بريطانيا تدعو للوحدة في اجتماع مجموعة السبع لمواجهة سلوك روسيا "الخبيث" بشأن الأزمة الأوكرانية

وزيرة الخارجية البريطانية ليز تروس، إلى اليسار، تحيي وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين لدى وصوله إلى متحف ليفربول
وزيرة الخارجية البريطانية ليز تروس، إلى اليسار، تحيي وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين لدى وصوله إلى متحف ليفربول Copyright Olivier Douliery/Pool via AP
Copyright Olivier Douliery/Pool via AP
بقلم:  يورونيوز
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

وتشعر الولايات المتحدة وحلفاؤها في الناتو بالقلق من أن انتقال القوات والأسلحة الروسية إلى المنطقة الحدودية قد يكون مقدمة للغزو وهددوا بفرض عقوبات شديدة على الاقتصاد الروسي إذا حدث ذلك. وتنفي موسكو التخطيط لمهاجمة أوكرانيا وتتهم كييف بمخططاتها العدوانية المزعومة.

اعلان

اجتمع كبار دبلوماسيي مجموعة الدول السبع الصناعية بمدينة ليفربول لحضور اجتماع وصفته بريطانيا، البلد المضيف، بأنه "استعراض للوحدة ضد المعتدين العالميين". وتسعى المملكة المتحدة للحصول على إجماع بعيد المنال من نادي الدول الغنية ردا على التوترات مع الصين وإيران، وما تصفه بـ "سلوك خبيث" من جانب روسيا تجاه أوكرانيا.

بينما كانت فرقة جيش الخلاص تعزف ترانيم عيد الميلاد، استقبلت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تروس وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين، ونظرائه في مجموعة السبع بمطبات في القاعة المستديرة لمتحف ليفربول الحديث في بداية المحادثات التي استمرت يومين. وقالت تروس عند افتتاح الاجتماع بحضور وزراء خارجية المملكة المتحدة والولايات المتحدة وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان: "نحتاج للدفاع عن أنفسنا بقوة ضد التهديدات المتزايدة من الجهات المعادية والوقوف في وجه المعتدين الذين يسعون لتقييد حدود الحرية والديمقراطية".

وقالت الحكومة البريطانية إن تروس وبلينكين التقيا السبت و"أعربا عن قلقهما العميق بشأن حشد القوات الروسية على الحدود الأوكرانية". وقال السياسيان إن "أي توغل روسي سيكون خطأ استراتيجيا ستكون له عواقب وخيمة".

وتشعر الولايات المتحدة وحلفاؤها في الناتو بالقلق من أن انتقال القوات والأسلحة الروسية إلى المنطقة الحدودية قد يكون مقدمة للغزو وهددوا بفرض عقوبات شديدة على الاقتصاد الروسي إذا حدث ذلك. وتنفي موسكو التخطيط لمهاجمة أوكرانيا وتتهم كييف بمخططاتها العدوانية المزعومة.

وحذرت تروس قبل الاجتماع من أن "الدول الديمقراطية الحرة" يجب أن "تفطم" نفسها عن الغاز الروسي والمال الروسي للحفاظ على استقلالها. وقالت إنها تريد العمل مع دول أخرى "للتأكد من أن الدول الديمقراطية الحرة قادرة على الحصول على بديل لإمدادات الغاز الروسية"، في إشارة إلى خط أنابيب نورد ستريم 2 المثير للجدل والذي تم بناؤه لنقل الغاز من روسيا إلى ألمانيا.

والتقت تروس على هامش الاجتماع بوزيرة الخارجية الألمانية الجديدة، أنالينا بربوك، وهي سياسية من حزب الخضر البيئي، الذي عارض في السابق نورد ستريم 2.

وتنتقد بريطانيا، التي لا تعتمد بشدة على الغاز الروسي، خط الأنابيب. لكن المركز المالي وسوق العقارات في لندن هما مركزان رئيسيان للأموال الروسية، وقد اتُهمت السلطات البريطانية منذ فترة طويلة بغض الطرف عن الأموال التي يتم الحصول عليها بطريقة غير مشروعة من جميع أنحاء العالم.

