أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس تعليمات للجيش الإسرائيلي بالاستعداد "للدفاع" عن مدينة جرمانا ذات الأغلبية الدرزية في ضواحي دمشق، وسط تقارير عن تعرضها لهجوم من قبل القوات السورية.
وجاء في بيان صادر عن مكتب كاتس: "لن نسمح للنظام الإسلامي المتطرف في سوريا بإيذاء الدروز. إذا قام النظام بإلحاق الضرر بالدروز، سنتحرك ضده".
وأضاف البيان أن إسرائيل ملتزمة بحماية أبناء الطائفة الدرزية في سوريا، في إطار تعهدها تجاه المجتمع الدرزي في إسرائيل، مشيرةً إلى أنها ستتخذ "كل الخطوات المطلوبة للحفاظ على سلامتهم".
ويشير البيان إلى احتمال توغل القوات الإسرائيلية بشكل أوسع داخل الأراضي السورية، في وقت يسعى فيه حكام دمشق الجدد إلى تعزيز سيطرتهم بعد أكثر من عقد من الحرب الأهلية.
وشهدت مدينة جرمانا اضطرابات يوم الجمعة، عندما دخل أحد عناصر قوات الأمن السورية وأطلق النار في الهواء، ما أدى إلى اشتباكات مع مسلحين محليين انتهت بمقتله. وفي اليوم التالي، وصل مسلحون من "المليحة" إلى جرمانا واشتبكوا مع مقاتلين دروز، مما أسفر عن مقتل أحد المقاتلين الدروز وإصابة تسعة آخرين، وفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
إسرائيل تضغط على الولايات المتحدة للإبقاء على القواعد الروسية في سوريا
تبذل إسرائيل جهودًا دبلوماسية مكثفة لإقناع الولايات المتحدة بضرورة إبقاء سوريا في حالة ضعف وتفكك، مع الإبقاء على القواعد العسكرية الروسية هناك، في مسعى لكبح النفوذ التركي المتزايد في المنطقة، وفقًا لما نقلته أربعة مصادر مطلعة لوكالة رويترز.
وأوضحت المصادر أن العلاقة بين إسرائيل وتركيا، التي لطالما شابها التوتر، شهدت تصعيدًا حادًا خلال الحرب على غزة. وأبلغ مسؤولون إسرائيليون واشنطن أن النظام الجديد في سوريا، المدعوم من أنقرة، يشكل تهديدًا مباشرًا لحدود إسرائيل.
وتشير هذه التحركات إلى حملة إسرائيلية منظمة تهدف إلى التأثير على السياسة الأمريكية في مرحلة مفصلية بالنسبة لسوريا، حيث تسعى هيئة تحرير الشام إلى ترسيخ حكمها وإقناع واشنطن برفع العقوبات الاقتصادية المشددة المفروضة على البلاد.
وبحسب ثلاثة مصادر أمريكية، فقد نقلت إسرائيل موقفها إلى كبار المسؤولين الأمريكيين خلال اجتماعات عقدت في واشنطن في شباط/فبراير، وأثناء لقاءات لاحقة في إسرائيل مع أعضاء في الكونغرس الأمريكي. وأكد مصدران أن أبرز النقاط التي طرحتها إسرائيل تمّ تسجيلها على ورقة، وُزّعت فيما بعد على بعض كبار المسؤولين الأمريكيين.
إسرائيل تطالب بانسحاب قوات دمشق من جنوب سوريا
يأتي هذا التطور بعد تحذير إسرائيلي الأسبوع الماضي من دخول القوات السورية الجديدة، التي تولت السلطة بعد الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد، إلى المنطقة الواقعة جنوب دمشق.
كما طالبت إسرائيل بـ"نزع السلاح الكامل من محافظات القنيطرة ودرعا والسويداء من قوات النظام الجديد"، مشددة على أنها "لن تتسامح مع أي تهديد للطائفة الدرزية في جنوب سوريا".
وخلال الفترة الأخيرة، عززت القوات الإسرائيلية وجودها في المنطقة العازلة وعلى جبل الشيخ الاستراتيجي، ونفذت تل أبيب ضربات استهدفت مواقع عسكرية جنوب دمشق.
ومنذ سقوط نظام بشار الأسد في كانون الأول/ديسمبر، سيطرت الدولة العبرية على المنطقة العازلة التي تم إنشاؤها بموجب اتفاق وقف إطلاق النار عام 1974. وطالبت السلطات السورية الجديدة ومسؤولو الأمم المتحدة إسرائيل بالانسحاب من المنطقة.