Newsletter الرسالة الإخبارية Events الأحداث البودكاست فيديو Africanews
Loader
ابحثوا عنا
اعلان

غزة على شفا المجاعة: غارات على مدار الساعة ومخزونات الغذاء إلى نفاد

أطفال فلسطينيون يستميتون للحصول على وجبة غذائية. 20 ديسمبر 2024.
أطفال فلسطينيون يستميتون للحصول على وجبة غذائية. 20 ديسمبر 2024. حقوق النشر  AP Photo
حقوق النشر AP Photo
بقلم: يورونيوز
نشرت في
شارك هذا المقال محادثة
شارك هذا المقال Close Button

تواجه غزة أزمة إنسانية غير مسبوقة وسط حصار شامل يمنع دخول الغذاء والدواء منذ أكثر من شهرين، ومنظمات دولية تحذر من مجاعة وشيكة، خصوصًا بين الأطفال.

اعلان

في مشهد يعيد إلى الأذهان أحلك فصول الكوارث الإنسانية، تغرق وسائل التواصل بمشاهد أجساد هزيلة، وعيون غائرة لأطفال لا يجدون ما يسد رمقهم في قطاع غزة، الذي يعيش حصاراً خانقاً في ظل الحرب الدائرة منذ عامٍ ونصف العام، والمتجددة منذ 44 يوماً.

ولم تعد هذه الأخبار حكرًا على تقارير المنظمات الدولية، بل باتت حاضرة في كل زاوية من منصات التواصل، تحت وسم: "غزة تموت جوعًا". وفيه لكل صورةٍ حكاية عائلة تبحث عن وجبة غذائية واحدة.

وتتجاوز أزمة الجوع في القطاع حدود الأزمات الإنسانية العابرة، لتتحول إلى إجراءات سياسية وحربية تدخل المدنيين في إطار الحسابات السياسية، بحسب وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" التي تقول إن المجاعة في غزة ليست كارثة طبيعية، بل خطة بقرارٍ سياسي محض.

وفي مقابلة مطوّلة أجرتها وكالة الأناضول مع جوناثان فاولر، مدير الاتصال لدى "الأونروا" برزت ملامح المشهد الإنساني القاتم في غزة، والذي وصفه فاولر بأنه "أشبه بأهوال يوم القيامة".

من المشاهد اليومية في قطاع غزة
من المشاهد اليومية في قطاع غزة AP Photo

الحصار كسلاح سياسي

ومنذ مطلع مارس/آذار 2025، أغلقت إسرائيل جميع المعابر المؤدية إلى قطاع غزة، بما فيها معبر كرم أبو سالم وإيريز وزيكيم، ما أدى إلى وقف تام لدخول المساعدات الغذائية والطبية والوقود. ويرى فاور أن القرار لم يكن استجابة لأوضاع أمنية،، بل ممارسة متعمدة لتجويع السكان وتحويل الغذاء إلى أداة ضغط في الحرب حسب قوله

ومع استمرار الحصار لما يزيد عن 60 يومًا، تؤكد الأونروا أن قطاع غزة دخل فعليًا المراحل الأولى من المجاعة، في ظل نفاد كامل للمخزونات الغذائية.

بدوره، أعلن برنامج الأغذية العالمي رسميًا أنه لم يعد يملك أي مواد قابلة للتوزيع داخل القطاع، بعدما استنفدت مخزونات الطحين قبل أيام، تاركًا السكان بلا غذاء ولا أمل، بينما ينتشر سوء التغذية الحاد بشكل ينذر بكارثة، خاصة بين الأطفال.

فاولر لا يرى في هذه المجاعة نتيجة حتمية للحرب، بل قرارًا سياسيًا إسرائيليًا خالصًا، مشددًا على أن المعونات جاهزة وتنتظر فقط إذنا بالدخول، وهو ما ترفضه إسرائيل بشكل قاطع.

ووصف المسؤول في الأونروا الحصار القائم على قطاع غزة بأنه "فضيحة حقيقية". فرغم النداءات المتكررة من الأمم المتحدة والوكالات الإنسانية، لم يُسجل أي تحرك ملموس لفرض إدخال المساعدات. "ليس الوضع معقدًا، بل واضح جدًا"، قال فاولر. "الناس لا يجدون شيئًا ليأكلوه لأن إسرائيل تمنع الطعام عنهم عمدًا".

ومن وجهة نظره، فإن ما يحدث في غزة اليوم يهدد حياة الملايين، ويُقوّض أسس القانون الدولي الإنساني، ويبعث برسالة خطيرة مفادها أن استخدام المجاعة كسلاح عقابي بات أمرًا مقبولًا في ظل إفلات كامل من العقاب.

استهداف الأونروا...

