المبعوث الأممي للفقر يقول إن الحكومة اللبنانية تعيش في "عالم خيالي"

قال مبعوث مستقل للأمم المتحدة إن مسؤولي الحكومة اللبنانية ليس لديهم أي شعور بضرورة التحرك العاجل أو العزم اللازم لتحمل مسؤولياتهم إزاء أزمة اقتصادية أدت إلى "إفقار وحشي" للمواطنين.
وقال أوليفييه دي شوتر، المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالفقر المدقع وحقوق الإنسان، في مقابلة مع رويترز في ختام مهمة استمرت أسبوعين لدراسة الفقر في لبنان "أنا مندهش جدا من حقيقة أن هذه دولة في طريقها للفشل، إن لم تكن فشلت بالفعل، واحتياجات السكان لم تتم تلبيتها بعد". وأضاف "يعيشون في عالم خيالي...وهذا لا يبشر بالخير بالنسبة لمستقبل البلاد".
وتابع دي شوتر "رأيت مشاهدَ في لبنان لم أتصوّر قطّ أنني قد أراها في بلد متوسط الدخل".
والتقى دي شوتر خلال زيارته مع مجموعة من كبار المسؤولين، ومن بينهم تسعة وزراء ورئيس الوزراء ورئيس البرلمان.
ولم يعلق مصدر مسؤول في مكتب رئيس الوزراء نجيب ميقاتي على تصريحاته لكنه أشار إلى أن ميقاتي عقد اجتماعا مثمرا هذا الأسبوع مع مسؤول آخر في الأمم المتحدة وهو المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ديفيد بيزلي.
تعمل حكومة نجيب ميقاتي، التي تشكّلت في العاشر من أيلول/سبتمبر، بموجب توافق صعب بين الأفرقاء السياسيين بعد 13 شهراً من الفراغ، على استعادة ثقة المجتمع الدولي الذي ينتظر منها القيام بإصلاحات جذرية من أجل حصول لبنان على دعم مالي.
ويعيش نحو 80 بالمئة من سكان لبنان تحت خط الفقر على خلفية تضخّم متسارع وشحّ في الأدوية والمحروقات وتقنين حاد للتغذية بالتيار الكهربائي، وسط رفع الدعم تدريجيًا عن الأدوية والطحين.
استنزف الانهيار الاقتصادي الذي صنّفه البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ العام 1850، احتياطات مصرف لبنان وأفقد الليرة أكثر من 90 بالمئة من قيمتها.
وبحسب آخر البيانات الصادرة عن الحكومة اللبنانية فإن أسعار المواد الغذائية الأساسية ارتفعت بأربعة أضعاف تقريبًا في عام واحد فقط. وقال البنك الدولي إن معدّل التضخم بلغ 131,9 بالمئة خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2021.