تعرف على آخر يهودي أفغاني قرر مغادرة كابل إلى الدولة العبرية
يتجه زبولون سيمينتوف، المعروف بكونه آخر يهودي في كابل قبل سيطرة طالبان، إلى إسرائيل بعد موافقته على تطليق زوجته المنفصلة عنه في مكالمة هاتفية، وهو شرط مسبق لدخوله إسرائيل.
وزبولون سيمينتوف، الذي فر من أفغانستان الشهر الماضي، وصل يوم الأحد إلى تركيا، محطته النهائية قبل السفر إلى إسرائيل. واستمرت رحلته لأسابيع، تضمنت هروبه من وطنه بالإضافة إلى إجراء طلاق عبر الفيديو، يهدف إلى ضمان عدم تعرضه لمشاكل مع السلطات الإسرائيلية.
وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إنها ليست على علم بطلب قدومه، وإنه قد يتأخر، بسبب القيود المفروضة جراء تفشي فيروس كورونا، التي تقيد الدخول إلى إسرائيل.
أين عاش سيمينتوف؟
عاش سيمينتوف في كنيس يهودي شبه منهار في كابل، وكان يصلي وفق الشريعة اليهودية، وعانى عقودًا من الحرب، حيث تضاءل عدد أفراد الجالية اليهودية في البلاد على مر الزمن. لكن يبدو أن استيلاء طالبان على السلطة في أغسطس كان القشة الأخيرة التي قسمت ظهره.
قال موتي كاهانا، رجل الأعمال الإسرائيلي الأمريكي الذي يدير شركة خاصة نظمت عملية الإجلاء، لوكالة أسوشييتد برس الشهر الماضي، إن سيمينتوف لم يكن قلقًا بشأن طالبان لأنه عاش تحت حكمهم من قبل.،لكنه قال قال إن تهديدات تنظيم داعش هي الأكثر تطرفا، والضغط من الجيران الذين تم إنقاذهم معه ساعدا في إقناعه بالمغادرة.
يهود أفغانستان
تشير المخطوطات العبرية التي عثر عليها في الكهوف في شمال أفغانستان إلى وجود مجتمع يهودي هناك منذ 1000 عام على الأقل. ففي أواخر القرن التاسع عشر، كانت أفغانستان موطنًا لحوالي 40.000 يهودي، العديد منهم من اليهود الفارسيين، الذين فروا من إيران المجاورة بسبب إجبارهم على ترك ديانتهم.
وفي مقابلة مع وكالة أسوشيتيد برس في عام 2009، قال سيمينتوف إن آخر عائلات يهودية غادرت بعد الغزو السوفيتي عام 1979. ولعدة سنوات، شارك في بناء الكنيس مع اليهودي الآخر الوحيد في البلاد، إسحاق ليفي، لكنهما تنازعا وانفصلا خلال حكم طالبان السابق من عام 1996 إلى عام 2001.
وفي وقت من الأوقات، اتهم ليفي سيمينتوف بالسرقة والتجسس، ورد سيمينتوف باتهامه بتأجير غرف للعاهرات، وهو ادعاء نفاه ليفي، حسبما أفادت صحيفة نيويورك تايمز في عام 2002، ثم اعتقلت طالبان الرجلين وضربتهما، وصادرت الكنيس اليهودي. وعندما توفي زميله البالغ من العمر 80 عامًا عام 2005 في منزله، قال سيمينتوف إنه سعيد بالتخلص منه.
ولد سيمينتوف في مدينة هرات الغربية عام 1959، وأصر دائمًا على أن أفغانستان هي وطنه. أما حركة طالبان، فهي مثل الجماعات الإسلامية المسلحة الأخرى، معادية لإسرائيل، لكنها تسامحت مع الجالية اليهودية الضئيلة في البلاد خلال فترة حكمها السابقة.