Eventsالأحداث
Loader

Find Us

FlipboardNabdLinkedinفايبر
Apple storeGoogle Play store
اعلان

جوع وعطش وأمراض.. عائلات فلسطينية في قطاع غزة تروي معاناتها الإنسانية

عائلة أبو جراد
عائلة أبو جراد Copyright Fatima Shbair/Copyright 2023, The AP
Copyright Fatima Shbair/Copyright 2023, The AP
بقلم:  يورونيوز
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

يتم تكليف كل فرد من أفراد الأسرة الفلسطينية بمهام يومية، بدءًا من جمع الأغصان وإشعال النار للطهي، وحتى البحث في أسواق المدينة عن الخضار.

اعلان

يعاني سكان قطاع غزة يوميًا للحصول على الغذاء، في منطقة باتت مهددة بالمجاعة وفق تقارير صادرة عن مؤسسات الأمم المتحدة.

وتقطعت السبل بعائلة أبو جراد في إحدى مناطق جنوب قطاع غزة، وباتت تتشبث بنظام صعب للبقاء على قيد الحياة.

وفرّت العائلة من منزلها "المريح المكون من 3 غرف نوم" شمالي القطاع بعد اندلاع الحرب الإسرائيلية في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر.

"نعيش كالكلاب"

باتت العائلة المكونة من 10 أفراد تعيش اليوم في خيمة مساحتها 16 مترًا مربعًا، وعلى أرض رملية تتناثر فيها القمامة، وهي جزء من مخيم مترامي الأطراف للفلسطينيين النازحين.

ويتم تكليف كل فرد من أفراد الأسرة بمهام يومية، بدءًا من جمع الأغصان وإشعال النار للطهي، وحتى البحث في أسواق المدينة عن الخضار.

وقالت عواطف أبو جراد، وهي من كبار السن في العائلة: "في الليل، تحوم الكلاب حول الخيام. في الأساس نحن نعيش مثل الكلاب اليوم".

ويقول الفلسطينيون الذين لجأوا إلى جنوب غزة إن كل يوم أصبح بمثابة كفاح للعثور على الغذاء والماء والدواء والحمامات الصالحة للاستخدام. وطوال الوقت، يعيشون في خوف من الغارات الجوية الإسرائيلية والتهديد المتزايد للأمراض.

طوابير للحصول على المياه في غزة
طوابير للحصول على المياه في غزةFatima Shbair/Copyright 2023, The AP

وكان القصف الإسرائيلي والغزو البري لغزة، الذي دخل الآن أسبوعه الثالث عشر، سبباً في دفع جميع الفلسطينيين تقريباً نحو مدينة رفح الجنوبية على طول الحدود المصرية.

وكان عدد سكان المنطقة قبل الحرب يبلغ نحو 280 ألف نسمة، وهو رقم ارتفع إلى أكثر من مليون في الأيام الأخيرة، وفقًا لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين أونروا.

وتكتظ المباني السكنية في رفح بالناس، وهم في الغالب عائلات فتحت أبوابها لأقاربها النازحين. وفي غرب المدينة، نصبت آلاف الخيام المصنوعة من النايلون. وينام آلاف الأشخاص في العراء، على الرغم من طقس الشتاء البارد والممطر في كثير من الأحيان.

نزوح مستمر في أنحاء القطاع

وفقًا لنعمان، شقيق عواطف، فإن الحرب قادت الأسرة إلى جميع أنحاء قطاع غزة. لقد فروا من منزلهم في بلدة بيت حانون الحدودية الشمالية في اليوم الأول من الحرب وأقاموا مع أحد أقاربهم في بلدة بيت لاهيا القريبة.

وبعد ستة أيام، أدت شدة الضربات الإسرائيلية على المنطقة الحدودية إلى إرسالهم جنوبًا إلى مستشفى القدس في مدينة غزة. وعندما بدأ الناس بإخلاء المستشفى بعد يومين، سافرت الأسرة إلى مخيم النصيرات للاجئين في وسط غزة، في رحلة طولها 10 كيلومترات سيرًا على الأقدام.

ومكثت الأسرة في مبنى مدرسة مكتظ تابع للأمم المتحدة في النصيرات لأكثر من شهرين، لكنها غادرته في 23 كانون الأول/ ديسمبر، عندما حوّل الجيش الإسرائيلي تركيزه على مخيمات اللاجئين وسط غزة، بذريعة ملاحقة مقاتلي حماس.

ثم فرت الأسرة إلى مخيم المواسي في 23 كانون الأول، معتقدة أنه الخيار الأكثر أمانًا. وفي الليلة الأولى، نام أفراد العائلة في العراء، ثم اشتروا النايلون والخشب من سوق رفح لبناء خيمة.

غلاء أسعار

نعمان، محاسب، ينام على الأرض المغطاة بالنايلون مع زوجته وشقيقته وبناته الست وحفيده. ينامون على جانبهم لتوفير المساحة.

وقال إن تكلفة الخيمة تبلغ 1000 شيكل، أي حوالي 276 دولارًا. وقال: "إنه أمر جنوني تمامًا". وفي ظل اقتصاد الحرب القائم على الطلب في رفح، تتراوح أسعار الخيام العائلية الأكبر حجماً المبنية مسبقاً بين 800 دولار و1400 دولار.

