في كلمة ألقاها خلال اجتماع استثنائي لكبار قادة الجيش والبحرية الأمريكية بقاعدة مشاة البحرية في كوانتيكو بولاية فرجينيا، تناول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ملفات دولية وعسكرية بارزة، مؤكدًا أنه يسعى إلى جمع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي على طاولة واحدة لإنهاء الحرب.
وأشار ترامب إلى أنّ الولايات المتحدة تعرضت مؤخرًا لـ"تهديد" من روسيا بعد إرسالها غواصة نووية، واصفًا هذا السلاح بأنه "الأشد فتكًا على الإطلاق". وأضاف: "لا نريد استخدام القوة النووية أبدًا، لكنني أشعر بشيء من التهديد من قبل روسيا".
وجدد ترامب اتهامه بوجود تزوير في انتخابات عام 2020، قائلاً إنه لو لم يحدث ذلك "لكنت رئيسًا، ولما اندلعت الحرب في أوكرانيا". وأضاف أنه يستحق جائزة نوبل للسلام لأنه أنهى ثماني حروب في ثمانية أشهر، واصفًا ذلك بـ"إنجاز كبير جدًا"
وقال ترامب إنّ بلاده كانت متأخرة عن روسيا والصين في مجال الأسلحة الفضائية، لكنها الآن "تتفوق بنسبة تفوق 180%". وأضاف أنه أعاد بناء الجيش الأمريكي خلال ولايته الأولى ليصبح "الأقوى في العالم"، مشددًا على أنّ هذا الملف يبقى محور تركيزه الأكبر.
وأكد أن الولايات المتحدة تستعد لإنتاج مقاتلة جديدة من الجيل السادس، واصفًا إياها بأنها "أعظم طائرة مقاتلة في التاريخ". وأعلن التزام إدارته بإنفاق تريليون دولار على المؤسسة العسكرية عام 2026، في خطوة قال إنها ستجعل الجيش الأمريكي "أقوى من أن يتحداه أحد".
وشدد ترامب على أنّ بلاده يجب أن تكون "قوية لدرجة ألا تجرؤ أي دولة على تحدينا، وأقوياء لدرجة ألا يجرؤ أي عدو على تهديدنا"، معتبرًا أن هذا هو السبيل لضمان الأمن والاستقرار.
وتطرق ترامب إلى قضية التجنيد، موضحًا أنّ الولايات المتحدة "عانت في الماضي من نقص في تجنيد أفراد الجيش والشرطة"، لكن نسبة التجنيد الآن "تجاوزت 95%".
وقال إنه أنهى تسع حروب كبرى منذ توليه الحكم، كان آخرها الإعلان عن خطة السلام في الشرق الأوسط. كما أعلن عزمه تغيير اسم الخليج الفاصل بين الولايات المتحدة والمكسيك ليصبح "خليج أمريكا"، معتبرًا أنه "كذلك بالفعل".
كما أعلن ترامب أن "الولايات المتحدة لم تعد منخرطة في تمويل الحرب في أوكرانيا"، موضحًا أن بلاده لا تنفق أموالًا بشكل مباشر على الصراع، بل تبيع معدات عسكرية لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، الذي يتولى بدوره تسليمها إلى أوكرانيا.
و شدد ترامب على أن الوقت قد حان لإنهاء الحرب في الشرق الأوسط، مضيفا :"سنسوي الوضع في الشرق الأوسط وهو في الواقع أمر صعب كثيرا".
هيغسيث يدعو لإصلاح "تدهور دام لعقود" في الجيش الأميركي
قال وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث إن على الجيش إنهاء حالة "التدهور" المستمر منذ عقود أمام اجتماع غير اعتيادي لجنرالات وأدميرالات قرب واشنطن.
وفي كلمة وصفها بأنها ترمي إلى "معالجة تدهور دام لعقود"، قال وزير الدفاع إنه يريد إنهاء "الهراء الأيديولوجي" الذي يهتم بتغير المناخ والتنمر والترقيات على أساس العرق أو النوع الاجتماعي.
