هبة تضامنية لضحايا الحرائق من داخل وخارج الجزائر وسط أجواء الحداد على أرواح الضحايا

حريق غابة بالقرب من قرية أربعاء ناث إراثن في تيزي وزو، الجزائر، الأربعاء 11 أغسطس / آب 2021
حريق غابة بالقرب من قرية أربعاء ناث إراثن في تيزي وزو، الجزائر، الأربعاء 11 أغسطس / آب 2021 Copyright AP Photo/Fateh Guidoum
Copyright AP Photo/Fateh Guidoum
بقلم:  يورونيوز
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

استأجرأت الجزائر طائرتي إطفاء من الاتحاد الأوروبي استخدمتا مؤخرا لمكافحة الحرائق في اليونان. كما أعلنت فرنسا عن وصول طائرتي إطفاء من طراز كندير إلى البلاد.

اعلان

اندلعت مرة أخرى حرائق في شمال الجزائر الخميس فيما أقامت البلاد حدادا وطنيا على عشرات القتلى جراء اندلاع حرائق الغابات الأخيرة التي اجتاحت البحر الأبيض المتوسط.

ووقعت الدولة الواقعة في شمال إفريقيا في قبضة حرائق مدمرة منذ يوم الاثنين وأودت بحياة 69 شخصًا على الأقل (41 مدنياً و 28 جنديًا).

انضم جنود ومتطوعون مدنيون إلى رجال الإطفاء على جبهات متعددة في محاولة لإطفاء الحرائق التي اشتعلت بسبب الرياح والجفاف الشديد.

في مدينة تيزي وزو، المنطقة التي شهدت أعلى عدد من الضحايا، أفاد صحفي في وكالة فرانس برس أن قطاعات كاملة من الغابات تصاعد منها الدخان.

وبدأ القرويون الذين أجبروا على إخلاء بيوتهم هربًا من ألسنة اللهب في العودة إليها، حيث وجدوها غارقة في دمار شامل.

وقال أحدهم لوكالة فرانس برس "لم يبقَ لديّ شيء. دمّرت ورشتي وسيارتي وشقتي، و حتى البلاط دُمر".

لكنه قال إنه "تمكن من إنقاذ أسرته"، في حين أن "الجيران ماتوا أو فقدوا أقاربهم".

هبّات تضامن لا نظير لها

ورُفعت الأعلام، بعد إعلان الرئيس عبد المجيد تبون الحداد الوطني ثلاثة أيام ابتداء من الخميس.

تقول السلطات الجزائرية إنها تشتبه في حريق واسع النطاق بعد اندلاع العديد من الحرائق في مثل هذه الفترة الزمنية القصيرة.

في اليوم الرابع من حرائق الغابات، تتواصل الجهود للتغلب على الحرائق في العديد من المناطق حيث انضم إلى القتال مدنيون وجنود في كثير من الأحيان.

انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي صور القرويين المحاصرين والماشية المذعورة وسفوح التلال التي تحولت إلى رماد.

كما استأجرأت الجزائر طائرتي إطفاء من الاتحاد الأوروبي استخدمتا مؤخرا لمكافحة الحرائق في اليونان.

كما أعلنت فرنسا عن وصول طائرتي إطفاء من طراز كندير إلى الجزائر.

وكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على تويتر يوم الخميس "ستساعد جهود الإنقاذ في مواجهة الحرائق الرهيبة التي تواجهها الجزائر منذ عدة أيام".

كما عرض المغرب ، الذي لطالما توترت العلاقات معه بشأن الصحراء الغربية ، تقديم المساعدة من خلال توفير طائرتين.

في مواجهة حجم الكارثة ، تتكاثر طلبات المساعدة في الجزائر وخارجها.

وقال موقع (TSA) الإخباري الجزائري على الإنترنت "يتحرك الأفراد والجمعيات من خلال تنظيم جمع التبرعات والملابس والمواد الغذائية والأدوية ووسائل النظافة" واصفا إياها بـ "موجة التضامن".

موجة حر

غذّت الرياح العاتية الانتشار السريع للنيران في ظروف الجفاف الشديد التي أحدثتها موجة الحر عبر شمال إفريقيا والبحر الأبيض المتوسط.

اعلان

وأثارت السلطات احتمال السلوك الإجرامي.

وتم حتى الآن اعتقال أربعة مشتبه بهم من "منفذي الحرق العمد" لكن لم يتم الكشف عن هوياتهم أو دوافعهم المشبوهة.

وزار قائد القوات المسلحة سعيد شنقريحة جنودا في تيزي وزو وبجاية ، وهي مدينة أخرى تضررت بشدة. كما زار رئيس الوزراء أيمن بن عبد الرحمن تيزي وزو.

مساعدات من طرف المغتربين

في مواجهة الكارثة الصحية وحرائق الغابات، تحرك الجزائريون في فرنسا لتنظيم جمع وتسليم المساعدات الطارئة من خلال تعبئة واسعة لجهود المجتمع المدني.

قالت سعاد معلمة المدرسة التي جلبت الخميس عددًا كبيرًا من العلب إلى مسجد أرجنتوي القريب من باريس حيث تنشط أربع جمعيات "أحضرت 56 علبة من الأقنعة الجراحية و20 علبة بيافين ومثلها من البيتادين ونحو 50 علبة من الدوليبران ونحو 50 عبوة فينتولين ومثلها من الغافيسكون".

اعلان

في مستودع المسجد تكدست مئات الصناديق والعلب بانتظار شحنها إلى الجزائر.

وحجم تضامن المغتربين الجزائريين هذا الذي تم تناقله على نحو واسع على شبكات التواصل الاجتماعي لم يسبق له مثيل منذ الزلزال الكبير الذي ضرب العاصمة الجزائر عام 2003، وفق الجمعيات.

ويقول سمير اليحياوي، أحد رموز المجتمع المدني الجزائري، إن "النظام لم يكن لديه خطة، لقد تأخر في التحرك والمجتمع المدني هو الذي بادر ونظم نفسه في الجزائر أولاً ثم مع الشتات عبر شبكة من الجمعيات الشريكة".

وفي غضون أسابيع قليلة، وصل ما جمعته مبادرة مروان مسيخر الطبيب المتدرب الشاب في أمراض الرئة في مستشفى جامعة تولوز عبر الإنترنت لإرسال لوازم العلاج بالأكسجين على نحو عاجل إلى أكثر من 620 ألف يورو.

viber

وتحت اسم جمعية "الأمل الطبي" التي أسسها الطبيب الشاب لدعم وتدريب زملائه في الجزائر، سهلت السلطات الجزائرية في فرنسا نقل المعدات وقبلت بتوزيعها مباشرة على الجمعيات الشريكة داخل البلاد.

اعلان

المصادر الإضافية • أ ف ب

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

تشكيل حكومة جديدة في الجزائر أبقت على أبرز وجوه سابقتها

شاهد: سباق مع الزمن لإخماد عشرات الحرائق في عدة غابات بالجزائر

شاهد: قرية آيت أوصلاح تشيع ضحايا حرائق مدينة بجاية الجزائرية إلى مثواهم الأخير