لندن (رويترز) - حذرت وكالتان تابعتان للأمم المتحدة يوم الأربعاء من أن قرابة المليون شخص في أفغانستان وإثيوبيا وجنوب السودان والصومال واليمن يعانون من المجاعة أو سيعانون منها هذا العام في ظل غياب المساعدات، ووسط تفاقم أزمة الغذاء على مستوى العالم.
ولا تزال النزاعات المحلية والظروف المناخية القاسية السببان الرئيسيان للجوع الحاد، الذي تفاقم هذا العام بسبب عدم الاستقرار الاقتصادي المرتبط بالآثار الممتدة لجائحة كوفيد-19 والحرب الروسية الأوكرانية.
وقال رئيس منظمة الأغذية والزراعة بالأمم المتحدة (فاو) "الجفاف الحاد في القرن الأفريقي دفع الناس إلى حافة المجاعة. وانعدام الأمن الغذائي الحاد يتزايد بسرعة وينتشر في جميع أنحاء العالم. وبدون استجابة إنسانية ضخمة وواسعة النطاق، فإن من المرجح أن يتفاقم الوضع في الأشهر المقبلة".
وعلى الرغم من تراجع أسعار السلع الزراعية عالميا عن مستوياتها القياسية المرتفعة في الأشهر الأخيرة، فإن أسعار المواد الغذائية محليا في عدة دول لا تزال مرتفعة وقد تعاود الارتفاع من جديد إذا انهار الاتفاق الذي رعته الأمم المتحدة لتعزيز صادرات الحبوب والأسمدة الروسية والأوكرانية.
وأوكرانيا هي رابع أكبر مصدّر للحبوب في العالم، بينما روسيا هي الثالثة في تصدير الحبوب والأولى في تصدير الأسمدة.
ووفقا للتقرير الفصلي للفاو عن "البؤر الساخنة للجوع"، الذي شارك في إعداده برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، فقد أجبر ارتفاع أسعار الغذاء والوقود والأسمدة الاقتصادات المتقدمة على تشديد السياسة النقدية. وقد أدى هذا إلى زيادة تكلفة الائتمان للدول منخفضة الدخل، الأمر الذي أجبرها على تقييد وارداتها واتخاذ تدابير تقشفية.
وجاء في التقرير أنه "من المتوقع أن تزداد هذه الاتجاهات في الأشهر المقبلة، مع تزايد الفقر وانعدام الأمن الغذائي الحاد بصورة أكبر، فضلا عن مخاطر حدوث اضطرابات مدنية نتيجة تزايد الشكاوى الاجتماعية والاقتصادية".