تلقى مجموعة من الممثلين الإسرائيليين بريدًا إلكترونيًا يُدّعي أنه يتعلق بالاختيار لأدوار فيلم جديد من إخراج مخرج كبير. وقد طلب البريد الإلكتروني إرسال مقاطع فيديو للاختبارات التمثيلية، بالإضافة إلى مستندات شخصية مثل بطاقات الهوية، وجوازات السفر، وعناوين مقرات سكنهم.
اعلان
تعرض عدد من الممثلين الإسرائيليين لعملية احتيال إلكتروني معقدة يُعتقد أن مصدرها إيران خلال هذا الشهر. والعملية، التي وصفها الخبراء بأنها "هجوم تصيّد متقدم"، استهدفت ممثلين بارزين في مجال السينما الإسرائيلية.
كيف تمت العملية؟
وفقًا لتقرير صادر عن "تايمز أوف إسرائيل"، تلقى الممثلون المستهدفون رسائل بريد إلكتروني مزيفة تدّعي أنها دعوات لاختبارات تمثيل لفيلم جديد من إخراج مخرج معروف. وطالبت الرسائل الضحايا بتقديم مقاطع فيديو لاختبارات الأداء، بالإضافة إلى مستندات شخصية مثل بطاقات الهوية، جوازات السفر، وعناوين السكن.
وقالت إحدى الممثلات الإسرائيليات اللاتي تلقين رسائل تصيّد إن البريد الإلكتروني المزيّف ادعى أنه دعوة لاختبار أداء لفيلم من إخراج آري فلمان حول هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر، وطُلب منها إرسال فيديو شخصي تشرح فيه السبب الذي يجعلها تعتقد أنها مناسبة للمشاركة في المشروع إلى جانب مستندات إضافية.
وبعد تقديم هذه المعلومات، تلقى الممثلون رسائل تهديدية، مما دفع المديرية الوطنية للأمن السيبراني في إسرائيل إلى إصدار تحذير رسمي.
من يقف وراء الهجوم؟
تشير الأدلة إلى أن مجموعة قراصنة إيرانية معروفة، قد تكون وراء هذا الهجوم. وتُعرف هذه المجموعة بتكتيكاتها المتقدمة في التصيّد، وقد استهدفت في الماضي أكاديميين وصحفيين إسرائيليين. والهدف من هذا الهجوم قد يكون جمع معلومات استخباراتية أو تنفيذ عمليات تجسس إلكتروني.
وأدى الهجوم إلى تعرض الممثلين للكشف عن معلومات شخصية حساسة، ما أثار مخاوف من استخدامها في عمليات تجسس أو سرقة هوية. كما يُعتقد أن هذه الحملة جزء من استراتيجية أوسع تستخدمها إيران في الحرب الرقمية ضد إسرائيل، والتي تشمل هجمات تصيّد، هجمات حجب الخدمة، وزرع برمجيات خبيثة.
الرد الإسرائيلي
استجابةً للهجوم، نصحت المديرية الوطنية للأمن السيبراني في إسرائيل الأشخاص التضرّرين من الحملة باستبدال بطاقات هويتهم وجوازات سفرهم فورًا لدى هيئة السكان والهجرة، وتغيير كلمات المرور، وتمكين المصادقة الثنائية حيثما أمكن، بما يشمل المواقع الحكومية، وحسابات المعاشات، والحسابات المصرفية، والضرائب، والبريد الإلكتروني، ووسائل التواصل الاجتماعي. كما أوصتهم بإبلاغ البنوك وشركات بطاقات الائتمان ومراقبة أي نشاط مريب.
و تشهد العلاقات بين إسرائيل وإيران توترًا متزايدًا، ويُتوقع أن يكون ما جرى جزءًا من حرب سيبرانية أوسع. ففي يونيو 2025، شنّ قراصنة إيرانيون هجمات إلكترونية ضد صحفيين وأكاديميين إسرائيليين.
وخلال الشهر الجاري، تمكن قراصنة أتراك من الحصول على الرقم الشخصي لوزير الدفاع الإسرائيلي يسرايل كاتس وتسريبه، وحتى إجراء مكالمة فيديو مباشرة له، تبعتها حملات مضايقة، وفقًا لتقرير "رويا نيوز".
وتتعرض إيران بدورها لهجمات سيبرانية منتظمة من قراصنة غربيين وجهاز المخابرات الإسرائيلي.. أشهرها الهجوم على خدمات البنك الإلكتروني "Bank Mellat"، بما في ذلك أجهزة الصراف الآلي ونقاط الدفع المصرفية والإنترنت المصرفي، مما أدى لتعطّلها لعدة ساعات، ما منع العديد من العملاء والمتاجر من إجراء المدفوعات.
وفي يونيو 2025، تعرّضت الجمهورية الإسلامية لهجمات استهدفت بنوكًا حكومية، أبرزها بنك "سبه"، وأدّت إلى تعطيل أجهزة الصراف ونقاط الدفع والإنترنت المصرفي. وأعلنت مجموعة "العصفور المفترس" مسؤوليتها عن الهجوم، وتسبّب بتوقف الخدمات وأثر على شبكة توزيع الوقود، مع تداول مقاطع تظهر اختراقًا محتملًا لمركز بيانات البنك.
وقد شهدت إيران على مدار العقدين الماضيين هجمات سيبرانية كبرى، تمخضت غالبًا آثار مادية ومالية وسياسية كبيرة، وكان أبرزها في 2010 حين اخترقت إسرائيل محطة الطاقة النووية الإيرانية باستخدام فيروس "Stuxnet"، ما أدى إلى تعطيل الموقع النووي بالكامل.