توصلت دراسة مقارنة أجريت في العام 2018 من طرف مركز بيو للأبحاث أن فنلندا تضم أقوى المواقف المعادية للمسلمين من بين 15 دولة.
في خطوة هي الأولي من نوعها في أوروبا حيث تقوم العديد من الدول بسن تشريعات لمنع ارتداء أغطية الرأس أو الحجاب في الأماكن العمومية، يقوم اتحاد كرة القدم الفنلندي بتقديم الحجاب بين صفوف الجالية المسلمة في البلاد من أجل تشجيع الفتيات على خوض غمار تجربة كرة القدم من خلال منح "الحجاب الرياضي" المجاني لأي لاعب يريده.
لحد الآن وزع الاتحاد الفنلندي "العشرات" من أغطية الرأس أو الحجاب المصنوعة من قماش قابل للتمدد على اللاعبات الشباب، في خطوة تحمل "أهمية رمزية" وجعل هذه الرياضة أكثر سهولة بالنسبة للفتيات المسلمات.
هذا الشهر، سيظهر لاعبو المنتخب الفنلندي رجال لأول مرة في بطولة أوروبا، في حين أن المنتخب النسائي في البلاد قد وصل أيضًا إلى نهائيات كأس الأمم الأوروبية 2021 للمرة الأولى.
تقول هايدي بيلاجا رئيسة تطوير كرة القدم للسيدات والفتيات "إن الاتحاد وزع حتى الآن "العشرات" من أغطية الرأس أو الحجاب المصنوعة من قماش تقني قابل للتمدد. وتضيف بيلاجا "في فنلندا، من الصعب حقًا إشراك فتيات من أصول مهاجرة في أندية كرة القدم، لذلك أردنا أن نبدأ هذه المبادرة للترحيب بالجميع بغض النظر عن الدين وما إذا كنت تريد ارتداء الحجاب أم لا".
انتقادات محدودة
من جهته اعتبرت نصرو باهنان هولباد، البالغة من العمر 13 عاما خلال جلسة تدريبية في ناديها في جي إس VJS في العاصمة الفنلندية فانتا "أغطية الرأس ذات نوعية جيدة لأنها لا ترفرف بالقدر المعتاد ولا تحتاج إلى وضعها في القميص". وقالت زميلتها كاميلا نوح "من الأسهل الركض به".
توضح بيلاجا "أن القضايا الثقافية والتكلفة، وليس الحجاب نفسه، كانت في الغالب العقبات الرئيسية التي تعترض الفتيات والنساء من مجتمعات المهاجرين على ممارسة هذه الرياضة. ولهذا فأن عرض منح الحجاب له "أهمية رمزية" في جعل هذه الرياضة أكثر سهولة".
على الرغم من أن الاستجابة كانت "إيجابية حقًا" ، إلا أن المخطط تلقى أيضًا انتقادات "من أشخاص يقولون إنه يحط من قدر النساء أو يجلب الدين إلى اللعبة".
توصلت دراسة مقارنة أجريت في العام 2018 من طرف مركز بيو للأبحاث أن فنلندا تضم أقوى المواقف المعادية للمسلمين من بين 15 دولة، كما أنه من المتوقع أن يحقق حزب الفنلنديين اليميني المتطرف مكاسب قياسية في الانتخابات المحلية في البلاد في وقت لاحق من هذا الشهر.
وفي هذا الصدد تلفت بيلاجا ردا على الانتقادات "نحن ندعم حق كل امرأة في اختيار نفسها سواء كانت ترتدي وشاحا أم لا حيثما تردن استخدامه. نريد أن نظهر أنهن موضع ترحيب وأن الحجاب ليس عقبة".
تعزيز المساواة
على الرغم من أن إعلان الاتحاد الفنلندي قد أثار موجة من التعليقات السلبية على وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أن قضية الحجاب لم تصبح نقطة نقاش رئيسية في الدولة التي يبلغ عدد سكانها 5.5 مليون نسمة. وتعد الدولة من أكثر دول أوروبا تجانسًا وفقًا للإحصاءات الرسمية.
تبدو المشاعر المعادية للمهاجرين في فنلندا أقل وضوحًا في ساحة كرة القدم، حيث يضم المنتخب الوطني للرجال عددًا من اللاعبين من ذوي الأصول الأجنبية. ويتمتع معظهم بدعم شبه وطني كبير.
وفي خطوة أخرى لتعزيز المساواة بين الجنسين، أزال اتحاد كرة القدم الفنلندي في العام 2019 كلمة "نساء" من لقب أعلى قسم تنافسي نسائي، وأعاد تسميته "الدوري الوطني". كما أعلن الاتحاد عن تطبيق مبدأ المساواة في الأجور والمكافآت للاعبين من الرجال والنساء في المنتخب الوطني.