وأطلق برنامج الأغذية العالمي الجمعة نداء لجمع 24,6 مليون دولار بهدف "الاستجابة للحاجات الملحة للاجئين الذين وصلوا إلى السودان".
أعلنت وكالة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الجمعة نزوح حوالي 32 ألف إثيوبي إلى السودان هرباً من النزاع المسلح الدائر بين حكومة أديس أبابا والسلطات المحلية في إقليم تيغراي.
وأكدت الوكالة بدء استعداداتها لتلقي ما يصل إلى 200 ألف لاجئ آخر خلال الستة أشهر القادمة.
وقال أكسيل بيشوب، ممثل الوكالة في السودان: "لا أحد في هذه المرحلة يمكنه التنبؤ بأعداد اللاجئين الذين سيأتون (إلى السودان)".
ووصل عدد النازحين من تيغراي إلى المناطق الحدودية النائية في السودان إلى خمسة آلاف شخص يومياً في وقت يستمر فيه القتال بين الجيش الإثيوبي والقوات المحلية في الإقليم.
وقال حميد نورو، ممثل برنامج الغذاء العالمي في السودان: "ما هو واضح بالتأكيد أن القتال مستمر ومتقطع، ولا نعرف أبدا أين سيحدث. لذا فإن هذا الترقب وعدم المعرفة هو ما يسبب المزيد من الخوف ويجعل الناس يعبرون الآن. ''
وأشار نورو إلى أن بعض المقاتلين قد تخلوا عن أسلحتهم وانضموا للاجئين النازحين وهو ما يشكل خطورة على الوضع داخل السودان.
وطبقاً لعبد الله فضل، ممثل منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف" في السودان، فإن الأطفال تحت سن 18 عاماً يشكلون نحو 45% من اللاجئين.
وقالت تاهارستا ماهيا، إحدى النازحات في مخيم أم راكوبة في السودان، إنها "اضطرت للهرب ركضاً بصحبة طفلها تحت قصف القنابل".
وأضافت: "لم يكن لدينا طعام. كنا جوعى ولم يكن لدينا ملابس. رحّب الناس بنا هنا ومن رأونا قاموا بإلقاء الملابس علينا".
السودان الرازح تحت ثقل الأزمة وأزمة استقبال اللاجئين
وأصبح السودان الذي يعاني أصلاً من أزمة اقتصادية خطرة، بشكل مفاجئ يواجه تدفق اللاجئين من إثيوبيا. رغم فقرها، تسعى المناطق الواقعة في شرق البلاد والقريبة من الحدود، للمساعدة.
وأطلق برنامج الأغذية العالمي الجمعة نداء لجمع 24,6 مليون دولار بهدف "الاستجابة للحاجات الملحة للاجئين الذين وصلوا السودان".
ينام عدد كبير من اللاجئين على سجاد ممزّق أو حتى على الأرض في ملاجئ من طوب. أسقف هذه المساكن البائسة بدائية وأرضها موحلة ولا تفوق قدرة استيعابها عشرة أشخاص.
ويفتقر المكان بشدة إلى الحمامات والمياه للاغتسال ويقضي اللاجئون حاجاتهم في الحقول المجاورة.