تتواصل عمليات الإجلاء المكثفة للسكان في جنوب أوكرانيا الأربعاء بعد تدمير سد كاخوفكا جزئيا الذي تسبب بفيضانات غمرت عددا من البلدات الصغيرة على طول نهر دنيبر، بينما استمر تبادل الاتهامات بين موسكو وكييف بتفجيره.
تم إجلاء 2700 شخص من المناطق التي غمرتها المياه عقب تدمير سد كاخوفكا في جنوب أوكرانيا، على ما أكدت الأربعاء السلطات الأوكرانية وسلطات الاحتلال الروسية، التي تسيطر كل منها على ضفة من نهر دنيبر في هذه المنطقة.
وفي ما يلي أهم تطورات الحرب في أوكرانيا:
${title}
البث المباشر انتهى
ماكرون يعلن إرسال "مساعدة لتلبية الحاجات العاجلة" لأوكرانيا بعد تدمير السد
أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأربعاء عن إرسال "مساعدة لتلبية الحاجات العاجلة" لأوكرانيا "خلال الساعات القليلة المقبلة" بعد تدمير سد كاخوفكا لتوليد الطاقة في جنوب البلاد.
وكتب ماكرون على تويتر بعد مكالمة هاتفية مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي "فرنسا تدين هذا العمل الشنيع الذي يعرض السكان للخطر" مضيفا "أعربت للرئيس زيلينسكي عن تضامني مع شعبه بعد الهجوم على سد كاخوفكا".
تفجير سد كاخوفكا ومخاطره على الغذاء والطاقة
تواجه محطة زابوريجيا النووية التي تحتلها روسيا مخاطر جديدة جراء تدمير السد الذي تستخدم مياهه لتبريد الوقود وتفادي حادث نووية.
غير أن المعهد الفرنسي للحماية من الإشعاع والسلامة النووية طمأن إلى أن "تبريد المحطة يؤمَّن حاليا بواسطة المياه التي يتم ضخها من أحواض في الموقع، أقيمت لهذا الهدف. ولا مخاطر على المدى القريب على المحطة".

والمخاوف المطروحة اقتصادية. وأوضح مالتي يانسن من كلية إدارة الأعمال في جامعة ساسكس أن "غياب التبريد للمفاعلات الستة يعني أن المحطة لن تعمل في مستقبل منظور، ما سيتسبب بخسارة حوالى 13% من قدرة أوكرانيا على توليد الكهرباء".
كما ستطال الأضرار أيضا الزراعة وتربية المواشي ما يهدد بكارثة بشرية إذ تعدّ أوكرانيا من كبار مصدري الحبوب في العالم.
مخاطر تفجير سد كاخوفكا على الحيوانات والنباتات
أوردت منظمة "إيكو أكشن" غير الحكومية الأوكرانية أن أولى عواقب انهمار 18 مليار طن من المياه التي كان السد يحتجزها، ستكون بلبلة خطيرة للأنظمة البيئية في نهر دنيبرو، رابع أطول أنهار أوروبا، وصولا إلى المناطق الساحلية على شواطئ البحر الأسود.
وتوقعت المنظمة "نسبة نفوق كثيفة محتملة لكائنات مائية (أسماك ورخويات ومحار وكائنات مجهرية ونبتات مائية)"، إنما كذلك لقوارض بعضها متوطن أو مهدد أساسا بالانقراض، ما "سيؤدي إلى تدهور نوعية المياه نتيجة تحلل الكائنات الميتة".
واعتبرت المجموعة الأوكرانية للحفاظ على الطبيعة أن العواقب على الحيوانات "ستظهر على مساحة لا تقل عن خمسة آلاف كلم مربع (المنطقة التي قد تغمرها المياه والمنطقة التي ستنسحب منها)" و"بعض الأجناس تلقت ربما ضربة أكبر خلال يوم واحد في السادس من حزيران/يونيو منها خلال السنوات المئة المنصرمة".

ورأت المجموعة أنه بالنسبة للأسماك وحدها سيتعين "ما لا يقل عن سبع إلى عشر سنوات للتعويض" عن الخسائر وستخلو هذه المناطق من الطيور المعششة حول السد مثل طيور النورس وسواها، محذرة بأن "جميع الكائنات الحية التي تسكن خزان كاخوفكا نفقت أو ستنفق في الأيام المقبلة".
كما لفت الصندوق الدولي للرفق بالحيوان إلى أن الحيوانات الأليفة أو الأسيرة في خطر أيضا" محذرا من "وضع كارثي".
