Newsletter الرسالة الإخبارية Events الأحداث البودكاست فيديو Africanews
Loader
ابحثوا عنا
اعلان

اغتيال السادات.. من هم القادة العرب الذين دفعوا حياتهم ثمنا للتقرب من إسرائيل ومن يخشى ذات المصير؟

الرئيس المصري أنور السادات يوم اغتياله في 6 أكتوبر 1981
الرئيس المصري أنور السادات يوم اغتياله في 6 أكتوبر 1981 حقوق النشر  AP Photo/Bill Foley, File
حقوق النشر AP Photo/Bill Foley, File
بقلم: يورونيوز
نشرت في آخر تحديث
شارك هذا المقال محادثة
شارك هذا المقال Close Button

اقتراب الزعيم العربي من إسرائيل، والتعاون معها سراً أو علانية، ليس بالأمر الهين. صحيح أنه يحقق له مكاسب دبلوماسية على الساحة الدولية، لكن الصحيح أيضاً أنه يعرضه للخطر والقتل.

اعلان

في ذكرى اغتيال السادات.. قادة عرب اقتربوا من إسرائيل فقتلوا وبن سلمان يخشى أن يلقى نفس المصير

اقتراب الزعيم العربي من إسرائيل، والتعاون معها سراً أو علانية، ليس بالأمر بالهين. صحيح أنه يحقق له مكاسب دبلوماسية على الساحة الدولية، لكن الصحيح أيضاً أنه يعرضه للخطر والقتل.

في مثل هذا اليوم بالتمام والكمال قبل 43 عاماً، اغتيل الرئيس المصري أنور السادات، في حادثة عُرفت باسم "حادثة المنصة". فقُتل برصاص جنود في جيشه.

وينظر إلى من كان يعُرف وقتها ببطل الحرب والسلام على أنه النموذج للزعيم العربي الذي دفع حياته ثمناً لعلاقته مع إسرائيل، حينما أقدم على مجازفة كبيرة بزيارة القدس عام 1977، في حين كان العالم العربي كله يكن العداء لتل أبيب.

الرئيس الأميركي يتوسط الرئيس المصري ورئيس الوزراء الإسرائيلي 06/09/1978
الرئيس الأميركي يتوسط الرئيس المصري ورئيس الوزراء الإسرائيلي 06/09/1978 AP file

لكن في الحقيقة، ليس السادات وحده من قتل بالرصاص أو القنابل نتيجة اقترابه من الدولة العبرية، فقد سبق زعيم وتلاه آخر، وفي هذه الأيام يخشى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أن يواجه المصير ذاته.

الرئيس المصري أنور السادات ونائبه حسني مبارك 06/10/1981
الرئيس المصري أنور السادات ونائبه حسني مبارك 06/10/1981 AP Photo/Bill Foley

وهؤلاء هم: الملك عبد الله الأول، جد ملك الأردن الحالي، عبد الله الثاني بن الحسين، والرئيس اللبناني السابع للبنان، بشير الجميل، بالإضافة إلى أنور السادات.

الملك الذي وافق على التقسيم مبكرا

في مذكراته التي حملت اسم "كارثة فلسطين"، يروي الضابط الأردني عبد الله التل: "إنني حينما أستعرض في خاطري أسماء أولئك الذين ساعدوا العدو على اغتصاب فلسطين وتشريد عرب فلسطين أجدهم في عالم آخر تلفهم صفحات سود من تاريخ الكارثة، فملك الأردن (عبد الله الأول)، قضى صريع رصاصات على عتبات المسجد الأقصى، ورئيس حكومته (توفيق أبو الهدى) شنق نفسه".

وقُتل الملك عبد الله الأول عام 1951، بينما كان يهم بدخول المسجد الأقصى برصاصات أطلقها عليه شاب مقدسي يدعى مصطفى شكري عشو، لتطوى بذلك سيرة أول الزعماء العرب الذين اقتربوا من إسرائيل.

ملك الأردن عبد الله الأول 08/10/1947
ملك الأردن عبد الله الأول 08/10/1947 AP/ AP

وتقدم الأكاديمية في جامعة ماساتشوستس الأمريكية، ماري ولسن، السيرة الذاتية الأكثر رصانة لأول ملك أردني، وجاءت بعنوان "عبد الله وشرق الأردن بين بريطانيا والحركة الصهيونية".

وكان الملك طموحاً ساعياً إلى توسيع رقعة مملكته، وفق المؤلفة، إذ حاول تجميع أجزاء أخرى من العالم العربي تحت وصايته مثل سوريا والعراق وفلسطين، لكنه في الوقت نفسه كان يعتمد على الضباط البريطانيين وتمويل لندن لتغطية نفقاته، في ظل إمارته التي كانت بلا مدينة حقيقية وبلا موارد طبيعية.

ومنذ البداية، حرص عبد الله الأول، عندما كان لا يزال أميرا على شرق الأردن على تجنب انتقاد سياسة بريطانيا فيما يخص إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، وجاء في الكتاب نقلاً عن أحد الضباط البريطانيين "ما من شيء كان بالغ السوء لعبد الله سوى أنه جاء إلى القدس وعبر عن تأييده للصهيونية".

