أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الوضع الإنساني في قطاع غزة "مروّع للغاية"، مشددًا على ضرورة إيصال المساعدات الغذائية إلى مستحقيها في أسرع وقت ممكن، قائلاً إن السكان "يرون الغذاء على بُعد أميال دون القدرة على الوصول إليه".
وخلال تصريحات أدلى بها في مؤتمر صحفي، أعلن ترامب أنه تحدث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول الأزمة، كما أجرى اتصالًا مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، التي تعهدت – بحسبه – بالمساهمة في تأمين الاحتياجات الإنسانية لسكان القطاع.
وكشف عن خطط لإنشاء مراكز لتوزيع الغذاء داخل غزة بالتعاون مع دول أخرى، مؤكدًا أن هذه المراكز "ستكون مفتوحة دون قيود"، وأن الهدف منها "إنقاذ الأرواح والتخلص من جميع الحواجز أمام وصول الغذاء، خاصة للأطفال".
وصرّح ترامب أن وقف إطلاق النار في غزة لا يزال ممكنًا، مؤكدًا أن وجوده حال دون اندلاع ست حروب كبرى حتى الآن.
ويأتي هذا التصريح في ظل أزمة إنسانية تتفاقم يومًا بعد يوم في غزة، إذ تحذر تقارير أممية من وضع غذائي حرج يهدد مئات آلاف الأسر بالقطاع المحاصر، حيث يعاني نحو 90 ألف طفل وامرأة من سوء تغذية حاد يهدد حياتهم. وتصف منظمة اليونيسف الوضع بـ"الكارثي والمميت"، مشيرة إلى أن مستويات سوء التغذية في صفوف الأطفال بلغت مستويات غير مسبوقة.
ويُعزى هذا التدهور إلى عراقيل مستمرة تضعها إسرائيل أمام دخول المساعدات، إذ تُرفض معظم الطلبات أو تُؤخر عند نقاط التفتيش، بحسب منظمات حقوقية تحمّل الدولة العبرية مسؤولية مباشرة عن المأساة. ويقدّر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة الحاجة الأسبوعية بأكثر من نصف مليون كيس دقيق لتأمين الحد الأدنى من الاحتياجات الأساسية، وسط استمرار الانهيار في سلاسل الإمداد.
وفي ما يتعلق بالملف الأمني، قال ترامب إن التعامل مع حركة حماس "أصبح أكثر صعوبة" بسبب رفضها إطلاق سراح الرهائن المتبقين، مؤكدًا أن الولايات المتحدة تعرف أحيانًا أماكن وجودهم، لكنها تمتنع عن تنفيذ عمليات لإنقاذهم خشية تعريض حياتهم للخطر.
وأضاف ترامب أن العمل جارٍ حاليًا على دراسة بدائل محتملة قد تسهم في استعادة الرهائن وتهيئة ظروف أكثر استقرارًا لسكان غزة.
كما وجه ترامب انتقادات غير مباشرة لإسرائيل، معتبرًا أنها تتحمّل "مسؤولية كبيرة" في ما يتعلق بوصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، ودعا إلى تعاون دولي عاجل لتخفيف حدة الأزمة.
وفي سياق منفصل، حذر ترامب من "إشارات سلبية" تصدر عن إيران، مشيرًا إلى أن استئناف طهران برنامجها النووي "سيُواجَه بسرعة وحزم".
وكانت إيران قد أبدت استعدادها لاستئناف المحادثات التقنية المتعلقة ببرنامجها النووي، في مؤشر على رغبة متجددة في إعادة التواصل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، اليوم، أن بلاده لا تمانع استئناف المحادثات غير المباشرة مع الولايات المتحدة متى اقتضت المصلحة الوطنية ذلك، لكنه أوضح في الوقت نفسه أنه لا توجد أي ترتيبات أو خطط حالية لعقد جولة سادسة من المفاوضات النووية مع واشنطن.
وكانت إيران والولايات المتحدة قد عقدتا خمس جولات من المحادثات غير المباشرة برعاية سلطنة عُمان، قبل أن تتوقف المفاوضات نتيجة اندلاع مواجهة عسكرية بين إيران وإسرائيل استمرت 12 يومًا الشهر الماضي، ما جمد جهود الوساطة وأعاد الملف النووي إلى دائرة الجمود.