Newsletter الرسالة الإخبارية Events الأحداث البودكاست فيديو Africanews
Loader
ابحثوا عنا
اعلان

في خضم الصراع بين طهران وتل أبيب.. هكذا تحوّلت غزة إلى ساحة لتفريغ فائض الذخائر الإسرائيلية

طائرات سلاح الجو الإسرائيلي تؤدي عرضًا جويًا، في تل أبيب، 6 أيار/مايو 2008
طائرات سلاح الجو الإسرائيلي تؤدي عرضًا جويًا، في تل أبيب، 6 أيار/مايو 2008 حقوق النشر  MOTI MILROD/AP
حقوق النشر MOTI MILROD/AP
بقلم: Clara Nabaa & يورونيوز
نشرت في
شارك هذا المقال محادثة
شارك هذا المقال Close Button

في خضم التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران، والذي استمر اثني عشر يومًا، لم تكتفِ إسرائيل بمواجهة مباشرة مع طهران، بل حوّلت أنظارها وصواريخها نحو قطاع غزة، مستغلة التوتر الإقليمي لشنّ موجات من القصف الجوي العنيف على القطاع المحاصر.

اعلان

في إطار استراتيجية كرّست غزة كجبهة ثانوية في حرب لم تكن جزءًا منها، سُمح للطيارين الإسرائيليين العائدين من مهمات الدفاع الجوي ضد الصواريخ والطائرات المسيّرة الإيرانية بتفريغ الذخائر المتبقية لديهم فوق أهداف في قطاع غزة، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة "معاريف" الإسرائيلية.

وبحسب التقرير، فإنّ الطائرات التي شاركت في عمليات الاعتراض لم تكن مجهزة فقط بصواريخ جو-جو، بل حملت أيضًا ذخائر جو-أرض. وبعد تنفيذ المهمات فوق إيران، تواصل الطيارون مع غرف العمليات الخاصة بجبهة غزة، مقترحين إسقاط القنابل المتبقية على مواقع داخل القطاع.

تبنّى سلاح الجو الإسرائيلي هذه المبادرة بسرعة، وتحولت خلال ساعات إلى "ممارسة اعتيادية". صدرت أوامر رسمية للأسراب الجوية بالتنسيق مع الوحدات البرية الإسرائيلية قبل الهبوط، لتنفيذ ضربات على ما وصفته إسرائيل بـ"أهداف حماس"، باستخدام الذخائر الفائضة.

طائرتا F-16 وF-15 تابعتان لسلاح الجو الإسرائيلي تستعدان للإقلاع من قاعدة عوفدا قرب إيلات جنوب إسرائيل، 25 نوفمبر 2013.
طائرتا F-16 وF-15 تابعتان لسلاح الجو الإسرائيلي تستعدان للإقلاع من قاعدة عوفدا قرب إيلات جنوب إسرائيل، 25 نوفمبر 2013. Ariel Schalit/AP

مسؤولون عسكريون إسرائيليون اعتبروا هذه الخطة "موفّرة للموارد" وفعالة، كونها أتاحت توسيع نطاق الهجمات من من دون الحاجة لإطلاق عمليات جوية جديدة. وقال مصدر من سلاح الجو الإسرائيلي لـ"معاريف": "بدلاً من أن تعود الطائرات إلى الأرض ثم تقلع مجددًا لمهام هجومية، كانت تقوم بتنفيذ المهام أثناء وجودها في الجو، مما وفّر قدرًا كبيرًا من الموارد، ورفع من قدرة سلاح الجو على تنفيذ العمليات".

قصف بلا هوادة...

النتيجة، كما وصفها التقرير، كانت "موجات من الضربات الجوية القوية" على غزة، شاركت فيها عشرات الطائرات المقاتلة يوميًا، أسقطت كل منها فائض الذخائر قبل الهبوط. وعلى مدى أيام الحرب الـ12، تم تنفيذ هذا التكتيك بذريعة "دعم القوات الإسرائيلية" المتمركزة في خان يونس وشمال القطاع، بحسب ما نقلته الصحيفة.

وفيما كانت الأنظار الدولية مركّزة على التوتر بين إسرائيل وإيران، استغلّ الجيش الإسرائيلي هذا الانشغال العالمي لتكثيف عملياته في غزة، حيث صادقت غرفة العمليات المعنية بالقطاع لاحقًا على اعتماد هذه الخطوة كجزء من النشاط العسكري المعتاد. كما طلب قائد سلاح الجو توسيع الخطة لتشمل جميع الطائرات المشاركة في العمليات، ما أدى إلى تكثيف الضربات على القطاع بالتوازي مع الحرب على إيران.

فلسطينيون نازحون يعودون لجمع ما تبقّى من ممتلكاتهم في منطقة شمال غزة، في 4 حزيران/يونيو 2025.
فلسطينيون نازحون يعودون لجمع ما تبقّى من ممتلكاتهم في منطقة شمال غزة، في 4 حزيران/يونيو 2025. Jehad Alshrafi/AP

ورغم تقديم هذه الممارسات كخطة "فعّالة من حيث الكلفة والجهد"، فإنها فعليًا حولت غزة إلى ساحة لتصفية فائض الذخائر، في سياق صراع لم يكن للقطاع فيه أي صلة عملياتية مباشرة. وقد تم توجيه الضربات بناءً على إحداثيات من الوحدات البرية المنتشرة على الأرض، ما ضاعف حجم القصف اليومي على مناطق محاصرة أصلًا.

وبالفعل، خلال الأيام التي شهدت القصف المتبادل بين إسرائيل وإيران، شنّ الجيش الإسرائيلي سلسلة من الغارات العنيفة على غزة، أسفرت عن مقتل مئات الفلسطينيين، بينهم نازحون كانوا قد احتشدوا في مواقع توزيع المساعدات، لا سيما في المراكز المشتركة المدعومة أمريكيًا وإسرائيليًا، والتي تثير جدلاً متزايدًا.

ورغم إعلان وقف الحرب بين طهران وتل أبيب، لم تتوقف الهجمات الإسرائيلية على غزة، بل استمرت وتيرتها على وقع العمليات العسكرية التي تخوضها إسرائيل في القطاع منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.

ووفق وزارة الصحة في غزة، فقد أسفرت هذه العمليات حتى الآن عن مقتل 57,012 شخصًا وإصابة 134,592 آخرين، في حصيلة مستمرة تعكس فداحة الأثر الإنساني لسياسات عسكرية حوّلت قطاعًا محاصرًا إلى ميدان دائم للنيران، حتى عندما تدور رحى الحروب في أماكن أخرى.

انتقل إلى اختصارات الوصول
شارك هذا المقال محادثة

مواضيع إضافية

إيطاليا بين الأمن واكتظاظ السجون: هل تحمل خطة ميلوني الحل أم الأزمة؟

منزل "العماوي" يتحوّل إلى مقبرة: ثمانية أشخاص من عائلة واحدة قضوا بغارة إسرائيلية في غزة

خلافات حول خطة السيطرة على غزة: آيزنكوت يحذر من "حماقة ستكلف إسرائيل ثمنًا باهظًا"