وتبدأ معاناة الأسرة في الخامسة صباحًا. أوضح نعمان أن وظيفته الأولى هي إشعال نار صغيرة لطهي وجبة الإفطار، بينما تقوم زوجته وبناته بعجن العجين لصنع الخبز ثم غسل أوانيهم وصينية الطبخ المعدنية.

وبعد تناول الطعام، يتحول اهتمامهم إلى جلب الماء والطعام، وهي المهام التي تستغرق معظم ساعات النهار.

اعلان
قطعت العائلة عشرات الكيلومترات أثناء النزوح
قطعت العائلة عشرات الكيلومترات أثناء النزوحFatima Shbair/Copyright 2023, The AP

قال نعمان إنه والعديد من أقاربه الصغار يجمعون أباريق الماء من أحد الأنابيب العامة القريبة، وهي مياه تستخدم للغسيل فقط وغير صالحة للشرب. بعد ذلك، يتوجهون إلى واحدة من عشرات صهاريج مياه الشرب المنتشرة في جميع أنحاء المدينة، حيث ينتظرون في الطابور لساعات.

ويبلغ سعر غالون مياه الشرب شيكلاً واحداً، أو 28 سنتاً. وينتظر البعض، الذين هم في أمس الحاجة إلى المال، في الطابور فقط لبيع مكانهم في الطابور.

وبعد جلب المياه، يتنقل أفراد الأسرة بين عدة أسواق مفتوحة للبحث عن الخضروات والدقيق والأغذية المعلبة لتناولها في وجبة ذلك المساء. في هذه الأثناء، ينشغل نعمان بالبحث عن الأغصان وقطع الخشب لإشعال النار.

انتشار الأمراض

ارتفعت أسعار المواد الغذائية في القطاع. وتواجه غزة نقصًا حادًا في الغذاء والدواء وتعتمد إلى حد كبير على المساعدات والإمدادات التي تتدفق عبر معبرين، أحدهما مصري والآخر إسرائيلي، وعلى ما تمت زراعته في الحصاد الأخير. وقالت الأمم المتحدة في أواخر كانون الأول الماضي إن أكثر من نصف مليون شخص في غزة – أي ما يقرب من ربع السكان – يعانون من الجوع.

وقالت داليا أبو سمهدانة، وهي أم شابة تعيش مع عائلة عمها في منزل مزدحم يضم 20 شخصاً في رفح، إن المواد الغذائية الأساسية الوحيدة في سوقها المحلية هي الطماطم والبصل والباذنجان والبرتقال والدقيق.

اعلان

وبلغ ثمن كيس الدقيق الذي يبلغ وزنه 25 كيلوغرامًا قبل 7 تشرين الأول حوالي 10 دولارات. ومنذ ذلك الحين تقلبت الأسعار بين 40 و100 دولار.

وقالت أبو سمهدانة، وهي غير متأكدة من كيفية إطعام ابنتها: "لقد نفدت أموالي تقريباً".

يحق للفلسطينيين النازحين في رفح الحصول على مساعدات مجانية إذا قاموا بالتسجيل لدى وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين، التي توزع الدقيق والبطانيات والإمدادات الطبية في 14 موقعًا في جنوب غزة. وغالباً ما يقضون ساعات في الطابور في انتظار توزيع المساعدات.

مخيم المواسي جنوب قطاع غزة
مخيم المواسي جنوب قطاع غزةFatima Shbair/Copyright 2023, The AP

وقالت أبو سمهدانة، وهي في الأصل من بلدة خان يونس الجنوبية القريبة، إنها حاولت التسجيل للحصول على مساعدات مجانية عدة مرات ولكن تم رفضها بسبب نقص الإمدادات المتاحة.

ومع قلة الخيارات المتبقية، لجأ بعض الفلسطينيين الجياع في رفح إلى انتزاع الطرود من شاحنات المساعدات أثناء مرورها. وأكدت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن بعض إمدادات المساعدات اختطفت من الشاحنات المتحركة لكنها لم تقدم أي تفاصيل.

اعلان

في غضون ذلك، حذر مسؤولو الصحة من تزايد انتشار الأمراض، خاصة بين الأطفال.

وقد أبلغت منظمة الصحة العالمية عن عشرات الآلاف من حالات التهابات الجهاز التنفسي العلوي والإسهال والقمل والجرب وجدري الماء والطفح الجلدي والتهاب السحايا في ملاجئ الأمم المتحدة.

ويعود الانتشار السريع للمرض أساساً إلى الاكتظاظ وانعدام النظافة بسبب نقص المراحيض والمياه اللازمة للاغتسال.

وقامت عائلة أبو جراد بحفر مرحاض مؤقت ملحق بالخيمة لتجنب الحمامات المشتركة. ومع ذلك، فإن الأسرة معرضة للإصابة بالأمراض.

وقالت ماجدة، زوجة نعمان: "حفيدتي تبلغ من العمر 10 أشهر، ومنذ يوم مجيئنا إلى هذا المكان، وهي تعاني من فقدان الوزن والإسهال".

اعلان

المصادر الإضافية • أ ب

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

أسامة حمدان يدعو الصحة العالمية لإعلان غزة منطقة مجاعة ويؤكد مجددا: لا مفاوضات تحت النار

"شكرا جنوب إفريقيا" وسمٌ يكتسح مواقع التواصل في "يوم تاريخي" من مرافعة قضائية ضد إسرائيل في لاهاي

مطالبين بوقف "الإبادة الجماعية في غزة".. متظاهرون يقطعون جلسة لمجلس ولاية كاليفورنيا الأميركية