إقلاع أول طائرة إجلاء مدنية من كابول منذ استكمال انسحاب القوات الأمريكية وواشنطن ترحب بمرونة طالبان

طائرة تابعة للخطوط الجوية القطرية تقلع من مطار كابول في 9 سبتمبر 2021.
طائرة تابعة للخطوط الجوية القطرية تقلع من مطار كابول في 9 سبتمبر 2021. Copyright أ ف ب
Copyright أ ف ب
بقلم:  يورونيوز
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

في الأيام التي أعقبت سيطرة طالبان على كابول، بات المطار رمزا لمشاهد اليأس بين الأفغان الخائفين من عودة الحركة المتشددة إلى السلطة.

اعلان

أقلعت طائرة تقل 200 راكب من بينهم أمريكيون من مطار كابول الخميس، في أول رحلة إجلاء لرعايا أجانب من العاصمة الأفغانية منذ استكمال انسحاب القوات الأمريكية في 30 آب/أغسطس الماضي. وتأتي الرحلة المتوجهة إلى الدوحة في وقت رسخت طالبان نفوذها على أفغانستان، بعد أقل من شهر على دخول الحركة كابول وإطاحتها الرئيس السابق أشرف غني.

بعد ظهر الخميس أقلت طائرة تابعة للخطوط الجوية القطرية وعلى متنها 200 شخص من مطار كابول، في أول رحلة من نوعها منذ عملية الإجلاء الضخمة والتي اتسمت بالفوضى، لأكثر من 120 ألف شخص مع استكمال الانسحاب الأمريكي. ووصل العشرات من بينهم مواطنون أمريكيون إلى الدوحة آتين من مطار كابول الخميس.

وفي أول رد فعل، أشادت الولايات المتحدة الخميس بـ"تعاون" حركة طالبان و"مرونتها" وذلك بعيد وصول عشرات بينهم أمريكيون إلى الدوحة وافدين من مطار كابول. وأعلن البيت الأبيض في بيان أن "طالبان أبدوا تعاونا بإتاحتهم مغادرة مواطنين أميركيين وحاملي تأشيرات إقامة دائمة" إلى الولايات المتحدة. وتابعت الرئاسة الأمريكية "لقد أبدوا مرونة ومهنية في التواصل الذي تم معهم على هذا الصعيد" واصفة الأمر بأنه "خطوة أولى إيجابية".

وفي كابول قال أحد الركاب ويحمل الجنسيتين الأفغانية والأمريكية قبيل صعوده الطائرة مع عائلته، إن وزارة الخارجية الأمريكية اتصلت به صباحا وطلبت منه التوجه إلى المطار.

وأوضح هذا الوالد الذي طلب عدم الكشف عن اسمه لوكالة فرانس برس "تواصلنا مع وزارة الخارجية، واتصلت بها هذا الصباح وطلبت منها التوجه إلى المطار"

في الأيام التي أعقبت سيطرة طالبان على كابول، بات المطار رمزا لمشاهد اليأس بين الأفغان الخائفين من عودة الحركة المتشددة إلى السلطة. وكان الالاف يحتشدون حول بواباته يوميا، بل أن البعض تشبثوا بطائرات فيما كانت تقلع.

ولقي أكثر من مئة شخص حتفهم، من بينهم 13 جنديا أمريكيا، في هجوم انتحاري في 26 آب/أغسطس قرب المطار، أعلن الفرع المحلي لتنظيم الدولة الإسلامية المسؤولية عنه.

مع الحقائب

أظهرت لقطات مصورة مجموعات من المسافرين من بينهم نساء وأطفال وكبار في السن ينتظرون وإلى جانبهم حقائبهم على المقاعد في بوابات مطار العاصمة الأفغانية. ولم تتضح بعد ما إذا كانت أي دولة أخرى عدا عن قطر، لعبت دورا في تنظيم عملية الإجلاء.

واضطلعت قطر بدور الوسيط الرئيسي بين طالبان والمجتمع الدولي في السنوات القليلة الماضية، ونقلت العديد من الدول ومن بينها الولايات المتحدة سفاراتها من كابول إلى الدوحة في أعقاب استيلاء طالبان على كابول.

