"أكبر استثمار عسكري في تاريخ البلاد" .. أستراليا تشتري غواصات أمريكية تعمل بالدفع النووي

صورة أرشيفية لغواصة أمريكية من طراز "فرجينيا" تعمل بالدفع النووي
صورة أرشيفية لغواصة أمريكية من طراز "فرجينيا" تعمل بالدفع النووي Copyright SEAN D. ELLIOT/2009 The Day Publishing Company
Copyright SEAN D. ELLIOT/2009 The Day Publishing Company
بقلم:  يورونيوز
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

أعلنت أستراليا عن صفقة شراء ما يصل إلى 5 غواصات من طراز فرجينيا التي تعمل بالدفع النووي من الولايات المتحدة الأمريكية. ويأتي ذلك ضمن تحالف "أوكوس" الجديد بين واشنطن ولندن وكانبيرا.

اعلان

التقى الرئيس الأمريكي جو بايدن الإثنين برئيسي وزراء أستراليا وبريطانيا في قاعدة بحرية في كاليفورنيا، حيث تم الإعلان عن اتفاق مرتبط بغواصات نووية يهدف إلى تعزيز استقرار منظمة آسيا- المحيط الهادئ في مواجهة صعود الصين.

وانضم رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي ونظيره البريطاني ريشي سوناك إلى بايدن في القاعدة الواقعة في سان دييغو بعد 18 شهراً على تشكيل بلديهما تحالف "أوكوس" AUKUS مع هدف رئيسي يقوم على ضم أستراليا إلى صفوف القوات البحرية التي تملك غواصات تعمل بالطاقة النووية.

ووصف ألبانيزي الإثنين شراء بلاده غواصات أمريكية تعمل بالدفع النووي وانخراطها في مشروع لبناء جيل جديد من الغواصات بأنه "أكبر استثمار" عسكري في تاريخ أستراليا.

وقال ألبانيزي إن الاتفاق مع الولايات المتحدة وبريطانيا هو "أكبر استثمار" في القدرات الدفاعية لأستراليا في تاريخها.

وبينما استبعدت أستراليا السعي إلى امتلاك أسلحة ذرية، فإن شراءها لمراكب تعمل بالطاقة النووية سيحدث تحوّلاً في دورها في مشروع بقيادة الولايات المتحدة للمحافظة على ميزان القوى القائم منذ عقود في منطقة الهادئ.

غواصات فرجينيا

كان مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جايك ساليفان قد قال إن أستراليا ستشتري ثلاث غواصات أمريكية تعمل بالدفع النووي من طراز "فرجينيا" مع احتمال أن تشتري اثنتين أخريين. 

وقال ساليفان لصحافيين في الطائرة الرئاسية الأمريكية "إير فورس وان" إنه من المفترض تسليم الغواصات اعتباراً من العام 2030، في إطار الشراكة الأمنية الثلاثية الجديدة "أوكوس" بين الولايات المتحدة وأستراليا وبريطانيا.

Evan Vucci/Copyright 2023 The AP. All rights reserved
الرئيس الأمريكي بايدن مع رئيسيْ الوزراء الأسترالي ألبانيزي والبريطاني سوناك أثناء لقاء في قاعدة بحرية في سان دييغوEvan Vucci/Copyright 2023 The AP. All rights reserved

وستبدأ أستراليا وبريطانيا بعد ذلك العمل على نموذج جديد للغواصات باستخدام تكنولوجيا دفع أمريكية يطلق عليها "إس إس إن-أوكوس" يتوقع أن تسلم في العقد الرابع من الألفية.

وبينما ستحتاج الخطة سنوات لتثمر، يمثّل ذلك تحوّلاً طموحاً من أستراليا والولايات المتحدة في ظل المخاوف من التوسع السريع للقوة العسكرية الصينية بما في ذلك بناء بكين لأسطول بحري متطور وتحويل جزر اصطناعية إلى قواعد بحرية.

بريطانيا ترفع ميزاتيتها العسكرية

وفي مواجهة التحديات الصينية المتزايدة والغزو الروسي لأوكرانيا المؤيدة للغرب، تتحرّك بريطانيا أيضاً لتعزيز قدراتها العسكرية.

وأفادت الحكومة البريطانية الإثنين أن تمويلاً إضافياً بقيمة أكثر من ستة مليارات دولار في العامين المقبلين "سيملأ ويعزز مخزونات الذخيرة الحيوية ويحدّث المنشآت النووية البريطانية ويموّل المرحلة التالية من برنامج أوكوس للغواصات".

وأضافت أنها تنظر في زيادات على المدى الأطول في الإنفاق على الموازنة الدفاعية.

سجال دبلوماسي مع فرنسا

سبق لأستراليا أن كانت في طريقها لاستبدال أسطولها الحالي المتهالك من الغواصات العاملة بالديزل بمجموعة غواصات فرنسية تقليدية في إطار صفقة بقيمة 66 مليار دولار.

وأثار إعلان كانبيرا المفاجئ بأنها ستتخلى عن الاتفاق وتدخل في "أوكوس" سجالاً حاداً جداً لم يدم طويلاً بين البلدان الثلاثة من جهة، وحليفتها فرنسا من جهة أخرى.

تسعى أستراليا حاليا للاعتماد على الولايات المتحدة المتفوقة في مجال التكنولوجيا ولاحقاً، الغواصات الأمريكية البريطانية القادرة على البقاء تحت سطح البحر لفترات غير محدودة وإطلاق صواريخ كروز قوية.

وبالمقارنة مع الغواصات من فئة "كولينز" التي ستتخلى عنها أستراليا، فإن تلك من فئة "فيرجينيا" أطول بمرّتين ويمكنها حمل 132 شخصاً من أفراد الطاقم بدلا من 48.

ورغم أن أستراليا تستبعد شراء أسلحة نووية خاصة بها، حذّرت الصين من أن "أوكوس" قد يؤدي إلى إشعال سباق تسلّح واتّهمت الدول الثلاث بالتسبب بانتكاسة في جهود منع الانتشار النووي.

AP Photo
ماو نينغ، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينيةAP Photo

وقالت الناطقة باسم الخارجية الصينية ماو نينغ للصحافيين في بكين "نحض الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا على التخلي عن عقلية الحرب الباردة والإيفاء بالالتزامات الدولية بنية سليمة والقيام بمزيد من الأمور المواتية للسلم والاستقرار الإقليميين".

اعلان

والأسبوع الماضي، اتّهم الرئيس الصيني شي جين بينغ الولايات المتحدة بقيادة الجهود الغربية باتّجاه "الاحتواء والتطويق والكبت الكامل للصين".

لكن واشنطن تشير إلى أن بكين تثير مخاوف بلدان في منطقة آسيا والهادئ عبر تهديداتها بغزو تايوان التي تتمتع بحكم ديموقراطي، إضافة إلى تأكيدها على التهديد الذي تمثله كوريا الشمالية المسلحة نووياً.

المصادر الإضافية • أ ف ب

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

أستراليا تعتزم إرسال وفد موسع إلى الصين لاستئناف الحوار بشأن تعزيز العلاقات

أستراليا تكشف عن أكبر إعادة تنظيم لقواتها العسكرية منذ عقود

صلاحيات محدودة وحصانة هشة ..ماذا نعرف عن البرلمان التونسي الذي عقد أولى جلساته الثلاثاء؟