شاهد: مزارعو الخروب في قبرص يواصلون حصاد "ذهبهم الأسود"

صورة لمزارع في قبرص
صورة لمزارع في قبرص Copyright أ ف ب
Copyright أ ف ب
بقلم:  يورونيوز
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

وتحتوي قرون الخروب التي شكلت موردا رئيسيا لقبرص في مطلع القرن العشرين، على بذور سوداء. ولها استخدامات عديدة تتراوح بين صنع أشرطة الأفلام الفوتوغرافية وكبسولات الأدوية، وصولا إلى إنتاج دبس ومواد محلّية أو حتى أغذية للحيوانات.

اعلان

لا يتردّد خريستوس خارالامبوس رغم بلوغه التاسعة والسبعين، في تسلق أشجار الخروب لقطف ثمارها، قرون مستطيلة داكنة تعرف بـ"الذهب الأسود" إذ كانت في ما مضى مصدر ثروة جزيرة قبرص المتوسّطية.

وتحتوي قرون الخروب التي شكلت موردا رئيسيا لقبرص في مطلع القرن العشرين، على بذور سوداء. ولها استخدامات عديدة تتراوح بين صنع أشرطة الأفلام الفوتوغرافية وكبسولات الأدوية، وصولا إلى إنتاج دبس ومواد محلّية أو حتى أغذية للحيوانات.

ويمكن تناول ثمار أشجار الخروب أيضا كبديل للكاكاو، كما تُستخدم بذورها في الصناعات الغذائية.

وبعد ثلاثة أسابيع من العمل مع حفيده، حصد خريستوس خارالامبوس ثلاثة أطنان من الخروب. غير أن الانتاج تراجع بسبب إهمال هذه الأشجار في ظل توسع المدن والهجرة من الأرياف في الجزيرة.

ويوضح المزارع المسن الذي يملك حقولا من اشجار الخروب في قرية أسغاتا في جنوب قبرص "إنها ثمرة يمكن استخدام كل أجزائها".

ويعتبر حفيده تيوفانيس خريستو البالغ عشرين عاما أن هذه الزراعة "صعبة" لكنه يضيف "إنه عمل يمكن أن يبقي على أواصر العائلة".

"ذهب أسود"

ويقصد عدد من المزارعين قرية زيغي الساحلية المجاورة، حاملين أكياساً من قرون الخروب إلى مطحنة.

وتذكّر المصانع، وبعضها مهجور فيما بعضها الآخر أعيد إصلاحه وتكييفه، بالأمجاد الماضية لهذه الصناعة في القرية التي كانت تشتهر بإنتاجها من الخروب.

ويوضح ستافروس غلافكو خارالامبوس الذي يمثل تعاونية لتجار هذا المنتج "كان الخروب يُعتبر ذهب قبرص الأسود لأن العديد من المزارعين كانوا يزرعونه".

وتتعامل التعاونية التي تدير مطحنة زيغي، مع 1500 إلى 2000 من صغار المنتجين الذين يزرع القسم الأكبر منهم الخروب لجني "عائدات إضافية".

ويقصد يورغوس باتيخيس، مزارع الخروب البالغ 75 عاما، مطحنة زيغي منذ أكثر من خمسين عاما. ويقول "أنا أنتمي إلى الأجيال الأخيرة، أولادي يعملون في قطاعات أخرى".

"تغير مناخي"

كان المنتجون يبيعون الخروب عام 2019 بـ35 سنتاً من اليورو للكيلو، وكانت هذه الثمار تمثل أقل من 1,5% من الإنتاج الزراعي في قبرص، بحسب وزارة الزراعة.

غير أن ماريوس كيرياكو من المعهد الوطني للأبحاث الزراعية أوضح أن الطلب العالمي على بذور الخروب المستخدمة في الصناعات الغذائية، أدى إلى ارتفاع الاسعار.

وبات سعر كيلو الخروب هذه السنة يقارب اليورو، بحسب ما أكد مزارعون لوكالة فرانس برس.

ودرّ تصدير قرون الخروب وبذوره في 2021 حوالى ثمانية ملايين يورو على الاقتصاد الوطني، وفق الأرقام الرسمية.

ويقول أناستاسيس دانيال المزارع البالغ 65 عاما "أعتزم بيع محصولي لمن يقدم أفضل عرض".

ويقر وزير الزراعة كوستاس كاديس بأن إنتاج الخروب تراجع لفترة من الوقت، لكنه أكد لوكالة فرانس برس أنه "ينتعش من جديد"، مشيرا إلى أن قبرص كانت ثالث مصدّر للخروب في العالم في الستينات.

وشدد كاديس على أن شجرة الخروب "ليست بحاجة سوى إلى القليل من مبيدات الحشرات والسماد والماء، وهو أمر مهم في ظل التغير المناخي".

اعلان

من جهته أكد كيرياكو أن هذه الشجرة "تقاوم الجفاف"، كما أنه يدرس فوائد قرون الخروب في معالجة داء السكري.

المصادر الإضافية • أ ف ب

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

اكتشاف الغاز الجديد قبالة جزيرة قبرص قد يعزز الإمدادات الأوروبية

لماذا لا تستفيد أوروبا من الغاز الطبيعي في قبرص؟

إرسين تتار يحذر: خطأ واحد كفيل بتحويل قبرص إلى غزة جديدة