هل يجبر شي جين بينغ رجال الأعمال والأثرياء في الصين على مضاعفة تبرعاتهم من أجل الدخول تحت جناح السلطة؟
هل على رجال الأعمال والأثرياء في الصين مضاعفة تبرعاتهم من أجل الدخول تحت جناح السلطة؟
يعيش مليارديرات الصين زمناً سيئاً، منذ إلغاء الاكتتاب العام الأولي لشركة علي بابا، الذي كان يعد أحد أكبر الاكتتابات في التاريخ لو تمّ إجراؤه، بحسب ما تقوله بلومبرغ الأميركية.
وواصلت الحكومة تشديد الخناق على القطاع الخاص، من خلال فرض الغرامات ووضع قوانين مكافحة الاحتكار والإشراف على استخدام الخوارزميات وتقليل أوقات اللعب على الإنترنت بالنسبة للقصّر، لتضع بذلك بكين ما تشاء تحت قبضتها، خاصة شركات التكنولوجيا، التي تعتبر قوية للغاية و"لا تتوافق بشكل كافٍ مع مصالح الأمة".
بالإضافة إلى هذه التنظيمات الجديدة، وضع شي جين بينغ مؤخراً في مقدمة أولوياته مفهوم "الرخاء المشترك"، وهي صيغة أخرى لتحديد إعادة توزيع الثروة والتي تعد جزءًا من عودة قوية إلى الأساسيات الشيوعية.
ولا تعتبر شركات التكنولوجيا الوحيدة المستهدفة من قِبل الحكومة، بل كذلك أرباب الأعمال، فاحشو الثراء.
المزيد من المال..الكثير من المشاكل
إذا كان الرئيس الصيني قد قبِل خلال فترة حكمه بالانفتاح الاقتصادي وبأن البلاد سمحت لبعض المواطنين كي يصبحوا أغنياء مقارنة بآخرين، فإنه يؤكد أن الوقت قد حان الآن لـ"تنظيم المداخيل المرتفعة بشكل مفرط وتشجيع الفئات ذات الدخل المرتفع على العودة أكثر إلى حضن المجتمع".
لم يستغرق الأمر وقتًا طويلاً حتى سقط الأثرياء الصينيون فجأة في حُمّى الأعمال الخيرية، وهكذا وعدت شركة تينسنت التكنولوجية بمبلغ 6.53 مليار يورو لتغذية "برنامج الرخاء المشترك".
في غضون ذلك، أعلن تشين لي، مدير الشركة التقنية بينديوديو (Pinduoduo)، أنه سيخصص 1.27 مليار يورو لتحديث الزراعة وتنشيط المناطق الريفية. أما بالنسبة لجامعات البلاد، فتشهد أيضًا تدفقًا لثروات ملموسة.
وفقًا لبلومبرغ، فإن تبرعات المليارديرات الصينيين في عام 2021 أعلى بالفعل بنسبة 20٪ من تبرعات العام الماضي.
وقال مسؤول تنفيذي في مؤسسة خيرية لصحيفة فاينانشيال تايمز: "الشيء الأكثر إثارة للخوف بالنسبة لهم هو أنهم لا يعرفون مقدار الأموال التي تعتبر كافية"، وأضاف قائلا: "أكبر ما يمكنهم فعله هو النظر إلى مقدار ما قدمه أقرانهم ومحاولة تقديم الشيء نفسه ".