قلصت الأزمة الاقتصادية في لبنان أكثر من 90 بالمئة من قيمة العملة المحلية مقابل الدولار في السوق السوداء. ويواجه أكثر من نصف السكان حاليا الفقر.
أرسلت قطر عبر طائرة عسكرية أول شحنة مساعدات غذائية موجهة إلى الجيش اللبناني من قاعدة العديد الجوية، ضمن خطة لتزويد البلد المنهار اقتصاديا وسياسيا بـ 70 طنا من المساعدات شهريا لمدة عام. ويكافح اللبنانيون نقصًا وارتفاعًا حادا في أسعار السلع الأساسية فيما يصف البنك الدولي الوضع في لبنان بأنه إحدى أسوأ الأزمات الاقتصادية في العالم منذ خمسينيات القرن الـ 19.
والأربعاء، أعلنت سفارة فرنسا في بيروت أن المبعوثين الفرنسي والأمريكي إلى لبنان سيزوران السعودية، في خطوة غير معتادة لإخراج لبنان من أزمة سياسية واقتصادية مستعرة، وسط ضغوط دولية.
وطالبت القوى العالمية بتشكيل حكومة جديدة قبل تقديم أي مساعدة مالية للدولة التي تعاني من ضائقة مالية، لكن لمدة 11 شهرا فشل السياسيون اللبنانيون في الاتفاق على تشكيلة حكومية.
وقالت السفارة "سيشرح السفير الفرنسي ضرورة قيام المسؤولين اللبنانيين بتشكيل حكومة ذات مصداقية وفعالة للعمل على تنفيذ الإصلاحات الضرورية". وأضافت أن المبعوثة الفرنسية "ستعرب مع نظيرتها الأمريكية عن رغبة فرنسا والولايات المتحدة في الضغط على المسؤولين عن استمرار الأزمة".
في الشهر الماضي، حث كبار الدبلوماسيين من الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة العربية السعودية قادة لبنان المتناحرين على العمل معًا. كما عقد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين اجتماعا مع نظيريه السعودي والفرنسي في إيطاليا على هامش محادثات مجموعة العشرين للاقتصادات الكبرى.
وكتب بلينكين على تويتر، ناقشا "حاجة القادة السياسيين في لبنان لإظهار قيادة حقيقية من خلال تنفيذ الإصلاحات المتأخرة لتحقيق الاستقرار في الاقتصاد وتزويد اللبنانيين بالراحة التي هم في أمس الحاجة إليها".
ظلت المملكة العربية السعودية بعيدة إلى حد كبير عن الأزمة السياسية اللبنانية التي يمر بها لبنان على عكس الألزمات السابقة.
قلصت الأزمة الاقتصادية في لبنان أكثر من 90 بالمئة من قيمة العملة المحلية مقابل الدولار في السوق السوداء. ويواجه أكثر من نصف السكان حاليا الفقر.
دياب يحث المانحين على "إنقاذ" البلد
حث رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبناني حسان دياب الثلاثاء، المانحين على "إنقاذ" البلاد، على الرغم من عدم وجود حكومة رسمية. وحذر دياب من أن لبنان "على بعد أيام فقط من انفجار اجتماعي"، وحث المجتمع الدولي على "المساعدة في إنقاذ اللبنانيين من الموت ومنع زوال لبنان".
كما طلب دياب من المانحين الأجانب الإفراج عن المساعدات المالية على الرغم من فشل الدولة متعددة الطوائف في تشكيل حكومة جديدة منذ ما يقارب من 11 شهرًا.
وقال دياب في اجتماع في بيروت مع مبعوثين أجانب "ربط المساعدات للبنان بتشكيل الحكومة بدأ يهدد حياة اللبنانيين"، معتبرا أن حجب الأموال "لا يؤثر على الفاسدين، بل على اللبنانيين الذين يدفعون ثمنا باهظا. أنقذوا لبنان قبل فوات الأوان".
تنحى دياب من منصب رئيس الوزراء بعد انفجار ميناء بيروت في 4 أغسطس/ آب الماضي ولكنه استمر في منصبه بشكل مؤقت لتصريف الأعمال ريثما يتم تشكيل حكومة جديدة.