وقالت ناتاليا غوزاك المسؤولة في الصندوق في أوكرانيا إن "الملاجئ تتلقى طلبات إنقاذ تتخطى طاقتها" مضيفة "في نوفا كاخوفكا ... غمرت المياه حديقة حيوانات صغيرة بالكامل ونفقت كل الحيوانات باستثناء البجع".
وأشارت إيكو أكشن إلى أن النباتات لن تكون بمنأى عن الخطر، ولا سيما في المناطق الواقعة أعلى السد حيث "ستموت بسبب نضوب المياه، في حين ستغمر المياه المناطق الواقع أسفل السد بما في ذلك مناطق السهوب والغابات غير المهيّأة لتكون مغمورة، ما سيؤدي إلى تشبع تربتها وتدميرها".
وهناك أيضا خطر مباشر على عدد من المحميات الوطنية الأوكرانية وأبرزها محمية البحر الأسود المصنفة على شبكة اليونسكو العالمية لمحميات المحيط الحيوي.
تبعات بيئية وبشرية "غير مسبوقة" لتدمير سد كاخوفكا بحسب منظمات غير حكومية
حذر خبراء وجمعيات مدافعة عن البيئة الأربعاء من أن تدمير سد كاخوفكا في جنوب أوكرانيا قد تكون له تبعات بيئية وبشرية "غير مسبوقة" من تدمير أنظمة بيئية وفيضانات وتلوث ومخاطر على إمدادات الطاقة.
إبادة بيئية
ندد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بـ"أكبر كارثة بيئية من فعل الإنسان في أوروبا منذ عقود" متهما روسيا بـ"ارتكاب إبادة بيئية وحشية".
وحدد البرلمان الأوروبي مؤخرا عبارة "إبادة بيئية" على أنها كل "جرم جنائي بيئي يتسبب بأضرار خطيرة وواسعة النطاق أو مستديمة أو لا رجوع عنها لنوعية الهواء والتربة والمياه، أو للتنوع الحيوي، أو خدمات الأنظمة البيئية ووظائفها، أو للحيوانات أو النبات".
وأتاحت بروكسل في نهاية آذار/مارس الاعتراف بـ"الإبادة البيئية" في قانون الاتحاد الأوروبي.

كييف تعتبر تمديد قيود الاتحاد الأوروبي على استيراد حبوبها "غير مناسب"
قالت وزارة الزراعة الأوكرانية يوم الأربعاء إنها تعتبر تمديد القيود على الواردات الغذائية الأوكرانية إلى بعض الدول الأوروبية حتى 15 سبتمبر أيلول "غير مناسب".
وقالت المفوضية الأوروبية يوم الاثنين إنها تمدد العمل بترتيبات يمكن بموجبها لخمسة من جيران أوكرانيا الأعضاء في الاتحاد الأوروبي تقييد واردات الحبوب والبذور الزيتية الأوكرانية.

وسمح الاتحاد الأوروبي في الثاني من مايو أيار للدول الخمس وهي بلغاريا والمجر وبولندا ورومانيا وسلوفاكيا بحظر بيع القمح والذرة وبذور اللفت وبذور عباد الشمس الأوكرانية محليا، مع السماح بعبور هذه الصادرات إلى أماكن أخرى بما في ذلك دول أخرى في الاتحاد الأوروبي.
وقالت الوزارة في بيان "تعتبر وزارة السياسة الزراعية والأغذية الأوكرانية أنه من غير المناسب تمديد قرار المفوضية الأوروبية بتقييد واردات المنتجات الزراعية الأوكرانية حتى 15 سبتمبر أيلول 2023"، مضيفة أنها تأمل ألا يتم تمديده مجددا.
أوكرانيا تقول إنها تتقدم كيلومترا تقريبا في المناطق القريبة من باخموت
قالت هانا ماليار نائبة وزير الدفاع الأوكراني إن قوات البلاد تقدمت من 200 متر إلى 1100 متر في أجزاء من جبهة مدينة باخموت المدمرة في شرق البلاد خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وذكرت على تطبيق تيلغرام "تحولت قواتنا من الدفاع إلى الهجوم في اتجاه باخموت".

روسيا تعزز الأمن في محطة نووية خلال زيارة مدير عام وكالة الطاقة الذرية
قالت وكالة تاس الروسية للأنباء يوم الأربعاء إن روسيا ستتخذ إجراءات أمنية مشددة في محطة زابوريجيا للطاقة النووية الواقعة في جنوب شرق أوكرانيا وذلك أثناء زيارة رافائيل جروسي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية الأسبوع المقبل.
