يوفر فوز يونغكين للجمهوريين استراتيجية في مسعاهم لتحقيق الغالبية مجددا في الكونغرس، حيث يحظى الديموقراطيون راهنا بغالبية ضيقة، من خلال انتخابات منتصف الولاية في تشرين الثاني/نوفمبر 2022.
فاز المرشّح الجمهوري غلين يونغكين الأربعاء في الانتخابات التي أُجريت لاختيار حاكم لولاية فرجينيا، وفق تقديرات محطّات التلفزة الأميركيّة، في اقتراع اعتبر اختبارا للديموقراطيّين وللرئيس جو بايدن.
وأظهر فرز أكثر من 95 في المئة من الأصوات، تقدُّم يونغكين (54 عاما) والذي لا خبرة سياسية له بـ2.7 نقطة، على الديمقراطي تيري ماكوليف البالغ 64 عاما، الحاكم السابق لهذه الولاية الواقعة في شرق الولايات المتحدة (2014-2018).
وقال يوغنكين أمام مناصريه خلال الليل: "لقد فزنا، إنها لحظة حاسمة ستغير مسار فرجينيا" بعد سيطرة الديمقراطيين عليها مدة ثماني سنوات. وحقق غلين يونغكين الذي استقطب أصوات ناخبي الأرياف الذين يصوتون للمحافظين تقليدا، نتائج جيدة أيضا في معاقل ديموقراطية في شمال الولاية.
وحتى النهاية تمسك الديمقراطيون بأمل الفوز، وقال تيري ماكوليف مساء الثلاثاء: "سنستمر في احتساب بطاقات الاقتراع لأن كل أبناء فيرجينيا يستحقون أن يحتسب صوتهم".
وأكد ماكلويف المخضرم في السياسة، والذي تلقى دعم أبرز شخصيات الحزب الديمقراطي خلال الحملة قائلا: "المعركة مستمرة". وقال جو بايدن من غلاسكو حيث يشارك في مؤتمر المناخ (كوب 26) قبل إغلاق مراكز الاقتراع: "سنفوز رغم النتائج المتقاربة". وكان هذا الاقتراع يعتبر مقياسا للدعم الذي تحظى به سياسات الرئيس الأميركي، رغم أنه رفض تقديم الأمور على هذا النحو.
ظل ترامب
وتراجعت شعبية بايدن منذ الانسحاب الفوضوي للقوات الأميركية من أفغانستان، فيما خطتاه الكبيرتان للاستثمار في البنى التحتية والمجال الاجتماعي والمناخ عالقتان في الكونغرس، بسبب خلافات بين تيارات الحزب الديمقراطي.
ويمثل فوز يونغكين للديمقراطيين مصدر قلق، بينما يمثل للجمهوريين استراتيجية في مسعاهم لتحقيق الغالبية مجددا في الكونغرس، حيث يحظى الديمقراطيون راهنا بغالبية ضيقة، من خلال انتخابات منتصف الولاية في تشرين الثاني/نوفمبر 2022.
وكان تقدم تيري ماكوليف الكبير تلاشى في غضون أسابيع قليلة في هذه الولاية، التي صوتت بشكل كبير لصالح جو بايدن خلال الانتخابات الرئاسية قبل سنة. وحذر ماكلويف الذي يقيم ناخبوه خصوصا في المدن، من فوز جمهوري سيؤدي برأيه "إلى أربع سنوات من نظريات المؤامرة والسياسة المتطرفة".
وراهن غلين يونغكين على شعبية دونالد ترامبن الذي تلقى دعمه دون أن يتبنى أكثر مواقف الرئيس الأميركي السابق تطرفا، حتى لا يبعد المعتدلين والمستقلين.
برامج مدرسية
ويعارض غلين يونغكين إلزامية وضع الكمامة وإلزامية تلقيح للأطفال أو بعض المهن، وركز حملته على التربية مؤكدا أنه ينبغي أن يتمكن الأهل من التأثير على المناهج الدراسية، وقال لأنصاره بعد فوزه: "سندرج إمكان الاختيار في إطار نظامنا التربوي الرسمي"، واعدا "بمناهج تصغي إلى الأهل".
ويحارب يونغكين بقوة تعليم "نظرية العرق الناقدة"، وهي تيار فكري يحلل العنصرية على أنها منظومة بدلا من اعتبارها أحكاما شخصية مسبقة، مع أن الديموقراطيين يؤكدون أن هذه النظرية غير مدرجة في مناهج فيرجينيا.
ويُتهم يونغكين بالسعي إلى حظر بعض الكتب التي وضعها مؤلفون سود في المدارس، مثل "بيلوفد" وهو من كلاسيكيات الأدب الأميركي من تأليف الكاتبة السوداء توني موريسون، لكن المرشح الجمهوري ينفي أن يكون يسعى لذلك.
ومسألة العنصرية حساسة جدا في هذه الولاية بسبب ماضي العبودية فيها، الذي يستمر في إثارة مناقشات محتدمة. وقالت كاثرين خيمينيز المسؤولة المحلية للحزب الجمهوري في فالز تشرش في شمال الولاية لوكالة فرانس برس، إن خصوم يونغكين حاولوا تقديمه على أنه "شخص ينبغي كرهه".
وفي انتخابات نائب الحاكم يبدو أن الجمهورية وينسوم سيرز وهي أميركية سوداء متجهة للفوز، لتكون أول امرأة من الأقليات تتولى هذا المنصب. ويتقدم الجمهوري جاك تشيتاريلي في انتخابات حاكم ولاية نيوجيرزي على ما أظهرت النتائج الجزئية، بنقطتين على الديموقراطي فيل مورفي المرشح لولاية ثانية.
وحقق الديمقراطيون فوزا متوقعا مع انتخاب إريك أدامز، وهو أميركي أسود وشرطي سابق ونقابي مناهض للعنصرية رئيسا لبلدية نيويورك.