شنّ الطيران الإسرائيلي سلسلة غارات مكثفة فجر الخميس على مواقع في العاصمة اليمنية صنعاء ومدينة الحديدة، مما أدى إلى مقتل تسعة أشخاص وإصابة آخرين، بحسب مصادر محلية.
وقالت قناة "المسيرة" التابعة (للحوثيين) إن الغارات استهدفت منشآت للطاقة، بينها محطة توليد مركزية في منطقة حزيز بصنعاء، حيث التهمت النيران المنشأة وسط جهود فرق الدفاع المدني لإخماد الحريق.
في مدينة الحديدة، حيث أفادت القناة بمقتل سبعة أشخاص في منطقة الصليف، إضافة إلى مقتل شخصين في منشأة رأس عيسى النفطية. ونشرت القناة مقاطع مصورة تُظهر أضراراً جسيمة لحقت بالمرافق المستهدفة.
في المقابل، أوضح الجيش الإسرائيلي أن العملية تمت على مرحلتين، باستخدام 14 طائرة مقاتلة. ركزت المرحلة الأولى على موانئ الحديدة والصليف ومنشأة رأس عيسى النفطية على البحر الأحمر، بينما استهدفت المرحلة الثانية منشآت الطاقة في صنعاء.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: "نفّذ نا غارات دقيقة استهدفت أهدافًا عسكرية حوثية في اليمن، شملت موانئ وبُنى تحتية في صنعاء".
واعتبر الجيش أن الغارات تأتي ضمن عملية مخططة مسبقاً للرد على ما وصفه بـ"أشهر من هجمات الحوثي"، نافياً أن تكون الضربات رداً مباشراً على الصاروخ الذي أطلقه الحوثيون صباح الخميس واعترضته الدفاعات الإسرائيلية قبل وصوله إلى الأراضي المحتلة.
من جهته، أعلن المتحدث العسكري لجماعة أنصار الله (الحوثيين)، يحيى سريع، أن "القوات المسلحة نفذت عملية عسكرية نوعية استهدفت موقعين عسكريين في يافا المحتلة". وأكد سريع أن "العملية جاءت بالتزامن مع العدوان على اليمن".
من جانبه، بارك أبو عبيدة الهجوم الصاروخي الذي نفذته جماعة أنصار الله، معربا عن تقديره لموقفهم القوي في دعم غزة. ودعا الناطق العسكري باسم كتائب "القسام" الحوثيين إلى تصعيد هجماتهم حتى "يرضخ الاحتلال الصهيوني ويوقف حرب الإبادة ضد الفلسطينيين".
وفي بيان له، أكد أبو عبيدة قائلا: "نبارك الهجوم الصاروخي الذي نفذه إخواننا في أنصار الله باتجاه قلب الكيان الصهيوني، ونثمن وقوفهم الثابت إلى جانب غزة. ندعوهم إلى تكثيف هجماتهم حتى يضطر الاحتلال للتراجع عن عدوانه".
وأضاف أبو عبيدة: "كما ندين الهجمات الإرهابية التي شنها الكيان الصهيوني على شعبنا في اليمن، مما يثبت أن هذا الاحتلال هو عدو للأمة كلها. ومن واجب جميع مكونات الأمة التصدي لإجرامه ودعم صمود الفلسطينيين، فهم خط الدفاع الأول عن الأمة".
هذا، وأشار موقع "أكسيوس" الأمريكي إلى أن تل أبيب أبلغت واشنطن مسبقًا بشأن الضربة على اليمن، فيما أكّد وزير الدفاع يسرائيل كاتس أنه صدّق على تنفيذ هجمات ضد عشرات المنشآت الاستراتيجية التابعة للحوثيين.
وقال موقع "والا" العبري: "قبل بدء الهجوم على اليمن، وصل وزير الدفاع إلى قاعدة سلاح الجو للتأكد من خطط الهجوم والأهداف. من الواضح أن الهجوم أدى إلى شلل كامل في منظومة العمل داخل ثلاثة من الموانئ البحرية التابعة للحوثيين، مما يشكّل ضررًا اقتصاديًا شديدًا للغاية".
في سياق متصل، أطلق الحوثيون صاروخًا على تل أبيب، حيث أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" بوقوع أضرار كبيرة في مدرسة برمات غان وانهيار المبنى المركزي إثر سقوط صاروخ اعتراضي إسرائيلي بعد الهجوم الإسرائيلي على اليمن.
وقال رئيس بلدية رمات غان بتل أبيب إن المدرسة التي أصابها الصاروخ اليمني سيتم هدمها وبناؤها من جديد.
من جهته، شدد عضو المكتب السياسي في حركة أنصار الله محمد البخيتي على أن "مساندة غزة مستمرة حتى وقف جرائم الابادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني والسماح بدخول الغذاء والدواء والوقود إلى القطاع".
كما أدانت الخارجية الإيرانية الهجوم على اليمن وقالت إنه "خرق للقانون الدولي".