أعلن حزب الله، يوم الثلاثاء، تعيين نعيم قاسم خلفًا للأمين العام السابق حسن نصر الله، الذي اغتالته إسرائيل في أواخر الشهر الماضي. وفي بيان رسمي، أوضح الحزب أن "مجلس الشورى قرر تعيين قاسم في الأمانة العامة"، متمنيًا له التوفيق والنجاح في مهمته الجديدة.
ماذا نعرف عنه؟
نعيم قاسم يُعتبر من الشخصيات المؤسسة لحزب الله في الثمانينيات، وقبل هذه الفترة كان يشغل منصب نائب المسؤول الثقافي المركزي في حركة "أمل"، المعروفة آنذاك بـ"حركة المحرومين".
وبهذه الصفة، ساهم قاسم في رسم الملامح الأولى للتوجه الفكري والتنظيمي للحركة، والتي شكلت نقطة انطلاق لحزب الله لاحقًا، خاصة مع تصاعد التوترات في لبنان وظهور الحاجة لما يصفوه بتنظيم "مقاوم ضمن الطائفة الشيعية لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي".
وُلد قاسم في بيروت، وهو جنوبيّ من قرية كفرفيلا، وأتم تعليمه الديني على يد كبار علماء المسلمين، وهو مجاز في الكيمياء، وقد عمل سابقًا مدرسًا في المدارس الحكومية، ولديه عدة مؤلفات في النواحي السياسية والثقافية والتربوية، منها كتاب يروي تجربة حزب الله السياسية والعسكرية.
انضم إلى حركة أمل في السبعينيات تحت قيادة الإمام موسى الصدر فتأثر به، وكان له دور بارز في تفعيل المؤسسات الثقافية والحركات الإسلامية، حيث شارك في تأسيس الاتحاد اللبناني للطلبة المسلمين.
انتخب قاسم في مجلس شورى حزب الله ثلاث مرات، وتولى عدة مناصب في المجلس التنفيذي والقطاع التربوي.
عام 1991، عيّن نائبًا للأمين العام لحزب الله آنذاك عباس الموسوي، وبقي في منصبه بعد اغتيال الأخير في غارة إسرائيلية استهدفته وعائلته، ليصبح رفيق نصر الله في مشواره بعد توليه الأمانة، ومحلّ ثقته لأكثر من 30 عامًا.
يعرف قاسم بكثرة ظهوره الإعلامي، إذ غالبًا ما كان يمثل نصر الله في عدة مناسبات وإطلالات، وكان يدير بمهارة ملفات العمل السياسي والحكومي والمؤسساتي.
وعقب اغتيال نصر الله، نعاه قاسم في إطلالة إعلامية، واصفا إياه بـ"الأخ" و"العزيز"، متعهدا بالسير على نهجه ومتابعة الطريق ذاته.
ومنذ ذلك الحين، ظهر قاسم في عدة مناسبات إعلامية، ليعرض وجهة نظر حزب الله حول التطورات السياسية على الساحة اللبنانية، خاصة فيما يتعلق بمفاوضات وقف إطلاق النار في لبنان والرد على الادعاءات الإسرائيلية التي تحدثت عن تراجع قوة حزب الله العسكرية.
وتميزت تصريحات قاسم في إطلالاته الأخيرة بحدة اللغة، إذ وصف إسرائيل بـ"الوحش الهائج"، وتوعد بإعادتها إلى "الحظيرة"، في إشارة واضحة إلى أن الحزب ماض في حربه حتى إلحاق الهزيمة بالدولة العبرية.