كورونا يفاقم من صعوبة البحث عن فرصة عمل عند الخريجين الجدد

عملية البحث عن عمل باتت أصعب خلال تفشي فيروس كورونا
عملية البحث عن عمل باتت أصعب خلال تفشي فيروس كورونا Copyright Domenico Siciliani, Lucia Posteraro, Thomas Bartolini, Goretti Saborit
بقلم:  يورونيوز
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

لم يكن العام 2020 عاما سعيدا على الطلاب، فقد انشغل الطلاب بالدراسة، وألغيت حفلات التخرج في نهاية العام بسبب تفشي فيروس كورونا.

اعلان

لم يكن العام 2020 عاما سعيدا على الطلاب، فقد انشغل الطلاب بالدراسة، وألغيت حفلات التخرج في نهاية العام بسبب تفشي فيروس كورونا.

ومن الواضح أن الأوقات العسيرة لم تنته بعد بالنسبة للكثيرين من خريجي الجامعات، خاصة مع بدء عملية البحث عن أول وظيفة لهم، بسبب الأزمة الاقتصادية التي رافقت تفشي الوباء.

وقد يصح القول إن الشباب في الاتحاد الأوروبي هم الأكثر تضررا من الأزمة الاقتصادية، حيث يمثل مواطنوه الذين تتراوح أعمارهم بين 15 – 24 عاما نحو 40% ممن فقدوا وظائفهم، بحسب المكتب الأوروبي للإحصاء.

ويسعى الخريجون الجدد بدخول سوق العمل، في الوقت الذي اتخذت الشركات الأوروبية إجراءات عدة، لمواجهة الأزمة، كتجميد التوظيف أو اقتطاع الرواتب.

وقد تلقى الخريجون في بلدان جنوب الاتحاد، كإيطاليا واليونان، الضربة الأقوى، كون اقتصادات هذه الدول تعتمد بشكل كبير على السياحة.

وبحسب أحد مواقع التوظيف، فإن الوظائف الجديدة التي تعرض عادة على شبكة الإنترنت في إسبانيا وفرنسا على سبيل المثال قد انخفضت بمقدار النصف في مايو، مقارنة مع العام الماضي.

وقد التقى موقع يورونيوو، مع 5 خريجين، للتحدث معهم حول رحلة بحثهم عن وظيفة جديدة:

لوسيا بوستيرارو، إيطالية عمرها 22 عاما، تقيم في بريطانيا، قررت البحث عن وظيفة خارج هذا البلد، بعد أن تخرجت من جامعة غلاسكو، ونوهت إلى أنها تقدمت لأكثر من 90 وظيفة، في مجال السياسات الدولية خلال الأشهر الأربعة الماضية.

كما قررت أن تستريح لمدة عام قبل أن تبدأ دراستها في مرحلة الماجستير، للحصول على خبرة عملية من خلال فترات التدريب، ولكن، وبمجرد انتشار فيروس كورونا في أوروبا، صار من الواضح أن عملية التوظيف قد تطول.

ونوهت إلى أن بعض الشركات لم تطلع حتى على طلبات توظيفها، ما يجعل عملية البحث مرهقة، وقالت:"لا أجد تجاوبا مع طلبات التوظيف منذ بدء التفشي، الشركات تبدي اهتماما في البداية، ثم يتلاشى هذا الاهتمام".

وألمحت إلى أن إحدى الوظائف التي تقدمت لها، تقدم إليها أيضا نحو 900 شخصا آخر، وتقول:"أشعر أنني أخوض معركة مع بني جنسي"، بسبب ارتفاع المنافسة.

وما زاد من صعوبة عملية البحث، كونها إيطالية تعيش في بريطانيا، التي توشك على مغادرة الاتحاد، ما يفاقم من ضبابية الموقف حول مستقبلها في البلاد.

