في ظل القيظ.

وبين بداية كانون الثاني/يناير ونهاية تموز/يوليو، ارتفعت محاولات العبور من ليبيا نحو إيطاليا بـ91%، مقارنة بالفترة نفسها من 2019، حسب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

وسط هذه الظروف، ينام سليمان (20 عاماً) فوق الحصى منذ 10 أيام، معه حقيبة النوم، ملجأه الوحيد، ووجبات معكرونة تلقاها على سبيل مساعدة من منظمة كاريتاس الإيطالية.

وسعى هذا الشاب المتحدر من إقليم دارفور السوداني الغارق في نزاعات تكاد لا تنتهي، الانتقال مراراً إلى فرنسا عبر قطار أو سيراً على الأقدام، ولكنّه كان يخفق ويُبعد في كلّ مرة.

وبرغم عمليات المراقبة الأمنية التي لا تتوقف عند الحدود، فإنّه يبدو غير مستسلم وغير قابل لفكرة العودة أدراجه إلى دارفور أو ليبيا، الدولة التي كان أبحر من شواطئها كما يفيد.

كما يؤكد شباب تونسيون، أنّ لا مجال للعودة إلى بلدهم حيث "لا شيء"، وهم عديدون بين المهاجرين الذين يواجهون التشرّد في فنتيميليا.

قضية تثير جدلا واسعا

يروي فيتوريا، المحاسب الستيني، "نجدهم في كل أنحاء المدينة، يستجدون مالاً أو الدخان".

وإذا كان هو غير متذمر تجاه المهاجرين، فإنّ القضية تثير جدلا سياسياً. فاليمين استعاد البلدية العام الماضي وماتيو سالفيني، زعيم حزب الرابطة (يمين متطرف)، اختار الثلاثاء هذه المدينة وسكانها الـ25 ألفا عمداً لإطلاق حملته للانتخابات المحلية المرتقبة في أيلول/سبتمبر.

وأمام عشرات، قال "لطفاء نعم، لكن ليسوا حمقى! الإيطاليون أولاً، وبقية العالم تالياً"، واصفاً المهاجرين بـ"الغزاة".

وتوجّه ساخراً إلى المتطوعين والناشطين الذين حضروا ليطلقوا صافرات أثناء كلمته، "إن كنتم تحبون المتسللين، فآووهم لديكم"، ونعتهم بـ"مدللي اليسار".

في المقابل، يبدي المسؤول في كاريتاس ماوريتسيو مارمو أسفه إذ إنّ "مخيّم الصليب الأحمر كان أساسياً". ويضيف "فضلاً عن أنّه كان مكاناً للمبيت والغذاء والاستحمام، فثمة شيئان أساسيان آخران: إمكانية الاستفادة من زيارة طبيب كل صباح وتوفير نقطة استعلام حول حق اللجوء".

وتشير منظمات غير حكومية، إلى أنّ المدينة لم تعد تحوي سوى حمامين قرب المحطة لنحو 150 أو 200 مهاجر، فيما تتحدث البلدية عن 400 شخص. وثمة صعوبات لتحديد العدد إذ منهم من عبروا الحدود نحو فرنسا مقابل تدفق آخرين آتين من البلقان أو جنوب إيطاليا.

ويقول ماوريتسيو مارمو، إنّ "الضوابط المفروضة تبطئ الحركة ولكنّها لا تمنع العبور" نحو فرنسا، للبقاء فيها أو لمجرد العبور نحو دول أوروبية أخرى.

وأعلنت روما وباريس في الآونة الأخيرة إنشاء وحدة مشتركة لكن شكوكاً برزت حيالها. فهي تخضع لقيادة واحدة ويتمتع عديدها بغرف مشتركة، ولكن ما الهدف طالما أنّ سياستي إيطاليا وفرنسا متباينتان على صعيد سياسات الهجرة؟

يعتبر رئيس بلدية فنتيميليا غايتانو سكولينو "يجب بدايةً الاتفاق مع أوروبا ومع فرنسا، وتحقيق تقاسم إنساني حقيقي. يصل ألف؟ نستقبلهم، نستدل على هوياتهم، ثم نتقاسم: مئة في فرنسا، مئة في ألمانيا، الخ".

في هذه الأثناء، يحصل العكس وسط انتهاك حق اللجوء باستمرار في الجانب الفرنسي، وفق ما تقول جمعيات إنسانية.

اعلان

وفي آخر مثال، ما حصل من قبل مجلس شورى الدولة، أعلى المحاكم الإدارية في فرنسا، بخصوص امرأة من إفريقيا الوسطى جرى توقيفها في أيار/مايو في الجانب الفرنسي برفقة طفل ذي خمس سنوات خضع لعملية جراحية حديثاً، حيث تمّ ترحيلها فورياً إلى إيطاليا برغم أنّها كانت ترغب في تقديم طلب لجوء.

وقال المجلس في 8 تموز/يوليو إنّ "أجهزة الشرطة عند الحدود كانت ملزمة بتسجيل هذا الطلب دون إمكانية رفض دخول" هذه المرأة.

وهذا الحكم الأول من نوعه منذ شرعت فرنسا في عمليات الرقابة الحدودية بين فنتيميليا ومونتون (فرنسا) في 2015.

لكنّه انتصار جزئي بالنسبة إلى صاحبة الشكوى، فمع الإقرار بالحق، طلب مجلس شورى الدولة تقديم طلب اللجوء مجدداً في إيطاليا.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

خفر السواحل التونسي ينقذ 37 مهاجراَ جزائرياً غير شرعيين

شاهد: طلاب في تورينو يطالبون بوقف التعاون بين الجامعات الإيطالية والإسرائيلية

مأساة تهز إيطاليا.. رضيع عمره سنة يلقى حتفه على يد كلبين بينما كان في حضن أسرته