ونقلت تاس عن رينات كارتشا مستشار المدير العام لشركة الطاقة النووية الروسية روس إنرجوأتوم، المشغلة للمفاعل، قوله "نتخذ دائما إجراءات شاملة من جانبنا لضمان سلامة وأمن جميع أعضاء وفد الوكالة الدولية للطاقة الذرية".
طائرة مسيرة روسية قتلت مدنيين اثنين في منطقة سومي
قال أندريه يرماك مدير مكتب الرئيس الأوكراني يوم الأربعاء إن مسيرة روسية قتلت مدنيين اثنين وأصابت آخر في منطقة سومي بشمال البلاد.
وذكر يرماك عبر تطبيق تيلغرام أن مسيرة إيرانية الصنع من طراز شاهد دمرت منزلا خاصا وتسببت في نشوب حريق.
وأضاف مكتب الرئيس الأوكراني في بيان أن روسيا قصفت المنطقة الحدودية في شمال شرق البلاد عدة مرات خلال ساعات الليل والصباح.
ميدفيديف: على موسكو أن تشن هجوما على أوكرانيا
قال دميتري ميدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي يوم الأربعاء إنه من الواضح أن أوكرانيا بدأت هجومها المضاد المتوقع منذ فترة طويلة، وإن على موسكو أن ترد بشن هجوم بعد صد قوات كييف.
وذكر ميدفيديف، الذي كان يشغل منصب الرئيس الروسي، في بيان على تيلغرام "يتحدث العدو منذ فترة عن شن هجوم مضاد كبير. ويبدو أنه بدأ بالفعل شيئا ما... علينا أن نوقف العدو ثم نطلق هجوما".
روسيا تتهم أوكرانيا بتفجير خط أنابيب تولياتي-أوديسا لنقل الأمونيا
اتهمت روسيا الأربعاء أوكرانيا بتفجير خط أنابيب تولياتي-أوديسا لنقل الأمونيا، وهو أطول خط أنابيب في العالم، مستنكرة "العمل الإرهابي" الذي أدى إلى إصابة العديد من المدنيين.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إن "مجموعة تخريبية أوكرانية فجرت خط أنابيب تولياتي - أوديسا لنقل الأمونيا" الذي يبلغ طوله حوالي 2400 كيلومتر ويربط مدينة تولياتي الروسية على ضفاف نهر الفولغا بالمدينة الأوكرانية الواقعة على البحر الأسود.
وأضافت أن هذا "العمل الارهابي" وقع مساء الاثنين قرب قرية ماسيوتوفكا الصغيرة في منطقة خاركيف (شمال شرق) التي استعاد الجيش الأوكراني السيطرة عليها كليا تقريبا من القوات الروسية في خريف عام 2022.
وتابعت الوزارة "أصيب عدة مدنيين، وحصلوا على كل المساعدة الطبية اللازمة".
كان الخط ينقل أكثر من 2,5 مليون طن من الأمونيا - المكون الرئيسي للأسمدة - خصوصا إلى الاتحاد الأوروبي.
وقد أنشئ في السبعينيات لنقل منتجات شركة "تولياتي كيميكل إنتربرايز"، أكبر منتج للأمونيا في روسيا وواحدة من أكبر الشركات في العالم.

على الجانب الأوكراني، اتهم رئيس الإدارة العسكرية لمنطقة خاركيف أوليغ سينيغوبوف روسيا بالمسؤولية عن تدمير خط الأنابيب، مؤكدا أن "حياة الناس وصحتهم ليستا في خطر حاليا".
وتطالب روسيا بإعادة تشغيل الخط في إطار المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة بشأن اتفاقية الحبوب التي سمحت بتصدير ملايين الأطنان من الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود.
من جهتها، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في إفادة صحافية الأربعاء إن "خط أنابيب الأمونيا هذا كان حاسما لضمان الأمن الغذائي في العالم".
واتهمت أوكرانيا بأنها "وجهت ضربة قاسية لجهود الأمم المتحدة في مكافحة الجوع".

وأضاف زاخاروفا أن "الطرف الوحيد الذي لم يكن لديه مصلحة في استئناف نشاط خط أنابيب الأمونيا هو نظام كييف".
أبرمت اتفاقية الحبوب في 22 تموز/يوليو 2022 ووقعت عليها روسيا وأوكرانيا برعاية الأمم المتحدة وتركيا.
