يبدو أن وقت الاحتفال قد انتهى، تحديدا ذلك الذي يأخذ من صوت الرصاص منبرا له. فالمعارضة السورية التي باتت تسيطر على السلطة في دمشق دعت مقاتليها للتوجه إلى قواعدهم العسكرية، وأعلنت أن إطلاق النار في الهواء أمسى محظورا، تمهيدا لعودة الحياة إلى طبيعتها في سوريا، وخصوصا على مستوى مؤسسات الدولة.
دعا زعيم أكبر فصيل معارض في سوريا، وهي هيئة تحرير الشام، المقاتلين للعودة إلى قواعدهم العسكرية اعتباراً من الاثنين. جاء ذلك خلال كلمة ألقاها أحمد الشرع -المعروف سابقًا باسم أبو محمد الجولاني- أثناء أداء مقاتليه الصلاة في الجامع الأموي وسط دمشق.
وقال الشرع: "غداً صباحاً عندما تبدأ المؤسسات في أداء أعمالها من خدمات وأمن وشرطة، أتمنى من كل من يحمل سلاحاً أن يذهب إلى قاعدته ويلتزم بفرقته أو كتيبته أو لوائه. لن نقبل أو نسمح بفوضى السلاح في الشوارع إطلاقاً".
وأعلن أنه عندما تبدأ المؤسسات الحكومية في أداء خدماتها، فإنه لن يُتسامح مع ظهور الأسلحة في الشوارع أو إطلاق النار.
ويقود أبو محمد الجولاني، وهو قائد سابق في تنظيم القاعدة وقطع علاقاته بالجماعة منذ سنوات، أكبر فصيل متمرد في سوريا وهو على استعداد لرسم مستقبل البلاد.
وبعد أن سقط نظام بشار الأسد في سوريا وسيطرت المعارضة على البلاد. قالت وكالة "رويترز" إن المعارضة السورية المسلحة كانت قد أبلغت تركيا بخطتها لشن الهجوم -الذي وافقت عليه- قبل ستة أشهر، وأشارت إلى أنه كان "من بنات أفكار" الجولاني.
يشار إلى أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أعرب عن دعم واشنطن "الانتقال السلمي للسلطة إلى حكومة سورية شاملة"،مؤكدا أن بلاده "سوف تراقب التطورات عن كثب، من أجل التعامل مع الشركاء في المنطقة".