انتشر في تويتر خبر مفاده أن اللقاحات المضادة لكوفيد-19 كانت سبباً محتملاً وراء 25 ألف حالة وفاة في الاتحاد الأوروبي. نتحدث هنا عن اللقاحات التي وافقت عليها وكالة الأدوية الأوروبية وهي فايزر/بيونتك، موديرنا، أسترازينيكا وأخيراً يانسن. هل هذا صحيح؟
انتشر في تويتر خبر مفاده أن اللقاحات المضادة لكوفيد-19 كانت سبباً محتملاً وراء 25 ألف حالة وفاة في الاتحاد الأوروبي. نتحدث هنا عن اللقاحات التي وافقت عليها وكالة الأدوية الأوروبية وهي فايزر/بيونتك، موديرنا، أسترازينيكا وأخيراً يانسن.
ويعتمد أصحاب هذه المقولة على أرقام تنشرها منصة أوروبية اسمها "أودرافيجيلانس" (Eudravigilance) وهي تابعة لوكالة الأدوية الأوروبية وتعنى بنشر "الأحداث" التي قد تكون على صلة باستهلاك الأدوية.
هل هناك رابط حقاً بين اللقاحات والوفيات؟
يذكّر جان-لوك كراكوفسكي، مدير معهد مركز طبي لمراقبة القطاع الصيدلي في فرنسا، بأن الأرقام المنشورة عن "الحالات الطبية" صحيحة لأنها مستقاة من مصادر رسمية. ويضيف أن المرضى، أو أطباءهم، بلّغوا عنها بعد حصولهم على جرعة من اللقاحات.
ولكن كراكوفسكي يوضح أن تلك "الحالات المرضية" تمثل نوعاً من الإخبار (الإشعار) فقط، وهي لا تجزم أبداً أن المريض أصيب بمرض ما، أو بوعكة صحية لأنه حُقن بلقاح مضاد لكوفيد-19. ويؤكد كراكوفسكي أن المرض قد لا يكون مرتبطاً باللقاح بأي شكل.
والأمر نفسه ينطبق على حالات الوفاة بالنسبة لكراكوفسكي.
في السياق، إن عدد الوفيات المسجلة في منصة "أودرافيجيلانس" بحسب ماتيو موليمار، أستاذ علم الأدوية في مستشفى بوردو الفرنسية، لا تشير إلى أي دليل على ارتباطها باللقاحات.
ويضيف موليمار أنه "يمكن النقاش في بعض الحالات" حيث كان متلقو اللقاح من العجائز الذين يعانون من مشاكل صحية أساساً وارتفعت حرارتهم بعد اللقاح أو كانت ردود فعلهم عليه سيئة"، مؤكداً أنه من "الخطأ" القول إن 25000 شخص فقدوا حياتهم بسبب اللقاحات.
ويشير كراكوفسكي إلى أن وكالة الأدوية الأوروبية تعمل على دراسات تقارن "العوارض المرضية" بين مجتمعيْن، أحدهما أخذ اللقاحات المضادة لكوفيد-19، وآخر لا، ويضيف أن هذه الدراسات هي السبيل الأفضل لاستخلاص العبر.
وينوه كراكوفسي إلى أنه لا سبيل آخر لدراسة الأمر، فحتى التشريح في بعض الحالات لا يمكن أن يبت في سبب تعرّض رجل توفي لسكتة قلبية، وعلاقة اللقاح بهذه السكتة.