تم تجديد هذه الاتفاقية الهامة لإمدادات الغذاء العالمية في أيار/مايو لمدة شهرين حتى 17 تموز/يوليو، وتطالب موسكو بضمان تنفيذ اتفاقية أخرى تتعلق بصادراتها الزراعية خصوصا من الأسمدة.
بوتين يستنكر تدمير سد كاخوفكا ويعده "عملا همجيا" أوكرانيا
اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أوكرانيا يوم الأربعاء بتدمير سد كاخوفكا بناء على اقتراح من الغرب، ووصف ذلك بأنه جريمة حرب "همجية" أدت إلى تصعيد الصراع مع موسكو.
وانهار سد كاخوفكا الضخم، الذي يعود إنشاؤه إلى الحقبة السوفيتية وتسيطر عليه روسيا حاليا، في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء، مما أدى إلى أن تغمر المياه مساحات شاسعة من ساحات القتال في جنوب أوكرانيا.
ونقل الكرملين عن بوتين قوله "يصرح فلاديمير بوتين بأن سلطات كييف، بناء على اقتراح من الأوصياء الغربيين، ما زالت تراهن بشكل خطير على تصعيد الأعمال العدائية وارتكاب جرائم حرب واستخدام أساليب إرهابية علانية وتنظيم أعمال تخريبية على أراض روسية".
إجلاء متواصل
قال المتحدث باسم خدمة الطوارئ أولكسندر خورونجي للتلفزيون الأوكراني "تم إجلاء أكثر من 1450 شخصا". ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن السلطات التي عينتها موسكو قولها إنها أجلت "1274 شخصا" حتى الآن.
من جانبه قال أوليكسي كوليبا نائب رئيس ديوان الرئاسة الأوكرانية إن "الوضع الصعب يحدث في منطقة كورابيلني بمدينة خيرسون". وأوضح أن "مستوى المياه ارتفع حتى الآن بمقدار 3,5 أمتار ، والمياه غمرت أكثر من ألف منزل" في هذه المدينة التي استعادها الأوكرانيون من الروس في تشرين الثاني/نوفمبر 2022. وأضاف أن عمليات إجلاء سكان المنطقة ستستمر الأربعاء وفي الأيام المقبلة بالحافلات والقطارات.
عواقب خطيرة للكارثة
وفي اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي بعد ظهر الثلاثاء، وصف منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة مارتن غريفيث تدمير السد بأنه كارثة "لا يمكن تقييم حجمها الكامل إلا في الأيام المقبلة" لكن عواقبها ستكون "خطيرة وبعيدة المدى" على جانبي خط الجبهة.
وقال غريفيث إن "الأضرار الناجمة عن تدمير السد تعني أن الحياة ستصبح أقسى بشكل لا يحتمل للذين يعانون أساسا من النزاع"، مؤكدا أن "عواقب العجز عن تقديم المساعدة لملايين المتضررين من الفيضانات في هذه المناطق قد تكون كارثية".
وقبل الاجتماع الطارئ الذي عقد بطلب من اوكرانيا، رأى الأمين العام للأمم المتحدة أنتونيو غوتيريش أن تدمير الس جزئيا هو "نتيجة مدمرة جديدة للغزو الروسي لأوكرانيا".
وقال للصحافيين إن "الأمم المتحدة لم تحصل على معلومات مستقلة حول الظروف التي أدت إلى تدمير محطة توليد الطاقة الكهرومائية لسد كاخوفكا، لكن هناك أمرا واحدا واضحا: هذه نتيجة مدمرة أخرى للغزو الروسي لأوكرانيا".
تبادل اتهامات
خلال هذا الاجتماع الطارئ تبادل الممثلون الروس والأوكرانيون الاتهامات كما فعلت موسكو وكييف طول نهار الثلاثاء. وقال السفير الروسي فاسيلي نيبينزيا إن "التخريب المتعمد الذي قامت به كييف لبنية تحتية حيوية خطير جدا ويمكن أن يعتبر أساسا جريمة حرب أو عملا إرهابيا"، محملا كييف و"رعاتها الغربيين (...) المسؤولية الكاملة عن المأساة المستمرة".
ورد السفير الأوكراني سيرغي كيسليتسيا بالقول "لاحظنا من قبل أسلوب إلقاء اللوم على الضحية للجرائم التي ترتكبونها"، مدينا عمل "الإرهاب البيئي والتكنولوجي" ضد هذا السد.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اتهم روسيا بـ "تفجير قنبلة" في السد. وكان قد صرح في تشرين الأول/اكتوبر أن روسيا قامت بزرع ألغام فيه. وأضاف أنه "من المستحيل عمليا نسفه بأي طريقة من الخارج، بعمليات قصف"، وهي الرواية التي صدرت عن موسكو.