وتلقف عبد الله اقتراح اللجنة البريطانية التي عرفت باسم لجنة "بيل" عام 1937 القاضي بتقسيم فلسطين، قبل أن يصبح قرارا دوليا في 1947، مواصلا نسج علاقات مع الحركة الصهيونية لكنه في العلن كان يقول أشياء أخرى.

وقبيل إعلان دولة إسرائيل في منتصف أيار 1948، ألح على رئيسة الوكالة اليهودية حينها، غولدا مائير، إرجاء إعلان قيام دولة إسرائيل، ما يعكس حجم العلاقات بين الطرفين، ودخل جيشه المناطق المخصصة للعرب من فلسطين، وتخلت القوات الأردنية عن اللد والرملة، وأدى سقوط المدينتين وطرد سكانهما على أيدي القوات الإسرائيلية إلى تدهور مكانة عبد الله وسقوطها.

"لقد قتلت الفرعون"

تقول جيهان السادات، زوجة الرئيس المصري الأسبق، أنور السادات: "منذ أن أعلن زوجي نيته الذهاب إلى القدس لعقد السلام مع إسرائيل علمت أنه سيقتل"، كما ورد في سيرة الرئيس المصري الراحل التي كتبها الصحفي الفرنسي، روبير سوليه، في كتابه الذي حمل اسم "السادات" فقط.

وكررت سيدة مصر الأولى آنذاك هذا الحديث في أكثر من مناسبة، فقالت في مقابلة مع برنامج "شاهد على العصر"، الذي كان يبث على شاشة قناة "الجزيرة" القطرية رداً على سؤال: "مَن قتل السادات؟"، فأجابت: "إن معاهدة السلام مع إسرائيل هي التي قتلته".

لكن ثمة تفاصيل في الأمر، إذ كان هناك ضابط في سلاح المدفعية يدعى خالد الإسلامبولي خطط لعملية الاغتيال، واختار العرض العسكري بمناسبة حرب أكتوبر، كونه سيشارك فيه.

جندي مصري يطلق النار على الرئيس المصري أنور السادات خلال العرض العسكري في 6 أكتوبر 1981
جندي مصري يطلق النار على الرئيس المصري أنور السادات خلال العرض العسكري في 6 أكتوبر 1981 AP/AP1981

واستبدل الإسلامبولي الجنود الثلاثة في عربته بثلاثة من عناصر تنظيم الجهاد بعدما أعطاهم مسهلا معويا قوي المفعول، وكان من بين هؤلاء حسين عباس القناص البارع، وفي المجمل شارك 6 عناصر في العملية.

وفي اللحظة التي رفع فيها المسؤولون والجمهور أنظارهم للسماء للاستمتاع بتحليق الطائرات الحربية، توقفت عربة الإسلامبولي أمام المنصة التي كان فيها السادات. أشهر هذا الضابط رشاشه تجاه الرئيس وأطلق النار قبل أن يصيح "لقدت قتلت الفرعون"، ويُروى أنه صرخ في وزير الدفاع الجالس إلى يسار الرئيس المصري: "ابتعد، هذا الكلب هو من أريده".

وكانت تلك هي النهاية "غير المفاجئة" للسادات، بحسب ما كتبت صحيفة "التايمز" البريطانية حينها.

وكان مقتله نهاية طريق سلكه في التقرب من إسرائيل. وبدأ ذلك في زيارة القدس عام 1977، وبحسب سوليه، فقد حل الغضب محل الذهول في العالم العربي، ووقعت اعتداءات ضد سفارتي مصر وأثينا وبيروت، أما ملك السعودية حينها خالد بن عبد العزيز فقد "دعا الله بأن تسقط الطائرة التي تقل السادات إلى القدس وتتحطم قبل أن يصل إليها".

وفي نفس اليوم الذي أعلن فيه السادات الزيارة، قدم وزير الخارجية إسماعيل فهمي استقالته، رغم أنه كان من المعتدلين، وذكر فيما بعد أن زيارة السادات تعني عمليا الاعتراف بالإسرائيل وإنهاء حالة الحرب، أي الأوراق الأساسية لمصر، دون أن تحصل الأخيرة على شيء.

رئيس على ظهر دبابة إسرائيلية

بشير الجميل حالة تختلف عن سابقيه، فقد كان قائدا لميليشيا مسيحية ارتكبت فظائع بحق المسلمين والفلسطينيين خلال الحرب الأهلية في لبنان. وكان حزب الكتائب الذي ينتمي إليه الجميل قد قرر في خمسينيات القرن الماضي بناء علاقات مع إسرائيل، إذا فإن هذه العلاقة لم تكن بحسب البعض "اضطرارا"، كما يقول المذكور في فترة الحرب الأهلية التي تواجهت فيه الكتائب مع الحركة الوطنية اللبنانية والفصائل الفلسطينية.

