للمرة الأولى في تاريخ الولايات المتحدة، وقع الرئيس جو بايدن، أمرا رئاسيا يسمح بفرض عقوبات على مستوطنين إسرائيليين ضالعين في هجمات ضد الفلسطينيين ونشطاء السلام في الضفة الغربية المحتلة.
اعلانفرض الرئيس الأمريكي جو بايدن عقوبات على أربعة مستوطنين إسرائيليين متهمين بمهاجمة الفلسطينيين ونشطاء السلام في الضفة الغربية المحتلة، وأصدر أمرا تنفيذيا في هذا الغرض، يفرض عليهم عقوبات مالية ويمنع منحهم التأشيرة.
وأشار نص الأمر إلى أن المستوطنين المعنيين، متورطون في أعمال عنف، وإطلاق التهديدات ومحاولات تدمير أو استيلاء على الممتلكات الفلسطينية.
وتقول السلطات الفلسطينية وجماعات حقوقية إن بعض الفلسطينيين قتلوا، وإن المستوطنين أحرقوات سيارات وهاجموا تجمعات بدوية وأجبروهم على الإخلاء.
عقوبات
وبموجب العقوبات، يتم تجميد أي أصول أو حسابات مصرفية لدى هؤلاء المستوطنين الأربعة في الولايات المتحدة الأميركية، ويتم فرض عقوبات على الجهات التي تتعامل معهم تجاريا أو تحول لهم الأموال عبر النظام المصرفي الأميركي، ولن يُسمح لهم بدخول الولايات المتحدة.
وقال مسئولون أمريكيون إنهم بصدد التقييم إذا كان ينبغي إنزال العقوبة بمستوطنين آخرين، متورطين في هجمات زادت حدتها خلال الحرب التي تشنها إسرائيل على الفلسطينيين في قطاع غزة.
وكان موقع "أكسيوس" الأمريكي، نقل عن مسؤولين رفيعي المستوى في البيت الأبيض، أن الأمر التنفيذي سوف يسمح كذلك بفرض عقوبات مستقبلية على السياسيين الإسرائيليين، أو المسؤولين الحكوميين المتورطين في الهجمات على المدنيين الفلسطينيين، سواء كان ذلك بالدعوة أو بالتحريض.
من جانبه قال مستشار الأمن الأقومي جاك سوليفان، إن هذا العنف يشكل تهديدا خطيرا للسلام والأمن والاستقرار في الضفة الغربية والمنطقة ويهدد الأمن القومي لبلاده.
غضب في ميشيغان
وتعتبر هذه الخطوة "رغم رمزيتها" غير مسبوقة، ولم تتخذها أي إدارة أمريكية للتعامل مع عنف المستوطنين، وتأتي بالتزامن مع توجه بايدن لولاية ميشيغان المتأرجحة انتخابيا والتي تعد أيضا بؤرة الغضب الأميركي العربي المتنامي ضد الحزب الديمقراطي من جراء سياساته المؤيدة لإسرائيل في الحرب على غزة. ويأمل بايدن في الاحتفال بتأييده الأخير من نقابة عمال السيارات خلال زيارته ميشيغان.
وقبل وصول بايدن إلى الولاية، نظم نشطاء حركة "التخلي عن بايدن" مؤتمرا صحافيا قالوا فيه إنه غير مرحب به في ميشيغان.
وتوجهت الناشطة سمراء لقمان بكلامها إلى بايدن قائلة: "نطلب منك العودة إلى البيت الأبيض أو إسرائيل حيث تنمي..ولا تظهر وجهك في ميشيغان حتى يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار على الأقل".
لكن رغم هذه الخطوة، سيظل بايدن مضطراً إلى مواجهة غضب الأمريكيين العرب مع استمرار الحرب الإسرائيلية الدامية في غزة، وكان قد طلب من الكونغرس مليارات الدولارات كمساعدات عسكرية إضافية لإسرائيل.
كما استخدمت حكومته حق النقض مرات عدة ضد دعوات في مجلس الأمن الدولي لوقف إطلاق النار، وهو ما ترك العديد من المسلمين وذوي الأصول الشرق أوسطية يشعرون بخيانة الحزب الديمقراطي لهم.