تقرير "هيومن رايتس ووتش": إسرائيل ارتكبت جرائم حرب في لبنان

نشرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" تقريرًا وثقت فيه تداعيات الحرب الإسرائيلية على لبنان بعد ما يزيد عن سنة من اتفاق وقف الأعمال العدائية بين الطرفين. وأشارت إلى أن الانتهاكات الإسرائيلية "ترتقي لتكون جرائم حرب"، وذلك بسبب استهداف الصحفيين والمدنيين والمسعفين، فضلًا عن المؤسسات المالية وقوات حفظ السلام.

حصيلة الضحايا خلال وبعد الحرب في لبنان

قالت المنظمة إن الغارات الإسرائيلية قتلت أكثر من 3,961 شخصًا في لبنان بين أكتوبر 2023 ووقف إطلاق النار في 27 نوفمبر 2024.

وكان من بين الضحايا 736 امرأة، و222 من العاملين في المجال الصحي والإغاثي، و248 طفلًا. وقد أعلنت وزارة الصحة اللبنانية الشهر الماضي عن مقتل وإصابة 1308 شخصًا إضافيين بعد وقف إطلاق النار، نتيجة الغارات أو عمليات الاغتيال.

وكانت إسرائيل قد أعلنت توسيع الحرب في 23 سبتمبر عبر عملية "سهام الشمال"، حيث قُتل 558 شخصًا على الأقل بينهم 50 طفلًا، وأصابت أكثر من 1,835 آخرين في ذلك اليوم.

صواريخ حزب الله وعملية مجدل شمس

من جهة أخرى، أوضحت المنظمة أن صواريخ حزب الله قتلت 30 مدنيًا على الأقل. كما أشارت إلى هجوم 27 يوليو على بلدة مجدل شمس في الجولان المحتل، الذي ألقت إسرائيل مسؤوليته على الحزب وأدى إلى مقتل 12 طفلًا، بينما نفى حزب الله مسؤوليته عن الحادث.

استهداف إسرائيلي للمسعفين والصحفيين واليونيفيل

وتناول التقرير استهداف المسعفين والمرافق الصحية، حيث أفاد بأن إسرائيل استهدفت بشكل "غير قانوني" في مارس مركزًا للطوارئ والإغاثة في جنوب لبنان باستخدام قنابل موجهة، ما أسفر عن مقتل سبعة متطوعين.

كما وثقت ثلاث هجمات إسرائيلية أخرى، منها استهداف فرق إسعاف في بيروت ووسط لبنان في 3 أكتوبر، ومستشفى وسيارة إسعاف في جنوب لبنان في 4 أكتوبر، مما أدى إلى مقتل 14 مسعفًا.

ولفت التقرير إلى استهداف إسرائيل المتكرر لعناصر حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (اليونيفيل) في جنوب لبنان، وكذلك "استهدافها المتعمد" للمؤسسات المالية المرتبطة بحزب الله، معتبرًا أن هذه الهجمات تشكل "جرائم حرب".

كما وثق استخدام قنبلة جوية موجهة أمريكية الصنع في هجوم غير قانوني أدى إلى مقتل ثلاثة صحفيين في حاصبيا، وهو هجوم وصفته المنظمة بأنه "متعمد ضد المدنيين ويشكل جريمة حرب محتملة".

استخدام الفوسفور الأبيض وأجهزة البيجر

وكشف التقرير عن استخدام إسرائيل للأسلحة المحظورة دوليًا، مثل الفوسفور الأبيض، في 17 قرية لبنانية على الأقل، بما في ذلك مناطق مأهولة بالسكان.

كما أدانت المنظمة عملية تفجير أجهزة النداء اللاسلكية (البيجر) في سبتمبر، التي أودت بحياة 37 شخصًا بينهم أطفال ومسعفون، وأصابت أكثر من 2,800 شخص، واصفة إياها بـ"هجوم عشوائي ينتهك القانون الإنساني الدولي".

إعاقة عمليات النزوح وتردي الحالة الاقتصادية

وبحسب التقرير، أعاقت الغارات الجوية الإسرائيلية في 4 أكتوبر على المعبر الحدودي بين لبنان وسوريا عمليات نزوح المدنيين والعمل الإنساني.

كما كشف التقرير أن النزاع تسبب في نزوح أكثر من 1.2 مليون شخص، وتدمير أو إلحاق أضرار بأكثر من 100,000 منزل.

وقد أسهمت الحرب في تفاقم الأزمة الاقتصادية الحادة، حيث قُدّرت الخسائر بنحو 8.5 مليارات دولار، وفقد نحو 166 ألف شخص وظائفهم، فيما بلغت خسائر القطاع الزراعي حوالي 1.2 مليار دولار. ويُشير التقرير إلى أن أكثر من 70% من السكان كانوا يعيشون في حالة فقر متعدد الأبعاد حتى قبل اندلاع النزاع.