ونشرت صحيفة "هآرتس" وثائق عام 2022 تظهر أن إسرائيل بنت علاقات مع هذا الحزب وغيره في لبنان في الخمسينيات، كما تؤكد أن المخابرات الإسرائيلية سلمت شحنات أسلحة إلى مسلحي هذا التنظيم بعيد اندلاع الحرب الأهلية عام 1975.

الرئيس اللبناني بشير الجميل على متن سفينة عسكرية تابعة للبحرية الأمريكية المارينز 08/09/1982
الرئيس اللبناني بشير الجميل على متن سفينة عسكرية تابعة للبحرية الأمريكية المارينز 08/09/1982 Bill Foley/AP

وانتخب بشير الجميل رئيساً في 23 آب/ أغسطس 1982، حينما كانت الدبابات الإسرائيلية تحتل بلاده إثر الغزو الذي أخرج منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان. وشكك حينها كثيرون بنزاهة انتخابه، خاصة أن عددا من النواب أُجبروا على حضور جلسة التصويت على انتخابه، وساد اعتقاد بأن وضع الجميل رئيسا للبنان بهذه الطريقة هو جزء من خطة إسرائيلية لإقامة نظام سياسي لبناني موال لها.

ولم يمض الجميل في الحكم سوى 21 يوماً، إذ اغتيل في 14 أيلول/ سبتمبر، عبر تفجير مقر حزب الكتائب الذي كان يتزعمه، وقتل معه في الانفجار 26 شخصاً آخرين.

دبابة تابعة للجيش الإسرائيلي بالعاصمة اللبنانية بيروت 15/09/1982
دبابة تابعة للجيش الإسرائيلي بالعاصمة اللبنانية بيروت 15/09/1982 Bob Dear/AP

والمتهم الرئيسي في اغتيال الجميل هو حبيب الشرتوني، المنتمي للحزب السوري القومي الاجتماعي، وعُرف عنه قربه من الفصائل الفلسطينية والأحزاب اللبنانية. وبقي الشرتوني في السجن حتى عام 1990، وبعدما حاصرت وحدات من الجيش السوري القصر الرئاسي لإسقاط رئيس الحكومة الانتقالية حينها، ميشال عون، إلى أن حدثت اضطرابات مكنت الشرتوني من الفرار.

الرئيس اللبناني بشير الجميل مع أرئيل شارون وعدد من الجنرالات الإسرائيليين
الرئيس اللبناني بشير الجميل مع أرئيل شارون وعدد من الجنرالات الإسرائيليين سوشال ميديا

ولا يعلم ما مصيره حتى الآن، لكن صحيفة "الأخبار" اللبنانية المقربة من حزب الله، نشرت عام 2023 مقالات باسم "حبيب الشرتوني"، أكد فيها أن الجميل "خائن وعميل"، بسبب صلاته مع إسرائيل.

بن سلمان يخشى تكرار السيناريو

وفي الوقت الراهن، يخشى ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، أن يواجه مصيرا مماثلا لمصير الملك عبد الله الأول وبشير الجميل والسادات، خاصة مع تزايد الإشارات عن قرب التطبيع بين الرياض وتل أبيب.

وفي آب/ أغسطس الماضي، نقل موقع "بوليتيكو" الأمريكي عن أعضاء في الكونغرس التقوا بن سلمان، أن الأخير يخشى الاغتيال.

محمد بن سلمان: لا تعنيني القضية الفلسطينية وغير مهتم بها شخصيا لكن شعبي يهتم

وقد ذكر الأمير السعودي لأعضاء الكونغرس أنه يعرض حياته للخطر في متابعته صفقة كبيرة مع الولايات المتحدة وإسرائيل تتضمن تطبيع العلاقات بين الرياض وتل أبيب.

ولي العهد السعودي محمد بن سلمان
ولي العهد السعودي محمد بن سلمان Athit Perawongmetha/Pool Photo via AP

وفي مناسبة واحدة على الأقل، استحضر بن سلمان أنور السادات، الزعيم المصري الذي قُتل بعد إبرام اتفاق كامب ديفيد وتساءل عما فعلته الولايات المتحدة لحماية السادات، وفقاً لـ "بوليتيكو".

وأثناء مناقشته التهديدات التي يواجهها، شرح ضرورة أن تتضمن مفاوضات صفقة غزة مسارًا حقيقيًا لإقامة دولة فلسطينية، خاصة بعد أن أدت الحرب على القطاع إلى زيادة الغضب العربي تجاه إسرائيل.

 

انتقل إلى اختصارات الوصول
شارك هذا المقال محادثة

مواضيع إضافية

لماذا يفضل السياح الإسرائيليون الإمارات ودبي تحديدا؟

غانتس يدعو للتعامل مع جنوب لبنان كمناطق "أ" في الضفة الغربية.. ماذا يعني ذلك؟

بعد 6 عقود على اغتياله.. عائلة مالكوم إكس تقاضي جهات أمنية أمريكية بتهمة التواطؤ في الجريمة