وقال زيلينسكي إن "العالم يجب أن يرد. روسيا تخوض حربا ضد الحياة والطبيعة والحضارة"، مشددا في الوقت نفسع على أن ذلك "لن يؤثر على قدرة أوكرانيا على تحرير أراضيها".
وترى كييف أن روسيا أرادت بذلك "كبح" هجوم الجيش الأوكراني. وهذا لأنه إذا غمرت المياه الخطوط الدفاعية الروسية على طول نهر دنيبر، فقد يعرقل ذلك عملية عسكرية أوكرانية محتملة في هذه المنطقة. وكانت أوكرانيا أعلنت قبل يوم أنها حققت تقدما في باخموت في الشرق لكنها قللت من أهمية "العمليات الهجومية" في أماكن أخرى على الجبهة.
وأكدت روسيا من جهتها أنها صدت هذه الهجمات الكبيرة. واعترفت الثلاثاء بمقتل 71 من جنودها وجرح 210 آخرين في الأيام الأخيرة. ونادرا ما يعلن الجيش الروسي عن خسائره.
ويؤكد الأوكرانيون أنهم يستعدون منذ أشهر لهجوم مضاد واسع يهدف إلى إجبار القوات الروسية على الانسحاب من الأراضي التي استولوا عليها. وبشأن السد، دان الكرملين ما اعتبره عملا "تخريبيا متعمدا" ورفض "بشدة" الاتهامات الأوكرانية، داعيا المجتمع الدولي إلى "إدانة" كييف لتدميره.

فيديو: بإشارة الصمت.. جنود أوكرانيون يضعون المزيد من الغموض حول ساعة الصفر للهجوم المضاد
euronewsنشرت وزارة الدفاع الأوكرانية مقطع فيديو يظهر عناصر من الجنود الأوكرانيين وهم يضعون أصابعهم على شفتيهم يوم الأحد 4 يونيو/حزيران، في إشارة إلى التزام الصمت قبل عمليات الهجوم المضاد على روسيا."إبادة بيئية"
قال الرئيس الأوكراني إن روسيا ارتكبت "إبادة بيئية وحشية". وأكدت وزارة الزراعة الأوكرانية في بيان أن عشرات الآلاف من الهكتارات من الأراضي الزراعية في منطقة خيرسون معرضة لخطر الفيضانات، معبرة عن قلقها من جفاف كامل للحقول في جنوب البلاد في وقت مبكر من العام ونقص مياه الشرب للسكان.
وكان المدعي العام الأوكراني أندريتش كوستين صرح الثلاثاء أن "أكثر من أربعين ألف شخص يمكن أن يتواجدوا في مناطق غمرتها المياه"، موضحا أن "أكثر من 25 ألف مدني موجودون للأسف في الأراضي الواقعة تحت سيطرة روسيا".
من جهته، قال وزير الداخلية الأوكراني إن المياه "غمرت 24 بلدة في أوكرانيا حتى الآن". وفي المناطق التي تحتلها روسيا، أعلنت السلطات المعينة من قبل موسكو أنها بدأت إخلاء ثلاث مناطق من السكان، وحشدت حوالى خمسين حافلة.
وقال فلاديمير ليونتييف رئيس بلدية مدينة نوفا كاخوفكا حيث يقع السد، المعين من موسكو إن مدينته غارقة في المياه وتم إجلاء 900 من سكانها. وأثار تدمير السد مخاوف جديدة بشأن محطة الطاقة النووية في زابوريجيا الواقعة على بعد 150 كيلومترًا ويتم تبريها بالمياه التي يحبسها السد.
لكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أكدت أنه لا يوجد "خطر نووي مباشر". ويقع السد والمحطة النووية في منطقة احتلها الروس بعد الغزو الذي بدأ في 24 شباط/فبراير 2022.
من جهته، عبر السفير الصيني تشانغ جون عن قلقه من خطر "إطالة أو حتى تصعيد الأزمة في أوكرانيا". وقال إن "ما حدث للتو يذكرنا مرة أخرى بأن أي شيء يمكن أن يحدث في أي نزاع"، داعيا الأطراف إلى "التحلي بالحس السليم وضبط النفس واستئناف المفاوضات بسلام في أقرب وقت ممكن".