وقال أحد الركاب للقناة موضحا أنه من الجنسية الكندية "نحن نقدر جدا القطريين".

بعيدا عن المطار، شوهد تواجد أكبر لطالبان في شوارع كابول الخميس. وكان مقاتلون مسلحون، من بينهم عناصر من القوات الخاصة بلباس عسكري، يقفون عند زوايا الشوارع ويشرفون على حواجز، وفق صحافيين من وكالة فرانس برس.

حظر التظاهر

في مطار كابول، قال المبعوث الخاص لوزير الخارجية القطري مطلق القحطاني لقناة "الجزيرة" إنّ "اليوم هو يوم تاريخي لهذا المطار"، مضيفا ان "إعادة فتح المطار للرحلات الدولية (...) قد يكون بشكل تدريجي".

وفر معظم الأفغان الذين تم إجلاؤهم في الفترة السابقة، خشية انتقام طالبان منهم لعملهم مع قوات أجنبية خلال الغزو بقيادة الولايات المتحدة والذي استمر 20 عاما.

وأكدت الولايات المتحدة مرارا تعهدها السعي لإجلاء المواطنين الأمريكيين المتبقين في أفغانستان بعد انتهاء عملية الإجلاء الشهر الماضي.

في وقت سابق الخميس أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي أن قرابة 100 أمريكي فقط لا يزالون في أفغانستان.

وصرحت لمحطة إم إس إن بي سي "حاليا هناك 100 تقريبا، ونبذل المساعي للوصول إلى المواطنين الأمريكيين الراغبين في المغادرة، وكذلك إلى مقيمين دائمين وشركاء رئيسيين آخرين".

وكانت طالبان قد أعلنت أنها لن تمنع الراغبين في المغادرة من السفر، علما بأنها حضت الأفغان أصحاب الكفاءات مثل الأطباء والمهندسين على البقاء.

وتعهدت طالبان بحكم أكثر اعتدلا مقارنة بحكمها القمعي السابق بين 1996 و2001. غير أنها أبدت مؤشرات واضحة على عدم تساهلها مع المعارضة.

اعلان

في وقت سابق هذا الأسبوع فرق عناصر مسلحون من طالبان مئات المتظاهرين في مدن في مختلف أنحاء أفغانستان، ومن بينها كابول وفيض أباد في شمال شرق البلاد، وفي هرات غربا، حيث قتل شخصان في إطلاق نار.

في ساعة متأخرة الأربعاء، بادرت طالبان إلى وأد أي اضطرابات مدنية أخرى، وأعلنت أن التظاهر بحاجة إلى أذن مسبق من وزارة العدل مضيفة أنه "في الوقت الحالي" لا يُسمح بأي تظاهرة.

وقال منظم إحدى التظاهرات لوكالة فرانس برس الخميس إن التجمعات في كابول ألغيت في أعقاب الحظر الذي أعلن ليلا.

وعود بحكومة شاملة

بدأت حكومة موقتة شكلتها طالبان من موالين للحركة فقط، العمل رسميا هذا الأسبوع مع تعيين متشددين معروفين في جميع المراكز الرئيسية ودون مشاركة للنساء فيها، رغم وعود سابقة بإدارة تشمل جميع الأفغان.

واسندت جميع الحقائب المهمة إلى قياديين بارزين في الحركة خصوصا من شبكة حقاني، أكثر فصائل طالبان شراسة، والمعروفة بشن هجمات مدمرة.

اعلان

وأعيد تفعيل وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

viber

وحتى مع ترسيخ طالبان نفوذها فإنها تواجه مهمة ضخمة بتوليها مقاليد الحكم في أفغانستان التي ترزح تحت صعوبات اقتصادية وتحديات أمنية، من بينها ذلك الذي يطرحه الفرع المحلي من تنظيم الدولة الإسلامية.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

استقالة قيادة حزب العدالة والتنمية الإسلامي بعد خسارتها في الانتخابات بالمغرب

بعد عشرين عاما على اعتداءات 11 أيلول/سبتمبر...هل خلعت السعودية عباءة التشدد؟

فيضانات في أفغانستان تخلف عشرات القتلى والجرحى وتسفر عن دمار واسع النطاق