تسعى مولدافيا حاليا للاستفادة من قطاع انتاج النبيذ في سبيل تنمية السياحة الضعيفة: 174 ألف زائر أمضوا فيها ليلة واحدة على الأقل عام 2018، حسب منظمة السياحة العالمية.
تعرَف مولدوفا، الجمهورية السوفياتية سابقاً والواقعة بين أوكرانيا ورومانيا، بإنتاج النبيذ ولكن أيضاً بنطاق الفقر الواسع وب"نزاع مجمّد" مع الانفصاليين في ترانسدنيستري.
بين روسيا وأوروبا
كان الرئيس السابق ايغور دودون يأمل بتمتين الأواصر مع موسكو. غير أنّ مايا ساندو التي خلفته في المنصب نهاية العام الماضي، ترغب من جهتها في إرساء تقارب مع الاتحاد الأوروبي الذي يجمعه بكيشيناو اتفاق شراكة.
هذا التناقض يعكس التاريخ الشائك للدولة الصغيرة: كانت جزءا من السلطنة العثمانية لوقت طويل، ثم دخلتها روسيا قبل ضمّها إلى رومانيا في مرحلة سبقت تحوّلها عام 1940 إلى جمهورية مولدافيا الاشتراكية السوفياتية. حازت على استقلالها عند تفكك الاتحاد السوفياتي في 1991.
اللغة الرومانية لغة رسمية رغم انتشار الروسية على نطاق واسع، فيما تواجه لغة أقلية غاغواز الناطقة بالتركية خطر الزوال.
من أفقر دول أوروبا
غالبا ما تنعت مولدوفا بأنّها واحدة من أفقر دول أوروبا إلى جانب أوكرانيا.
تشير أرقام البنك الدولي لعام 2020 إلى بلوغ الناتج المحلي للفرد 4,550 دولارا اميركيا سنويا، ما يناهز الثلث في رومانيا ويقلّ بثماني مرات عن فرنسا.
تفتقر هذه الدولة إلى موارد طبيعية وتعتمد كثيراً على جاليتها. لكنّ تدفق مئات آلاف من المولدوفيين إلى الخارج، بين روسيا والاتحاد الاوروبي، أثار نزيفاً لليد العاملة رغم التحويلات المالية التي يوفّرونها.
نبيذ وقليل من السياحة
يعدّ المناخ المشمس في مولدافيا لأكثر من 300 يوم في العام، مثاليا لزراعة الكروم، ما يرفع دور قطاع انتاج النبيذ في الاقتصاد الوطني.
تمتد الكروم على 110 آلاف هكتار، جاعلة من مولدوفا واحدة من بين أكبر 20 دولة منتجة للنبيذ في العالم. ويصدّر غالبية الانتاج إلى الخارج.
وغالبا ما تحظر روسيا استيراد النبيذ المولدوفي إلى أراضيها مع ارتفاع منسوب التوتر في العلاقات الثنائية.
تسعى مولدوفا حاليا للاستفادة من قطاع انتاج النبيذ في سبيل تنمية السياحة الضعيفة: 174 ألف زائر أمضوا فيها ليلة واحدة على الأقل عام 2018، حسب منظمة السياحة العالمية.
منطقة انفصالية
تمتد ترانسدنيستري على مسافة بالكاد يبلغ طولها مئتي كيلومتر وباتساع نادرا ما يتخطى عشرين كيلومترا. غير أنّ هذه الجمهورية الانفصالية تتمتع بعملتها الخاصة وبحكومة وتصدر طوابع بريدية.
انشقت المنطقة الناطقة بالروسية مع استقلال مولدوفا بعد أعمال قتالية أسفرت عن نحو ألف قتيل عام 1992. لم تحظ أبداً باعتراف دولي ولكنّها تعوّل على مساعدات روسيا التي تنشر عسكريين هناك وتجمّد النزاع مع كيشيناو.
وسبق للرئيسة مايا ساندو أن اقترحت استبدال القوات الروسية بمراقبين من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، ولكن موسكو رافضة.
الرسام هيرجيه و"تان تان"
قد تلهم مولدوفا فنانين لكونها واحدة من أكثر الدول غير المعروفة في أوروبا. فالرسام البلجيكي هيرجيه استخدم مولدوفا كنموذج ل"سيلدافيا"، مملكة صغيرة متخيلة يزورها "تان تان" في مغامراته.
بعد عقود قليلة، نشرت مجموعة من الكتاب الاستراليين دليلاً سياحياً لبلد متخيل اسمه "مولفانيا"، مستوحى بشكل كبير من قوالب نمطية للغربيين حول دول شرق أوروبا.