نفّذت القوات المسلحة الإيرانية، وفق ما أعلنت، الموجة العشرين من العملية الصاروخية-المسيّرة الواسعة ضد أهداف عسكرية إسرائيلية، مستهدفة مطار بن غوريون ومراكز أبحاث بيولوجية، وذلك ضمن تصعيد متواصل في إطار ما تسميه طهران "الرد الاستراتيجي على الاعتداءات الإسرائيلية".
كشف الحرس الثوري الإيراني، الأحد، أنه استخدم صاروخ "خيبر شكن" في توجيه ضربة ضد إسرائيل بأعقاب الهجوم الأميركي على المنشآت النووية في البلاد، فجر اليوم ذاته.
قدرات تقنية متقدمة
كان اللواء محمد باقري، رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية الذي أغتيل بالضربات الإسرائيلية الأخيرة قد كشف لأول مرة عام 2022، عن صاروخ "خيبر شكن" طويل المدى والذي يصل مداه إلى 1450 كيلومترا.
وذكرت وكالة أنباء مهر الإيرانية بتقريرها العام 2022 أن صاروخ خيبرشكن يعد "ضمن منجزات الجيل الثالث من الصواريخ بعيدة المدى التابعة للحرس الثوري الإسلامي، والتي تتميز بخصائص فريدة، ويحتوي هذا الصاروخ على وقود صلب وفي مرحلة الهبوط يكون لديه القدرة على العبور عبر الدرع الصاروخي وقد أدى تصميمه الأمثل إلى خفض وزنه بمقدار ثلث مقارنة بالعينات المماثلة وتقليل وقت إعداده وإطلاقه إلى السدس".
واضافت: "تعد الخفة الشديدة والسرعة في إصابة الأهداف في نطاق 1450 كيلومترًا من القدرات الأخرى لهذا الصاروخ"، لافتة إلى أن "تصميم هذا الصاروخ من الفكرة إلى الانتاج، من قبل العلماء المجتهدين في سلاح الجو التابع للحرس الثوري الإسلامي".
دلالات رمزية وعقائدية
يحمل صاروخ "خيبر شكن" دلالة رمزية قوية في الخطاب الإيراني، ويعني اسمه في اللغة العربية "كاسر خيبر"، في إشارة إلى المعركة التاريخية التي وقعت بين المسلمين واليهود في الجزيرة العربية، والتي كان الدور البارز فيها للإمام علي بن أبي طالب إبن عم النبي محمد وصهره الذي له مكانة عالية لدى الملسمين عامة والشيعة خصوصاً. ويمنح هذا الاسم أبعادًا دينية خاصة في الوعي الشيعي، ويُستخدم لتعزيز الخطاب الإيراني الذي يربط الصراع مع إسرائيل بسياق "تاريخي وعقائدي" يمتد إلى جذور دينية. كما تتضمّن التسمية إشارة ضمنية إلى إخراج اليهود من شبه الجزيرة في تلك الحقبة، في إسقاط يُفهم منه التلميح إلى القضاء على دولة إسرائيل وإخراجها من المنطقة.