وإلى جانب الحصار الغذائي، تشنّ إسرائيل حملة منظمة لتفكيك وجود الأونروا في المناطق الفلسطينية، وخاصة في القدس الشرقية، عبر حظرها من العمل في المناطق التي تعتبرها إسرائيل "أراضيها السيادية". كما شمل الحظر قطع جميع القنوات الرسمية للتواصل بين الحكومة الإسرائيلية والوكالة الأممية، ما يعقّد أي تنسيق إنساني، ويفتح الباب لمزيد من العراقيل أمام العمل الميداني.

تدير الأونروا في القدس الشرقية مؤسسات تعليمية وصحية يستفيد منها عشرات الآلاف، ويؤكد فاولر أن هذه الخدمات مهددة بالتوقف الكامل، في ظل انعدام قنوات التواصل والتضييق المتصاعد على موظفي الوكالة.

وبالعودة إلى غزة، فبرغم انسحاب الطواقم الدولية نتيجة المخاطر الأمنية، ما زالت الأونروا تنشط ميدانيًا عبر 12 ألف موظف فلسطيني، يقدمون خدمات يومية صحية لنحو 15 ألف شخص، ويؤمّنون تعليمًا بديلًا لنحو 12 ألف طفل، ويعملون حتى على ترميم آبار المياه بقطع غيار مصنّعة من الخردة.

لكن هذه الجهود تقف على حافة الانهيار، بعدما صنّفت إسرائيل ثلثي القطاع كمناطق عسكرية مغلقة، ومنعت حركة فرق الإغاثة، وهو ما وصفه فاولر بأنه سابقة قانونية خطيرة تهدّد بإعادة تعريف علاقة الدول مع الوكالات الإنسانية الأممية.

الصورة المكررة في غزة لأطفال يتضورون جوعاً.
الصورة المكررة في غزة لأطفال يتضورون جوعاً. AP Photo

تمويل مشروط

من جانبها، أوقفت الولايات المتحدة إلى جانب عدد من الدول الأوروبية، تمويلها للأونروا، استنادًا إلى ادعاءات إسرائيلية تتهم عددا من موظفي الوكالة بالتورّط في عمليات نفذتها "حماس" في 7 أكتوبر 2023. لكن الأونروا نفت تلك المزاعم بشكلٍ قاطع، وناشدت الممولين إعادة النظر بقراراتهم التي تمس أرواح المدنيين في غزة.

وكانت واشنطن تقدم للأونروا نحو 350 مليون دولار سنويًا، ما يمثل أكثر من ربع الميزانية السنوية للوكالة البالغة 1.2 مليار دولار، لكن الانسحاب الأمريكي فتح فجوة مالية ضخمة، تحاول الأونروا سدّها عبر دعم من دول أخرى، غير أن حجم التحديات يفوق ما يمكن لأي دولة بمفردها تحمله.

فاولر اختصر المعادلة بوضوح بقوله إن "استهداف الأونروا يهدد بتكرار هذا النموذج مع وكالات أخرى مستقبلاً، وهو تقويض لمنظومة الأمم المتحدة ذاتها".

الحرب مستمرة، والموت أيضاً

وفي اليوم الـ44 من تجدد الحرب، تواصل إسرائيل عملياتها العسكرية المكثفة، حيث قُتل 23 فلسطينيًا في القطاع، بينهم 14 في وسط غزة، وفق مصادر طبية. ومع استمرار الغارات واستحالة إدخال الدواء والغذاء، تحذّر المنظمات الإنسانية من أن المجاعة ستتحول إلى موت جماعي إذا لم يُرفع الحصار فورًا.

ورغم كل هذه التحذيرات، تصرّ الدولة العبرية على استكمال حملتها، حيث أكد وزير الدفاع يسرائيل كاتس أن الحكومة لن تتراجع من "دون تحقيق نصر كامل"، بينما تستمر عمليات الهدم والمداهمات في الضفة الغربية، ما يُفاقم منسوب التوتر في عموم الأراضي الفلسطينية.

من جهتها، ترى إسرائيل أن الإجراءات المتخذة تأتي ضمن سياق عملياتها العسكرية المستمرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، فيما تؤكد الأمم المتحدة أن وصول المساعدات الإنسانية يجب أن يكون غير مشروط، وفق القانون الدولي.

وفي خضم ذلك كله، تتواصل الدعوات الدولية لتمكين المنظمات الإنسانية من الوصول إلى السكان المدنيين وضمان حماية البنية الأساسية والخدمات الحيوية في القطاع.

انتقل إلى اختصارات الوصول
شارك هذا المقال محادثة

مواضيع إضافية

نتنياهو: نفذنا عملية تحذيرية لحماية الدروز في صحنايا وعلى النظام السوري أن يتحرك

نتنياهو يستبعد وقوع حرب أهلية ويصف اتهامات بار بـ"المضلّلة"

طوابير طويلة أمام المطابخ الخيرية في دير البلح وإسرائيل تتجه لمنع إنزال المساعدات في مدينة غزة