وأضاف "لقد أُجبر الجيش، بسبب سياسيين متهورين ويفتقرون إلى الحكمة، على التركيز على أمور خاطئة. لقد أصبحنا بمثابة 'وزارة اليقظة'، لكن هذا انتهى الآن".
ترامب يمهل حماس أيامًا معدودة
مع اقتراب الحرب على غزة من إتمام عامها الثاني، طرح ترامب مبادرة سلام اعتبرها فرصة تاريخية، إلا أنّ العنصر الحاسم في نجاح الخطة يبقى موقف حركة حماس، بعدما أمهلها ترامب أيامًا معدودة للرد.
قال ترامب، يوم الثلاثاء، لدى مغادرته البيت الأبيض، إنّ القادة الإسرائيليين والعرب وافقوا على الخطة، مضيفًا: "نحن ننتظر حماس فقط".
وأوضح أنّ أمام الحركة "ثلاثة أو أربعة أيام" للرد على المقترح الذي عرضه مع بنيامين نتنياهو يوم الإثنين في واشنطن. وأكد ترامب أنّ إسرائيل "ستفعل ما يلزم"، كما "ستحظى بدعمي الكامل لإنهاء تهديد حماس" إذا رفضت الأخيرة الصفقة.
في المقابل، أكدت مصادر من داخل حماس أنّ الحركة المسلحة ستأخذ وقتًا لدراسة مقترح ترامب والتشاور مع الحلفاء قبل إعلان موقفها، وفق ما نقلت وكالة أسوشييتد برس.
وقف القتال ونزع السلاح
تدعو الخطة المؤلفة من 20 بندًا إلى وقف إطلاق النار فورًا، على أن تفرج حماس خلال 72 ساعة عن جميع الرهائن المحتجزين لديها، أحياءً أو أمواتًا. وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى أنّ 48 رهينة ما زالوا محتجزين، بينهم 20 يعتقد أنهم أحياء.
مقابل ذلك، تطلق إسرائيل سراح 250 أسيرًا محكومين بالمؤبد و1700 معتقل من غزة، بينهم نساء وأطفال، إضافة إلى تسليم جثامين 15 فلسطينيًا مقابل كل جثمان رهينة.
وتنص الخطة أيضًا على انسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية بعد نزع سلاح حماس وانتشار قوة أمنية دولية.
غزة تحت إدارة مؤقتة ومجلس سلام
بموجب المقترح، ستُمنع حماس من أي دور سياسي أو عسكري، ويتم تفكيك بنيتها القتالية بالكامل، مع منح عفو لمن يتعهدون بالتخلي عن السلاح، وسيسمح للراغبين بمغادرة القطاع بالخروج، فيما ستتولى قوة أمنية دولية ضمان النظام وتدريب الشرطة الفلسطينية.
على الصعيد المدني، ستدير غزة حكومة مؤقتة من التكنوقراط الفلسطينيين تحت إشراف "مجلس للسلام" برئاسة ترامب ورئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، مع صلاحيات واسعة على ملف إعادة الإعمار. وستشرف هيئات دولية محايدة مثل الأمم المتحدة والهلال الأحمر على تدفق المساعدات الإنسانية.
السلطة الفلسطينية و"الدولة المؤجلة"
تنص الخطة على أن السلطة الفلسطينية، بعد إجراء إصلاحات مطلوبة، ستتولى حكم غزة في نهاية المرحلة الانتقالية. كما تلمّح إلى إمكانية فتح مسار نحو إقامة دولة فلسطينية إذا توفرت الظروف اللازمة.
غير أنّ نتنياهو، الذي وافق على الخطة في البيت الأبيض، يرفض هذا البند بشكل قاطع، في انسجام مع موقف حكومته المتشددة الرافض لأي دولة فلسطينية.
وقد حظيت الخطة بتأييد وزراء خارجية باكستان، إندونيسيا، مصر، الأردن، الإمارات، تركيا، السعودية وقطر، شرط أن تمهد لإقامة دولة فلسطينية، توحيد غزة والضفة الغربية، ووقف ضم إسرائيل للأراضي.
وفي بيان مشترك، أكد الوزراء استعدادهم للانخراط "بإيجابية" مع الولايات المتحدة والأطراف المعنية من أجل استكمال الاتفاق وضمان تنفيذه.