فعلى الرغم من حصولها على إقامة دائمة، إلا أنها قررت بدء البحث خارج إسكتلندا، في حال ساءت الأمور، مع المراحل الأخيرة من البريكست.

وبالرغم من النكسات، إلا أنها تؤكد أنها ما تزال شابة عنيدة، ولن تتوقف عن تقديم طلبات التوظيف.

توماس بارتوليني، وهو إيطالي يبلغ من العمر 28 عاما، قال إن إيجاد عمل في قطاع المحاماة شبه مستحيل حاليا، وبعد أن أنهى دراسته في أبريل الماضي، حاول إيجاد فرصة عمل في القسم القانوني في إحدى الشركات الخاصة، لكن دخول سوق العمل أمر مستحيل.

وبهذا قرر توماس دراسة الماجستير، رغم أن هذا لم يكن خياره الأول، وقال:"لم أعد أستطيع عدّ السير الذاتية التي أرسلتها، ولم أتلق على جواب سوى على خمس منها، لا توجد فرص عمل".

Thomas Bartolini
توماسThomas Bartolini

من يطرح فرص عمل على حد تعبير توماس، انتقائي جدا في اختياراته، وفوق كل هذا فإنهم يطلبون خبرات تفوق قدرة الخريجين الجدد.

ويرى أن الصعوبة لا تكمن فقط في إيجاد فرصة عمل، بل وحتى بفرصة تدريب، للحصول على خبرة.

اعلان

وبالرغم من الانكماش الاقتصادي بسبب فيروس كورونا، إلا أن بعض الصناعات تنمو، كقطاع التكنولوجيا، حيث تسعى كبرى الشركات لسد الفجوات الناجمة عن الفيروس.

دومينيكو سيسيلياني، وهو إيطالي مقيم في بولندا، خريج من قسم الكمبيوتر، تخرج في يونيو الماضي، وانتقل إلى بولندا ليكون مع خطيبته، وقال:"لا مشكلة لدي بإيجاد فرصة عمل، ولا حتى زملائي، نتلقى مكالمات لعروض وظيفية في إيطاليا".

Domenico Siciliani
دومينيكو شاب إيطالي يبحث عن فرصة عمل في بولنداDomenico Siciliani

لكن سيسيلياني قرر الانتقال إلى بولندا فور تخرجه، حيث توظف في بنك دولي، وقال:"لا أعتقد أن للوباء تأثير على قطاع المعلوماتية والحواسيب، بل على العكس، فالكثير من الشركات باتت بحاجة أكثر إلى دعم تقني، بسبب العمل عن بعد، في هذا القطاع فإن الأمور تتحسن".

غروتي سابورتي، شابة إسبانية عمرها 25 عاما، تعمل في محل لبيع المجوهرات، كفرصة لكسب العيش، إلى أن تحصل على وظيفة كمدرسة في حضانة أطفال، بعد أن أنهت دراستها الجامعية، وتعثر حصولها على فرصة عمل في مجالها.

وكانت سابورتي تأمل في الحصول على خبرة من خلال خطة حكومية تخول للخريجين الجدد بالعمل كمدرسين بدلاء، وهو ما سيتيح لهم الحصول على نقاط للحصول على وظيفة في القطاع العام فيما بعد.

اعلان

إلا أنها لم تجد لها منصبا  شاغرا ضمن هذه الخطة، لذا فهي تسعى جاهدة للحصول على فرصة امتحان قبول.

ونوهت إلى أن من لديه بعض المعارف في هذا المجال، فإن فرص إيجاده عملا أكبر وأسهر.

viber
Goretti Saborit
غوريتيGoretti Saborit
شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

شاهد: محطات حافلات متقدمة تكنولوجياً لمكافحة كوفيد-19 في كوريا الجنوبية

ذكريات طفلة يابانية عن هزيمة بلادها عام 1945

شاهد: متحف الأضواء في مدريد ... مساحة مبتكرة بتجارب غامرة