كما أصرت تروس على أن بريطانيا مستعدة للنظر في اتخاذ تدابير اقتصادية جديدة لحماية "قيمها الأساسية" وأوضحت أن: "هناك قرارات اتخذها العالم الحر على المدى القصير للحصول على طاقة رخيصة أو تمويل رخيص، وهذا له تكلفة طويلة الأجل على الحرية والديمقراطية. ولا يمكننا ارتكاب هذا الخطأ مرة أخرى".

اجتماع نهاية الأسبوع هو الحدث الرئيسي الأخير لرئاسة بريطانيا لمجموعة السبع التي استمرت لمدة عام. ويخطط الدبلوماسيون خلال اجتماع ليفربول أيضا لمناقشة الجهود المتأخرة لتطعيم العالم ضد فيروس كورونا و"التغول" الصيني في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

وينعقد الاجتماع في الوقت الذي يجتمع فيه المفاوضون في فيينا لمحاولة إحياء اتفاق دولي متعثر بشأن طموحات إيران النووية، وفي هذا الشأن حذرت تروس هذا الأسبوع من أن محادثات فيينا هي "الفرصة الأخيرة لإيران للانضمام" مرة أخرى إلى الاتفاق ، الذي كان يهدف إلى كبح جماح برنامج طهران النووي مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية. وتعثر الاتفاق بعد أن سحب الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب الولايات المتحدة من الاتفاقية في 2018 وبدأت إيران تكثيف تخصيب اليورانيوم.

تغير المناخ والتوترات في غرب البلقان وأفغانستان وكوريا الشمالية هي أيضا على جدول أعمال الاجتماع، الذي يضم وزراء الخارجية والتنمية من دول مجموعة السبع. وقد دعت تروس أيضا وزراء من رابطة دول جنوب شرق آسيا إلى اجتماع ليفربول، على الرغم من أن معظمهم سيشارك عن بُعد بسبب جائحة فيروس كورونا.

تحرص بريطانيا على العمل بشكل أوثق مع الدول الآسيوية بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي العام الماضي على أمل تعزيز التجارة البريطانية في المنطقة ولعب دور القوة الموازنة لهيمنة الصين.

أكدت تروس لنظرائها في مجموعة السبع أن الديمقراطيات بحاجة إلى محاربة "الإكراه الاقتصادي" و"كسب معركة التكنولوجيا"، وكليهما يشير إلى نفوذ بكين المتزايد في جميع أنحاء العالم. فقد أطلقت مجموعة الدول السبع مبادرة "إعادة بناء عالم أفضل" لتقديم تمويل للدول النامية لمشاريع البنية التحتية الكبيرة كبديل للأموال القادمة من الصين والتي، كما يقول الغرب، غالبا ما تكون مصحوبة بشروط.

اختارت المملكة المتحدة مكانا يعبق بالتاريخ وبالثقافة البريطانية لتنظيم اجتماع مجموعة السبع، فقد أصبحت صناعة أحواض السفن في ليفربول، التي كانت في يوم من الأيام مركزا لبريطانيا العالمي وقوتها الاقتصادية، وهي الآن، وخاصة المنطقة الواقعة على نهر ميرسي مثال على التجديد الحضري للقرن الحادي والعشرين كمنطقة ترفيهية وثقافية، مكتملة بمتحف مخصص لأعضاء فرقة "البيتلز" والذين يعتبرون أبناء المدينة الأكثر شهرة.

المصادر الإضافية • أ ب

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

الاتحاد الأوروبي: لا محادثات في بروكسل الخميس مع إيران بشأن الاتفاق النووي

موسكو تدعو واشنطن إلى "تحرك أكبر" لإحياء الاتفاق النووي مع إيران

جدّة بريطانية تحيك مجسمات من الصوف لمعالم شهيرة